تعريف عام بسورة الطارق
تُعدّ سورة الطّارق من السّور المكيّة، [١٥] وقد نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبل السّنة العاشرة للبعثة، ونزلت بعد سورة البلد، [١٦] وعدد آياتها سبع عشرة آية، وهي السورة السّادسة والثمانون في ترتيب القرآن الكريم، [١٧] وأمّا مناسبة السّورة لِما قبلها؛ فقد جاءت تتناسب مع السورة السّابقة لها وهي سورة البلد. [١٨]
المراجع ^ أ ب ت جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور ، صفحة 183-186. بتصرّف. ↑ سورة الطارق، آية:1-4
↑ أبو محمد البغوي (1420هـ)، تفسير البغوي- إحياء التراث (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 238-240، جزء 5. بتصرّف. ^ أ ب أَبُو اليُمْن العُلَيْمي، فتح الرحمن في تفسير القرآن ، صفحة 334-338. بتصرّف. ^ أ ب ت ث مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي ، صفحة 3-8. بتصرّف. ↑ سورة الطارق، آية:5-7
^ أ ب مجموعة من المؤلفين، التفسير الوسيط ، صفحة 1365-1366. بتصرّف. ↑ الزمخشري، تفسير الزمخشري ، صفحة 735. بتصرّف. تلاوة سورة الطارق. ↑ سورة الطارق، آية:8-10
↑ سورة الطارق، آية:11-14
↑ البغوي ، أبو محمد، تفسير البغوي ، صفحة 238-240. بتصرّف. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، التفسير الوسيط ، صفحة 1368-1370.
- تلاوة سورة الطارق
- قراءة سورة الطارق كتابة At-Taariq - رقم 86
تلاوة سورة الطارق
[٤]
وبعد أن أقسم الله -تعالى- به، ورد السؤال مرةً أخرى: (وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ) وجاء التفسير بالآية الّتي تليها بأنّه النّجم الثّاقب؛ أيّ شديد الإضاءة والتّوهج، وهذا يدلّ على تعظيم الله لشأنه، وفيه تتجلّى عظمة الخالق، وأمّا جواب القسم فهو أنّ الله جعل لكلّ نفسٍ بشريّة حافظ ورقيب، والحافظ له معنيان كلاهما صحيح: [٥]
الأول: أنّ الله -تعالى- جعل ملائكة موكّلة على النّفس تُدوّن أعمالها وتحصيها. الثاني: أنَّ الله -تعالى- جعل ملائكة حَفظة تحفظ الإنسان وتحميه. وعليه فإنّ الله لمَّا أقسم بالسّماءِ والنّجوم؛ للتأكيد على أنّ لكلّ نفسٍ رقيباً وحفيظاً، وهذا يجعل المؤمن يحرص على صلاح قلبه، وينتبه لأفعاله وأقواله؛ لأنّها مراقبة ومُسجّلة. قراءة سورة الطارق كتابة At-Taariq - رقم 86. [٥] يُقسم الله -تعالى- بالطارق على حفظ العباد وكتابة أعمالهم. دعوة الإنسان للتفكر مم خلق
جاءت بعد ذلك الآيات مُستفهمةً: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ* يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) ، [٦] فبعد أن أثبت الله -تعالى- للإنسان أنّه مراقبٌ ومحاسبٌ على كلّ صغيرة وكبيرة، دعاه للتّفكر في نشأته وكيفيّة خلقه؛ ليتيقّن الإنسان أنّ مَن خلقه وأنشأه قادرٌ على محاسبته يوم القيامة، فعليه أن يضع ذلك نصْب عينيه، ويُعِدُّ نفسه ليوم الحساب.
قراءة سورة الطارق كتابة At-Taariq - رقم 86
هى سورة مكية. آياتها 17 و ترتيبها بالمصحف ال86. نزلت بعد سورة البلد و بدأت باسلوب قسم "والسماء والطارق" لم يذكر لفظ الجلالة في السورة.
[٧]
وأجاب الله -تعالى- على هذا الاستفهام بأنّه خلق الإنسان من الماء الدّافق؛ أيّ الذي يتدفّق وينصبّ في رحم المرأة، فقصد الله -تعالى- هنا ماء الرّجل وماء المرأة اللّذان يجتمعان في رحمِ المرأة ويتكوّن منه الجنين، [٧] وهذا الماء يخرج من الصُّلب؛ أيّ من عظام ظهر الرّجل، ومن التّرائب؛ أيّ عظام صدر المرأة، فذكّر الله -تعالى- الإنسان بأصل خَلقه؛ كي لا يتكبّرَ ويعصي خالقه. [٨] يدعو الله عباده للتفكّر بأصل خلقهم وبداية نشأتهم. البعث والجزاء يوم القيامة
يُتبع الله الآيات بقوله -تعالى-: (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ* فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ)، [٩] أي إنّ الله على رجع وإعادة الإنسان لقادر، وهذه الآية فُسّرت عند العلماء بثلاثة وجوه: [٥]
الأول: أنّ الله -تعالى- قادرٌ على إرجاع الإنسان إلى الحياةِ بعد موته وبعثه من جديد ليُحاسبه. المعنى الثاني: أنّ الله -تعالى- قادرٌ على إرجاع الإنسان من حال الشّيخوخة إلى حال الشّباب. المعنى الثالث: أنّ الله -تعالى- قادرٌ على إرجاع ماء الرّجل وماء المرأة ومنعه، فلا يتكوّن منهما الولد إن أراد الله ذلك. ثمّ يأتي هذا اليوم الذي تظهر فيه السّرائر؛ وهي كلّ ما يُخفيه الإنسان في داخله من المعتقدات والنّوايا، وكلّ الأعمال المخفيّة التي لا يطّلع عليها أحد، فتنكشف كلّها وتظهر أمام الخالق يوم القيامة، وعندها لا يستطيع الإنسان إنكار أيّ أمرٍ كان بينه وبين الله -تعالى-، ويكون حينها متجرّداً من قوّتِه، ولا أحد يُعينه ويحميه.