قل انما اشكو بثي وحزني الى الله.. حكايات الهادي محمد هادي - YouTube
- في معنى الآية الكريمة “إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ” – بساط الريح
في معنى الآية الكريمة “إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ” – بساط الريح
ثم جاءته البشرى في اليوم الثاني قال: ﴿ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ مهما اشتدت عليكم الأزمات وعصفت بكم الهموم والتفت حولكم الكربات لاتيأسوا من رَوح الله أبداً. طيب الله صباحكم جميعا بكل خير
إنما أشكو بثي وحزني إلى الله
إدريس أحمد تعبر الآية الكريمة: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) عن الحالة النفسية التي وصل إليها نبي الله الكريم يعقوب عليه السلام من الأحزان المتجددة في نفسه على ابنه يوسف عليه السلام، والشكوى من الألم الذي نزل به حتى أصيبت عيناه بسبب الحزن بغشاوة بيضاء، وكيف لجأ إلى الله الكاشف المضرات، والمذهب للأحزان والمكروهات، متعلقا بحوله وقوته. وهو بهذه الكلمات يرد بالثبات واليقين على أولاده الذين لطالما عاتبوه على إبدائه الأسى والألم على مفارقة ابنه يوسف، وذلك حين قالوا لأبيهم: ﴿قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ [يوسف: 85]. وكان جواب يعقوب عليه السلام: ما أَشكو مصيبتى التي لا أَستطيع إِخفاءَها، ولا أَشكو حزني لأَحد إِلا إِلى الله، فهو القادر على كشف التفسير، وأَتبع يعقوب كلامه هذا بما يفيد أَمله في رحمة الله فقال:
(وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
وهو إقرار منه بتوحيد الله في حالة البؤس والحزن، ويقينه في الله ورحمته ما يجهله الناس، فقد كان يحيى بوجدانه النبوى الصادق وبما قام لديه من الأَمارات أَن يوسف حى لم يمت وأَنه وصل أَو سيصل إلى منزلة عظيمة بين الناس، وأَن شمل الأُسرة سوف يجتمع بزعامة يوسف[1].