أبو هلال العسكري ( ؟ - 395هـ، ؟ - 1005م). أبوهلال الحسن بن عبدالله بن سهل بن سعيد ابن يحي بن مهران اللغوي العسكري. عالم لغوي رائد، له جهد محفوظ في مجالات البلاغة والنقد والأدب، تتلمذ على يد خاله أبي أحمد العسكري صاحب شرح مايقع فيه التصحيف والتحريف. وكثيرًا ما اختلطت أخبارهما، ونسب إلى أحدهما ما للآخر من أقوال أو مؤلفات. والمعلومات عن سيرته قليلة، سوى مايذكرونه عن اشتغاله تاجرًا في الأقمشة احترازًا من الطمع والدناءة والتبذل، وقوله الشعر، واهتمامه بالأدب والنقد واللغة، وأخذ أبوسعد السمان الحافظ بالرّي عنه، وكذلك أبو الغنائم بن حماد المقرئ. والغالب على مؤلفاته الأدب وما يتصل به. فله كتاب جمهرة الأمثال، ديوان المعالي ومعاني الأدب، وكتاب في شرح الحماسة، وكتاب أعلام المعاني في معاني الشعر وله ديوان شعر؛ وكتاب الصناعتين الشعر والنثر. وفي هذا الكتاب الأخير اعتمد العسكري على التراث النقدي للمتقدّمين؛ فاستفاد منه في تقديم عدد من الوصايا لإعداد نص شعري أو نثري، وبيان ماهو مشترك بينهما كالأشكال البلاغية، فجعل كتابه في عشرة أبواب، الأول للبلاغة وحدودها، والثاني لتمييز جيد الكلام من رديئه، والثالث في معرفة صفة الكلام وترتيب الألفاظ، والباب الرابع في حسن النظم وجودة الرصف، وخصص الباب الخامس للإيجاز والإطناب، والباب السادس للسرقات الشعرية، وعقد السابع للتشبيه، والثامن للسجع، وعرض لفنون البديع في التاسع، أما العاشر فوقف فيه عند حسن المبادئ والمقاطع وجودة القوافي وحسن التخلص من غرض إلى غرض.
أبو هلال العسكري الفروق اللغوية
قراءات
Volume 3, Numéro 3, Pages 241-253
2013-04-30
الكاتب:
حمـزة دحمـاني. الملخص
هذه الدراسة مساهمة متواضعة هدفها نفض الغبار عن قضية اللفظ والمعنى في تراث" أبي هلال العسكري" من خلال "كتاب الصناعتين" وقد حاولت جهد الطاقة الوقوف على مفهومها كما وقرت في تصور اللغويين،ليتم إضاءتها من خلال نصوص المصادر التي تناولت هذه القضية لكن من زوايا مختلفة،متحريا الترتيب الزمني والتنويع المكاني في التعامل مع النصوص التي عالجت هذه القضية قدر المستطاع. لقد أردنا في هذا البحث أن ندرس أحد أهم رجالات البلاغة العربية، الذي يعتمد على كثرة الأمثلة والإقلال من التعاريف، وهو يمثل هذا المنهج أحسن تمثيل، وكل المؤرخين يذكرون هذا له، هو الشيخ أبو هلال العسكري ؛ في كتابه المشهور به: "الصناعتين"؛ وهو كتاب مزج فيه البلاغة بالنقد، لذلك وجدنا حتى المعنيين بأبحاث النقد يرجعون إليه، ونحن نقتصر فقط على الجوانب البلاغية فيه، نستخرجها ونصنفها في التصنيف الثلاثي الذي عليه البلاغة اليوم: علم البيان، علم المعاني، علم البديع، ليظهر مدى إسهام أبي هلال في تطور البلاغة ودور الصناعتين بين كتبها. وإنّ تخصيص كتاب الصناعتين بالذات لا لشيء إلا أنه الكتاب الوحيد المتفرد بآراء أبي هلال البلاغية مما طبع من مؤلفاته على كثرتها وتنوعها.
وكانت الخاتمة، فنبهت إلى أن أبا هلال وإن كان قد تأثر في البلاغة والنقد وجمعها بل ومزجها في كتاب فليس هو بدعا في هذا، لا في تاريخ النقد العربي ولا في تاريخ النقد العام
البلاغة والنقد ووظيفتهما
البلاغة بمعنى الكلام البليغ هي الأدب، وهي بهذا الاعتبار مادة البحث وموضوعة للبلاغة الإصلاحية والنقد الأدبي. ولن أتعرض لها هنا من الناحية، كما لن يكون من همي أن أتتبع تلك التعريفات التي أوردها أبو هلال في صدر كتابه وعلق عليها شارحا موضحا. بل يعنني من البلاغة ما كان يفهم قديما وما يفهم الآن من كلمة (البلاغة). أعني هذه القواعد وتلك التقاسيم آلت كونت هذا الثالوث الضخم (المعاني والبيان والبديع) ووظيفتهما: - أنها ترشنا إلى أحسن الوسائل التي تجعل كلامنا ممتعا نافعا مؤثرا. أما النقد الأدبي فهو من دراسة النصوص وتمييز الأساليب). ووظيفته (تقويم العمل الأدبي، وتحديد مكانه في خط سير الأدب) فكل منهما يدور حول تحقيق الصدق والقوة والجمال في النتاج الأدبي. نشأة البلاغة وتطورها إلى عهد أبي هلال
من حسن فهم أبي هلال لطبيعة الأشياء هذا النص الذي نقله عن مجموعة التحفة البهية الدكتور زكي مبارك أن البلاغة ليست مقصورة على أمة دون أمة، ولا على ملك دون سوقة، ولا على لسان دون لسان.