جالت هذه الخواطر في ذهني حال مطالعتي لديوان "وأكتفي بالسحاب" للشاعرة الإماراتية خلود المعلا والصادر العام 2017 عن دار " فضاءات" بالأردن والديوان هو السادس في تجربة الشاعرة التي تعد من أهم أصوات قصيدة النثر في دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد الدواوين "هنا ضيعت الزمن" (1997)، "وحدك" (1999)،"هاء الغائب" (2003)، "ربما هنا" (2008)، و"أمسك طرف الضوء" (2014) إضافةً إلى مجموعة "دون أن أرتوي" وهي مختارات صدرتْ عن مجلة دبي الثقافية (2011). تؤسس خلود المعلا لشعريتها في هذا الديوان عن طريق التأمل الباطني بحيث يكون الطرح السير ذاتي في ظاهر النصوص ثم يظهر أن للنص مستويات أخرى سرعان ما تتضح، مع التعامل المنفتح معه، بحيث تشرق مستويات أخرى للتلقي وتتعدد بما يكسب النصوص ألقها وحيويتها وطزاجتها وجِدَّتها. إن طرح تفاصيل الحياة يصلح في حد ذاته كوسيلة لفضح تشابكات الأنا مع العالم وصيرورة الذات وتحولاتها ووجوهها المتعددة لكن هناك خلف الكلمات الظاهرة كلمات أخرى مسطورة في فضاء النصوص وخلفياتها لتظهر الأمور وكأن هذه التفاصيل ما هي إلا نتاج تأمل عميق فيما تحت الظواهر ولا وعي الكلمات، بحيث تتيح اللغة المكثفة المتجهة نحو تقليل المحتوى، توسيعاً للدلالة وبسطاً لاحتمالاتها وتوالياً للاقتراحات التي تتيحها الشعرية أو تحققها بالفعل.
شعر عن الصحاب
إن دال السحاب في هذا الديوان يتماهَ مع ذات الشاعرة ومع اختياراتها وتموضعها داخل الحياة لذلك تطير معه الذات الشاعرة أو تتمدد داخله لتكشف بواطنها وامتداداتها داخل الروح أو عبر التاريخ الشخصي. مقالات سابقة
Previous articles
وعلى رأسيَ
أوراقُ كُرومٍ. وملاكُ القمحِ خُبْزٌ عن يساري،
وملاكُ العِشْقِ
وردٌ عن يَمْيِنِي؟
وسأُلْغِي ببيانٍ أبيضٍ أسلحةَ الدُنْيَا. وأبني للذينَ اشْتَغَلُوا فيها، بيوتاً
تُنْتِجُ الأحذيةَ الزرقاءَ للأطفالِ، والحَلْوَى،
وماءَ الياسمين؟
فلماذا عندما أعْطَيْتُ عن مائدةِ الديرِ رغيفاً لفقيرٍ صلبوني؟
______________________________
"وأُنَادِي! كَمْ مُرِيْحٌ أنْ تُنَادِيْ يا أَبيْ المَوْتَى، وإنْ لم تُشْعِلِ القنديلَ في الليلِ، ولم يَنْشَقَّ بابُكْ. وأُنادِيْ، ونِدَائِيْ ما صَحَا إلاَّ وقَدْ نامَ جوابُكْ. شعر عن السحاب خورفكان. يا لهذا العُمْرِ ما أَقْصَرَهُ! يَبْلَى سريعاً قبلَ أنْ تَبْلَى ثيابُكْ. لم يَكُنْ أشْهَى لَدَى كفَّيَّ لمسُ الشمسِ من لَمْسِكَ. لَكِنْ، ليس عنديْ يا أبي حتَّى تُرَابُكْ أهِ، كَمْ قاسٍ على قَلْبِيْ عذابُكْ. أنْتَ تدري أنَّ هذا الشوقَ ذَنْبٌ. كُلَّما ازددتَ اشتياقاً للذينَ ارْتَحَلُوا ازدادَ عقابُكْ
عندما أجْلِسُ في البيتِ وحيداً، دائماً أشْعُرُ أنَّ البابَ مفتوحٌ لكي تَدْخُلَ. لَكِنْ منذُ ما أصبحتُ وَحْدِي، لم يَجِيءْ إلاَّ غيابُكْ
___________________________
"وأُحبُّ قربي من ترابِ الأرضِ.