وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير, حدثنا علي بن مسعر عن عبد الرحمن بن إسحاق, عن خليفة بن قيس, عن خالد بن عرفطة قال: كنت جالساً عند عمر إذ أتي برجل من عبد القيس مسكنه بالسوس, فقال له عمر: أنت فلان بن فلان العبدي ؟ قال: نعم. قال: وأنت النازل بالسوس ؟ قال: نعم, فضربه بقناة معه, قال: فقال الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين ؟ فقال له عمر: اجلس فجلس, فقرأ عليه " الر تلك آيات الكتاب المبين * إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين " فقرأها عليه ثلاثاً, وضربه ثلاثاً, فقال له الرجل: ما لي يا أمير المؤمنين ؟ فقال: أنت الذي نسخت كتاب دانيال.
انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون تفسير
[يوسف: 2] إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
الجلالين
الطبري
ابن كثير
القرطبي
البيضاوي
البغوي
فتح القدير
السيوطي
En1
En2
2 - (إنا أنزلناه قرآنا عربيا) بلغة العرب (لعلكم) يا أهل مكة (تعقلون) تفقهون معانيه
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إنا أنزلنا هذا الكتاب المبين ، قرآناً عربياً على العرب ، لأن لسانهم وكلامهم عربي ، فأنزلنا هذا الكتاب بلسانهم ليعقلوه ويفقهوا منه ، وذلك قوله: "لعلكم تعقلون". قوله تعالى: " إنا أنزلناه قرآنا عربيا " يجوز أن يكون المعنى: إنا أنزلنا القرآن عربياً، نصب ( قرآنا) على الحال، أي مجموعاً. و ( عربياً) نعت لقوله ( قرآناً). ويجوز أن يكون توطئه للحال، كما تقول: مررت بزيد رجلاً صالحاً، و ( عربياً) على الحال، أي يقرأ بلغتكم يا معشر العرب. إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. أعرب بين، ومنه " الثيب تعرب عن نفسها ". " لعلكم تعقلون " أي لكي تعلموا معانه، وتفهموا ما فيه. وبعض العرب يأتي بأن مع ( لعل) تشبيهاً بعسى. واللام في ( لعل) زائدة للتوكيد، كما قال الشاعر:
يا أبتا علك أو عساكا
وقيل: ( لعلكم تعقلون) أي لتكونوا على رجاء من تدبره، فيعود معنى الشك إليهم لا إلى الكتاب، ولا إلى الله عز وجل.
إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون
اقرأ أيضا: هل اكتمل صيامك طوال رمضان؟.. هذه هي جوائز الفائزين يوم القيامة أضف إلى ذلك أن خصائص اللغة العربية و قابلياتها الحيوية و مرونة تعبيراتها و سعتها و ما إليها من مميزات من حيث الاشتقاق الصرفي، والإيجاز، والخصائص الصوتية، وإمكانية تعريب الألفاظ الواردة، تجعل اختيارها لغة للقرآن الكريم هو الخيار الصحيح. (004) قوله تعالى تابع قوله إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ .. الآية 2 - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. ومن جانب آخر، فإن اللغة العربية، كما جاء في الأحاديث، هي لغة عدد من الأنبياء العظام السابقين ( عليهم السلام) ، و قد كانوا يتكلمون بها ، و لقد جاء في بعض الروايات أن خَمْسَة أنبياء مِنَ الْعَرَبِ: هُودٌ وَ صَالِحٌ وَ شُعَيْبٌ وَ إِسْمَاعِيلُ وَ مُحَمَّدٌ ( عليهم السلام) ، و أن لغة النبي آدم ( عليه السَّلام) حينما كان في الجنة كانت العربية ، حيث أنها لغة أهل الجنة ، و ستكون العربية لغتهم التي يتكلمون بها في الجنة، فكل هذه الأمور مما ترجح وتدعم اختيار اللغة العربية لأن تكون لغة للقرآن الكريم. ولغة العرب أوسع اللغات السامية، فهي الوحيدةُ التي تتَّسع لكثير من المعاني القرآنيَّة، وغيرُها لا يتَّسع لبعضها، فناسَب أن ينزلَ بها القرآن الذي نزل يتَّسع لكلِّ متطلبات الناس جميعًا على اختلاف مشاربهم.
أعرب بين ، ومنه الثيب تعرب عن نفسها. لعلكم تعقلون أي لكي تعلموا معانيه ، وتفهموا ما فيه. وبعض العرب يأتي بأن مع " لعل " تشبيها بعسى. واللام في " لعل " زائدة للتوكيد; كما قال الشاعر: يا أبتا علك أو عساكا وقيل: لعلكم تعقلون أي لتكونوا على رجاء من تدبره; فيعود معنى الشك إليهم لا إلى الكتاب ، ولا إلى الله عز وجل. وقيل: معنى أنزلناه أي أنزلنا خبر يوسف ، قال النحاس: وهذا أشبه بالمعنى; لأنه يروى أن اليهود قالوا: سلوه لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر ؟ وعن خبر يوسف; فأنزل الله - عز وجل - هذا بمكة موافقا لما في التوراة ، وفيه زيادة ليست عندهم. انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون تفسير. فكان هذا للنبي صلى الله عليه وسلم - إذ أخبرهم ولم يكن يقرأ كتابا قط ولا هو في موضع كتاب - بمنزلة إحياء عيسى - عليه السلام - الميت على ما يأتي فيه. الطبرى: القول في تأويل قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إنا أنـزلنا هذا الكتاب المبين، قرآنًا عربيًّا على العرب ، لأن لسانهم وكلامهم عربي ، فأنـزلنا هذا الكتاب بلسانهم ليعقلوه ويفقهوا منه ، وذلك قوله: (لعلكم تعقلون). ابن عاشور: استئناف يفيد تعليل الإبانة من جهتي لفظه ومعناه ، فإنّ كونه قرآناً يدل على إبانة المعاني ، لأنّه ما جعل مقروءاً إلاّ لما في تراكيبه من المعاني المفيدة للقارىء.