تعتبر الأساليب التي اتخذتها بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين فكرة وطن للشعب اليهودي ومتأصلة في الثقافة والدين اليهودي. ساعدت حروب نابليون في ظهور فكرة التحرر اليهودي في أوائل القرن التاسع عشر ، حيث ظهرت العديد من التيارات الثقافية والدينية والعلمانية والسياسية بين اليهود في أوروبا ، والتي تشمل جميع المذاهب من الماركسية إلى الحسيدية ، وبين تلك الحركات. كانت الحركة الصهيونية التي روج لها تيودور هرتزل. سوف نعرض الأساليب التي اتبعتها بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. الأساليب التي اتبعتها بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين
وطن الشعب اليهودي
أصبحت المملكة المتحدة في وعد بلفور عام 1917 وأول قوة عالمية تدعم إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ، حيث أكدت الحكومة البريطانية هذا الالتزام بقبول الانتداب على فلسطين عام 1922 ، بالإضافة إلى الاستعمار. السيطرة على إمارات الساحل المتصالح في الجنوب. إلى بلاد فارس والعراق وشرق الأردن وجميع أراضي الشرق الأوسط ، باستثناء تلك الواقعة تحت الانتداب الفرنسي. 103 سنة على وعد بلفور.. هل فكرت بريطانيا بناء وطن لليهود فى العريش؟ - اليوم السابع. الأساليب التي اتبعتها بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. فرضت القوى الأوروبية إقامة وطن لليهود في مؤتمر سان ريمو في 19-26 أبريل 1920 ، من أجل إقامة دولة إسرائيل عام 1948 م.
الذكرى الرابعة بعد المئة لوعد بلفور المشؤوم: الجريمة مستمرة والمقاومة بالمرصاد - Mehr News Agency
وتوجت بريطانيا سياستها هذه بوعد بلفور. وحين صدر الوعد كان عدد أعضاء الجماعة اليهودية في فلسطين لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان. وقد أرسلت الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطانى فلسطين. وبدت صيغة الوعد واضحة تماماً إذ تُوجَد هيئة حكومية تؤكد أنها تنظر بعين العطف إلى إنشـاء وطن قومي سيضم "الشعب اليهودي"، أي أنه تم الاعتراف باليهود لا كلاجئين أو مضطهدين مساكين، كما أن الهدف من الوعد ليس هدفاً خيرياً ولكنه هدف سياسي (استعماري). كما أن هذه الحكومة التي أصدرت الوعد لن تكتفي بالأمنيات وإنما سوف تبذل ما في وسعها لتيسير تحقيق هذا الهدف. هذا هو الجوهر الواضح للوعد. الذكرى الرابعة بعد المئة لوعد بلفور المشؤوم: الجريمة مستمرة والمقاومة بالمرصاد - Mehr News Agency. لإلا ان هناك مصالح مشتركة ذات بعد استراتيجي لاصدار الوعد المشؤوم، ففي الأساس كانت بريطانيا قلقة من هجرة يهود روسيا وأوروبا الشرقية الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد.. وفي عام 1902 تشكلت اللجنة الملكية لهجرة الغرباء، واستدعي هرتزل إلى لندن للإدلاء بشهادته أمامها حيث قال: "لا شيء يحل المشكلة التي دعيت اللجنة لبحثها وتقديم الرأي بشأنها سوى تحويل تيار الهجرة الذي سيستمر بقوة من أوروبا الشرقية. إن يهود أوروبا الشرقية لا يستطيعون البقاء حيث هم، فأين يذهبون؟"
ولا زال الفلسطينيون يعانون الأمرين منذ أن وطأت أقدام اليهود أرض فلسطين، فنكبة شردتهم من ديارهم عام 1948، ونكسة دمرت بيوتهم عام 1967، وانتهاكات وقتل وتدمير مستمر حتى هذه اللحظة.
103 سنة على وعد بلفور.. هل فكرت بريطانيا بناء وطن لليهود فى العريش؟ - اليوم السابع
لعبت السياسة البريطانية دورا بارزا في تكريس مضمون وعد بلفور وتحويله إلى حقيقة تخدم الأقلية اليهودية على حساب الأغلبية العربية الفلسطينية. وقد تجلّت هذه السياسة بشكل واضح في فترة الانتداب الممتدة بين عامي 1920 و1947، وذلك عبر تقديم الدعم والتدريب العسكري للعصابات الصهيونية التي هزمت الجيوش العربية عام 1948. وقد ارتبطت السياسة البريطانية الاستعمارية بعلاقة مع الحركة الصهيونية منذ أوائل نشأة الحركة الصهيونية في أوروبا، لكنّها ازدادت تطورا، وتعززت أواصرها أكثر خلال الحرب العالمية الأولى لتلاقي أهداف الجانبين. وكانت أهداف البريطانيين بالدرجة الأولى إستراتيجيةً، ولم يكن هدفهم الأول تحقيق وطن قومي لليهود، لأنهم أرادوا بعد الحرب العالمية الأولى السيطرة على الأراضي الفلسطينية بهدف حماية قناة السويس شرقي مصر والتي تشكل عنصرا مهما لهم باتجاه الهند. وتمثل هدف البريطانيين الثاني في الحصول على مرفأ حيفا المطل على البحر الأبيض المتوسط الذي يؤمن لهم نقل النفط الذي تم اكتشافه في العراق. وعندما ثار الفلسطينيون ضد الاحتلال البريطاني والتوسع الصهيوني في أواخر العشرينيات والنصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي، أمّد البريطانيون العصابات الصهيونية بالأسلحة والتدريب العسكري لإخماد الانتفاضة الفلسطينية.
ووقت إعلان الوعد، الذي أعطى وطنا لليهود، كان عددهم في فلسطين نحو 5% من عدد السكان الأصليين، حيث كان عددهم فقط نحو 50 ألفا، من أصل 12 مليونا منتشرين في دول العالم، في حين كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز 650 ألفا من المواطنين، فعمل الوعد على شطب حقوق الأغلبية المتجذرة في الأرض، مقابل أقلية قدمت من الخارج عبر هجرات غير شرعية. ومثل وقتها الوعد أولى عمليات الدعم السياسي البريطاني الرسمي لليهود، وشجعت على هجرتهم من كافة أنحاء دول العالم إلى أرض فلسطين، حيث اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها من هذا الوعد المشؤوم، مستندا لتدعم به مطالبها المتمثلة، في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، حيث قامت العصابات الصهيونية في العام 1948، وبمساعدة بريطانيا، بعد إنهاء انتدابها لفلسطين، بشن حرب على الفلسطينيين العزل، وارتكاب العشرات من المجازر. ويصادف يوم الثلاثاء الموافق الثاني من نوفمبر، الذكرى الأليمة لهذا الوعد المشؤوم، الذي صدر في العام 1917، عن حكومة بريطانيا، والذي أسس فيما بعد وتحديدا في العام 1948 لـ "نكبة فلسطين" التي قامت خلالها العصابات الصهيونية، بالهجوم على المدن والقرى الفلسطينية، لتهجر نحو 950 ألف فلسطيني من منازلهم بقوة السلاح والمجازر، بارتكاب مجازر "تطهير عرقي" وبمساعدة دول عظمى في مقدمتها بريطانيا.