[٨]
التحدث بنعمة الله -سبحانه وتعالى- والثناء عليها
التحدّث بنعمة الله -سبحانه وتعالى- من أركان الشكر، وقد أمرنا الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم بالتحدّث بنعمته، فقد قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ). [٩]
تسخير نعمة الله -سبحانه وتعالى- في عبادته وطاعته
إنّ تسخير النعمة في عبادة الله -عزّ وجلّ- هو الركن الثالث من أركان الشكر؛ فقد قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) ، [١٠] والمقصود من هذه الآية شكر الله -سبحانه وتعالى- على ما أعطاكم يا آل داود، ويكون هذا الشكر بطاعة الله -سبحانه وتعالى- والامتثال لأمره. ثمرات الشكر
إنّ لشكر الله -عز وجل- ثمراتٌ تعود على المسلم بالخير، وفيما يلي ذكرٌ لجملةٍ منها: [١١]
الشكر صفةٌ من صفات العبد المؤمن، وعلامةٌ تدلّ على إيمانه. يفوز المؤمن الشاكر برضا الله -سبحانه وتعالى- ومحبته. أركان الشكر - موضوع. الوقاية من عذاب الله عز وجل. شكر الله تعالى سببٌ لزيادة النعمة، والبركة فيها.
- أركان الشكر - موضوع
أركان الشكر - موضوع
فلا يجزع من قلة المزرعة أو ما يصيبها ولكن يعالج المزرعة بما يزيل من
أمراضها ، فالصبر لازم وواجب ، ولكن لا يمنع العلاج والأخذ بالأسباب. فالمؤمن يصبر على ما أصابه ويعلم أنه بقدر الله وله فيه الحكمة
البالغة ويعلم أن الذنوب شرها عظيم وعواقبها وخيمة فيبادر بالتوبة من
الذنوب والمعاصي. فعليك أيها المسلم أن تتوب إلى الله عز وجل حتى يصلح لك ما كان فاسدا
ويرد عليك ما كان غائبا. وقد صح في الحديث عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال: ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) ، فقد
يفعل الإنسان ذنبا يحرم به من نعم كثيرة. قال تعالى: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} وقال جل وعلا:
{ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ
اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ... }
الآية ، وقال سبحانه: { ظَهَرَ
الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ} فالمصائب فيها دعوة للرجوع إلى الله وتنبيه
للناس لعلهم يرجعون إليه. فالعلاج الحقيقي للذنوب يكون بالتوبة إلى الله وترك المعاصي والصدق في
ذلك ، ومن جملة ذلك العلاج: ما شرع الله من العلاج الحسي فإنه من
طاعة الله ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « عباد الله تداووا ولا تتداووا بحرام
» فالمؤمن صبور
عند البلايا في نفسه وأهله وولده شكور عند النعم بالقيام بحقه والتوبة
إليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « عجبا لأمر المؤمن فإن أمره كله له خير وليس
ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء
شكر فكان خيرا له » رواه مسلم في الصحيح من حديث
صهيب ابن سنان رضي الله عنه.
[3]
شاهد أيضًا: ما حكم نسبة النعم الى غير الله مع التمثيل والاستدلال
فضل شكر النعمة
إنَّ لشكر الله تعالى على نعمه الكثير من الفضائل التي تعود على المُسلم بالخير، ومن هذه الفضائل نذكر: [4]
الشكر سبيل لزيادة النعمة ودوامها. الشكر صفة من صفات الأنبياء والصالحين. الشكر يزيد من أجر المُسلم وحسناته، وهو سبيل للعفو عن أخطاء وزلَّات المرء. الشكر هو أمر يُكسب المرء رضا الله تعالى عنه. أمر الله تعالى المُسلمين بالشكر، إنَّ في أداء الشكر تلبية لأوامر الله تعالى. وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي ذكر ما اركان الشكر ، وهي الإقرار والشكر باللسان والقلب والعمل بالجوارح، كما عرَّف بفضل شكر نعمة الله تعالى، بالإضافة لذكره عقوبة الكفر بنعمة الله تعالى والجحود بها. المراجع
^, كيفية شكر الله تعالى على نعمه العظيمة, 09/10/2021
^
سورة سبأ, الآيتان 16، 15. ^, بين شكر النعمة وكفرها, 09/10/2021
^, فضل الشكر وجزاء الشاكرين (خطبة), 09/10/2021