فقلت: ما هذا؟ قال: إن هذه الملحفة ألقتها علي امرأتي، ودهنتني بالطيب، وإنهن يشتهين منا ما نشتهي منهن ". وفي حديث أم زرع في الصحيحين، تقول إحدى النسوة مادحة زوجها: " زوجي: المَسُّ مسُّ أرنب، والريح ريح زَرْنَب (نباتٌ طيِّب الرائحة) ". ولم يكن السلف الصالح يجدون غضاضة في أن يتزينوا لزوجاتهم، ولم يكونوا يرون ذلك مذمة ونقصا، أو تذللا وضعفا. يقول ابن عباس - رضي الله عنه -: " إني لأحب أن أتزيَّن للمرأة، كما أحب أن تتزين لي، لأن الله - تعالى - يقول: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾. وكان مما يتزين به الرجال: ترجيل الشعر، واستعمال الطيب، والاكتحال، ونظافة الجسم، ولبس حسن الثياب، وتطهير الفم بالسواك. الحقوق المشتركة بين الزوجين - منتديات كرم نت. وفي الحديث الشريف: "إن الله جميل يحب الجمال" مسلم. وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ" مسلم. وكان - صلى الله عليه وسلم - يوصي الرجال أن لا يدخلوا على زوجاتهم ليلا إذا رجعوا من السفر ويقول: "إِذَا أَطَالَ أَحَدُكُمُ الْغَيْبَةَ، فَلاَ يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلاً" البخاري. وحتى إذا اضطر لذلك، فليعلم زوجته، حتى لا يجدها متبذلة، ليس عليها من مظاهر الزينة شيء.
الحقوق المشتركة بين الزوجين - منتديات كرم نت
فكيف إذا علمت أنها ليلة توسطت عقد هذا الشهر المبارك، الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى؟ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" ص. فقه الأسرة - الحقوق المشتركة - محمد مختار الشنقيطي. النسائي. ولذلك كان - صلى الله عليه وسلم - يستعين على ذلك بالإكثار من الصيام فيه. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان" متفق عليه. فهذه فرصتكم أيها الأزواج والزوجات، لتعيدوا النظر في علاقاتكم، ولتراجعوا بناء أسركم، ولتهتموا بما يصلح شأنكم، والله يتولاكم.
الحقوق المشتركة بين الزوجين (3)
وهذا - لعمري - من أعظم مقاصد الزواج في الإسلام. يقول تعالى: ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾. قال في البحر: "أي: جعل بينكم التوادد والتراحم بسبب الزواج". وقال في الوجيز: "يعني: الأُلفة بين الزَّوجين". وقال الشيخ الطنطاوي: "أي: محبة ورأفة، لم تكن بينكم قبل ذلك، وإنما حدثت عن طريق الزواج الذى شرعه - سبحانه - بين الرجال والنساء، والذى وصفه - تعالى - بهذا الوصف الدقيق، في قوله - عز وجل -: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ﴾. الحقوق المشتركة بين الزوجين (3). وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأله عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ فقال: "عائشة" متفق عليه. وكان يقول لها: "كنت لكِ (أي: في المحبة والرعاية) كأبي زرع لأم زرعٍ" متفق عليه. فكانت - رضي الله عنها - أقرب الناس إلى قلبه، وأعظم من يكن له الود والمحبة من النساء، كما كان أبوها أبو بكر الصديق احب الرجال إليه. وربما عبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حبه لزوجته حتى بعد موتها، كما كان يفعل بخديجة - رضي الله عنها -.
فقه الأسرة - الحقوق المشتركة - محمد مختار الشنقيطي
والوفاء يكون بعهد الله وبأي عهد كان قال تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ سورة الإسراء آية: 34 /241. ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك المصدر: منتديات كرم نت - من قسم: عش الزوجية
ثم حججت بعد ذلك بسنتين، فوقفت عليه، فلم أسمعه يمدح ولا يحلف، فقلت له: وأي شيء أخرجك إلى ما أرى؟ ما أراك تمدح ولا تحلف. فقال: كانت لي امرأة، إن جئتها بقليل نَزَّرته، وإن جئتها بكثير قلَّلته، فنظر الله إلي فأماتها، فتزوجت امرأة بعدها، فإذا أردت الغُدُو الى السوق، أخذَتْ بمجامع ثيابي ثم قالت: يا فلان، اتق الله، ولا تطعمنا إلا طيباً، وإن جئتنا بقليل كثرناه، وإن لم تأتنا بشيء، أعنَّاك بمغزلنا ". لهذا قلت مشاكلهم، وضعفت خصوماتهم، وندر التشنج بينهم، وسعدت حياتهم، وحسنت تربية أبنائهم، الذين كان منهم العلماء، والفقهاء، والقراء، وغيرهم. الخطبة الثانية
ومن علامات المحبة بين الزوجين، أن يتزين أحدهما للآخر، وأن يتجمل له بأحسن الثياب، ويكون على أفضل هيئة يرتاح لها الآخر، لقوله تعالى: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾، فالزوجة تحب من زوجها ما يحبه هو منها، فلا يدخل عليها ورائحة الدخان تنبعث من فمه، أو آثار العرق تفوح من أطرافه، أو أوساخ العمل بارزة على ثيابه. يقول يحيى بن عبد الرحمن الحنظلي: " أتيت محمد بن الحنفية، فخرج إلي في ملحفة حمراء، ولحيته تقطر من الغالية (خليط من أفضل الطيب).