قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي…❤💖 - YouTube
قل لو كان البحر مدادا
وقال الترمذي عن ابن عباس: قال حيي بن أخطب اليهودي: في كتابكم ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ثم تقرءون وما أوتيتم من العلم إلا قليلا; فنزل قوله تعالى قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي الآية. وكلمات الله: ما يدل على شيء من علمه مما يوحي إلى رسله أن يبلغوه ، فكل معلوم يمكن أن يخبر به. فإذا أخبر به صار كلمة. ولذلك يطلق على المعلومات كلمات ، لأن الله أخبر بكثير منها ولو شاء لأخبر بغيره ، فإطلاق الكلمات عليها مجاز بعلاقة المآل. قل لو كان البحر مداد. ونظيرها قوله تعالى ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله. وفي هذا دليل لإثبات الكلام النفسي ولإثبات التعلق الصلوحي لصفة العلم. وقل من يتنبه لهذا التعلق. ولما كان شأن ما يخبر الله به على لسان أحد رسله أن يكتب حرصا على بقائه في الأمة ، شبهت معلومات الله المخبر بها والمطلق عليها كلمات بالمكتوبات ، ورمز إلى المشبه به بما هو من لوازمه وهو المداد الذي به الكتابة على طريقة المكنية ، وإثبات المداد تخييل كتخيل الأظفار للمنية. فيكون ما هنا مثل قوله تعالى [ ص: 53] ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله فإن ذكر الأقلام إنما يناسب المداد بمعنى الحبر.
قل لو كان البحر مداد لكلمات ربي
قل لو كان البحر - YouTube
قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي
[ ص: 54] وهذا الكلام كناية عن عدم تناهي معلومات الله تعالى التي منها تلك المسائل الثلاث التي سألوا عنها النبيء - صلى الله عليه وسلم - فلا يقتضي قوله قبل أن تنفد كلمات ربي أن لكلمات الله تعالى نفادا كما علمته. وجملة ولو جئنا بمثله مددا في موضع الحال. ولو وصلية ، وهي الدالة على حالة هي أجدر الأحوال بأن لا يتحقق معها مفاد الكلام السابق فينبه السامع على أنها متحقق معها مفاد الكلام السابق. قل لو كان البحر مدادا لكلمات. وقد تقدم عند قوله تعالى فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به في سورة آل عمران. وهذا مبالغة ثانية. وانتصب مددا على التمييز المفسر للإبهام الذي في لفظ مثله أي مثل البحر في الإمداد.
قل لو كان البحر مدادا لكلمات
وقرأ حمزة والكسائي " قبل أن ينفد " بالياء لتقدم الفعل.
قل لو كان البحر مداد
مع دخولهم الإسلام، رفع العرب من شأن الخط وعظّموه، ونشروه في سائر العالم، كما تشهد القطع المعروضة في المعرض، وهي خمس وسبعون قطعة متنوّعة مصدرها سائر بقاع الأرض. في أول نشأتها، اعتمدت الكتابة العربية خطا بسيطة للغاية، وكانت خالية من النقط خلوًّا كاملًا، ويشير القاضي أبو بكر بن العربي إلى هذا الأمر في كتابه "العواصم من القواصم" حيث يقول: "وكان نقل المصحف إلى نسخه على النحو الذي كانوا يكتبونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكتابة عثمان وزيد وأبي بكر وسواهم من غير نقط ولا ضبط. واعتمدوا هذا النقل ليبقى بعد جمع الناس على ما في المصحف نوع من الرفق في القراءة باختلاف الضبط". استخدم المسلمون الأوائل الخط "المدني" الذي يتميز باعوجاج الألف وميل الشكل، بعدها ظهر الخط "المدوّر"، وتبعه الكوفي الذي اشتُهر في العصر العبّاسي واستُخدم في كتابة المصاحف على مدة قرون. تدريجيا، استحدث الخطاطون أنواعا أخرى من الخط أشهرها الرقعة والنسخ والثلث والفارسي والإجازة والديواني والطغراء، وتفنّنوا من خلالها في التّشكيل والتّنويع الهندسي من تدوير وسحب وتشابك وتداخل. المدن - وقل لو كان البحر مداداً. في معرض "مداد"، نقع على ثلاثة شواهد تعود إلى العصر العباسي وتمثل مرحلة لاحقة من تراث الخط الكوفي، ويجد المشاهد للوهلة الأولى صعوبة في قراءة هذه الكتابات.
قال تعالى:
{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [ الكهف 109]. لو كانت بحار الدنيا و محيطاتها و كل نقطة من مياه على سطح كل تلك الكواكب عباة عن مداد لأقلام مصنوعة من كل مادة في هذه الدنيا يصلح أن يصنع منها قلم, ما نفدت كلمات الله التي لا تنتهي و لا تخلو من علمه و حكمته و كل كمال لازم لها. فالكلام صفة أزلية من صفات الله. قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي. فلم يزل و لازال متكلماً بكل علم و حكمة سبحانه و تعالى و تنزه و تقدس. قال الإمام ابن رجب: ضَرَبَ الْخَضِرُ لِمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ هَذَا الْمَثَلَ فِي نِسْبَةِ عِلْمِهِمَا إِلَى عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فقال له: ( مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللهِ إِلَّا مِثْلَ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنَ الْبَحْرِ) ، وَهَذَا لِأَنَّ الْبَحْرَ لَا يَزَالُ تَمُدُّهُ مِيَاهُ الدُّنْيَا وَأَنْهَارُهَا الْجَارِيَةُ ، فَمَهْمَا أُخِذَ مِنْهُ لَمْ يَنْقُصْهُ شَيْءٌ ، لِأَنَّهُ يَمُدُّهُ مَا هُوَ أَزْيَدُ مِمَّا أُخِذَ مِنْهُ " انتهى من [ جامع العلوم والحكم 2/49].