منذ القِدَم كانت مكّة المكرّمة مركزاً تجارياً مهمّاً يستقطب التجّار من كل مكان، وكان ذلك النشاط ملحوظاً ويزدهر عبر الزمن، ولم يزل الناس ينتهزون فرصة قدومهم إلى مكّة للاستفادة من هذا الحراك التجاري. كلّ ذلك لم يكن محلّ نكير ولم يُنظر له في المنهج الإلهيّ كمسألة محذورة، أو أن فيه تصادماً مع مقاصد الحجّ وغاياته، حيث أُبيح للحاج أن يسعى ويبتغي فضل ربه خلال أدائه لعبادة الحجّ: { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} (البقرة:198). على أن الخالق تبارك وتعالى أراد من عباده أن يوجّهوا أنظارهم إلى ما هو أهم وأبقى، وأنفع وأجدى، إلى "الادخار الحقيقي" الذي يجعل من الدنيا مزرعةً للآخرة، إلى مقاييس الربح والخسارة من منظورٍ أوسع مدىً من المنظور الدنيوي البحت، وذلك كلّه من تجلّيات قوله تعالى: { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب} (البقرة:197). إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى "- الجزء رقم4. فإذا كان المقصود الأعظم هو تحقيق التقوى، فإن الوصول إلى هذه الغاية السامية له طرقٌ عديدة، والمراد هنا تذكير حجّاج البيت الحرام بألوان من العبادات التي يُمكن أن يمارسوها أثناء تأديتهم لمناسك الحج. فمن ذلك: ذكر الله تعالى في كل حين وكل آن، فقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نُكثر من هذه العبادة فقال: ( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله) رواه أحمد والترمذي وغيرهما، وإذا كان القلب يصدأ كما تصدأ المعادن، فإن جلاءه بالذكر، وهو الذخر الحقيقي للعبد في حياته، قال صلى الله عليه وسلم: ( الدنيا ملعونة، الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، أو عالماً، أو متعلماً) رواه الترمذي وابن ماجه.
- وتزودوا فإن خير الزاد التقوى (PDF)
- وتزودوا فإن خير الزاد التقوى - موقع مقالات إسلام ويب
- ص48 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - قوله تعالى هدى للمتقين في الآية فضل التقوى ومن فضائلها - المكتبة الشاملة
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى "- الجزء رقم4
- وتزودوا فإن خير الزاد التقوى | منتديات صقر الجنوب
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى (Pdf)
القول في تأويل قوله تعالى ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)
قال أبو جعفر: ذكر أن هذه الآية نزلت في قوم كانوا يحجون بغير زاد ، وكان بعضهم إذا أحرم رمى بما معه من الزاد واستأنف غيره من الأزودة ، فأمر الله جل ثناؤه من لم يكن يتزود منهم بالتزود لسفره ، ومن كان منهم ذا زاد أن يحتفظ بزاده فلا يرمي به. وتزودوا فإن خير الزاد التقوى (PDF). ذكر الأخبار التي رويت في ذلك:
3729 - حدثني الحسين بن علي الصدائي ، قال: حدثنا عمرو بن عبد الغفار ، قال: حدثنا محمد بن سوقة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال: كانوا إذا أحرموا ومعهم أزودة رموا بها واستأنفوا زادا آخر ، فأنزل الله: " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى " فنهوا عن ذلك وأمروا أن يتزودوا الكعك والدقيق والسويق. 3730 - حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي ، قال: حدثنا شبابة ، قال: حدثنا ورقاء ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة عن ابن عباس ، قال: كانوا يحجون ولا يتزودون ، فنزلت: " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى " [ ص: 157]
3731 - حدثنا عمرو بن علي ، قال: حدثنا سفيان ، عن ابن سوقة ، عن سعيد بن جبير في قوله: " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى " ، قال: الكعك والزيت. 3732 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، عن ابن عيينة ، عن ابن سوقة ، عن سعيد بن جبير ، قال: هو الكعك والسويق.
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى - موقع مقالات إسلام ويب
رؤيا خير في إمرأة توفيت مبطونة ، يرويها إبنها بعد رؤيته لها في المنام ، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى - YouTube
ص48 - كتاب تفسير القرآن الكريم اللهيميد من الفاتحة إلى النساء - قوله تعالى هدى للمتقين في الآية فضل التقوى ومن فضائلها - المكتبة الشاملة
كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ. يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ. لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ. فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (الدخان:51-57). وتزودوا فإن خير الزاد التقوى - موقع مقالات إسلام ويب. ولو أردنا أن نتتبع كل ما ورد في القرآن من فضائل التقوى لطال بنا المقام لكننا أردنا أن ننبه فقط إلى شيء من فضائلها ، والحر تكفيه الإشارة ، فنسأل الله أن يعمر قلوبنا بتقواه وأن يرزقنا ثواب المتقين ، والحمد لله رب العالمين. * المصدر: موقع الشبكة الإسلامية.
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى "- الجزء رقم4
تاسعاً: أنها سبب لتفتيح البركات من السماء والأرض. قال تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ). عاشراً: أنها سبب للخروج من المأزق. قال تعالى (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ). الحادي عشر: أنها سبب لمحبة الله. قال تعالى (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ). الثاني عشر: أنها سبب للاهتداء بالقرآن. قال تعالى (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ). الثالث عشر: بالتقوى تنال معية الله. قال تعالى (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ). الرابع عشر: أنها خير زاد. قال تعالى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى). الخامس عشر: أنها من أسباب نيل الأجر العظيم. قال تعالى (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ). السادس عشر: أن الآخرة خير من الدنيا للمتقين. قال تعالى (والْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً). السابع عشر: أنها سبب لقبول الأعمال. قال تعالى (قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى | منتديات صقر الجنوب
فيكون عدم تزوده بالأسباب المادية مخلاً بجانب التقوى المأمور بالتزود بها، من جهة أن ذلك ينعكس على قيامه بالعبادات على النحو المحقق للتقوى. الثاني: أن في الآية حذف تقديره: وتزودوا لعاجل سفركم وللآجل، فإن خير الزاد التقوى. والذي يغفل عنه كثير من الناس التزود المعنوي، فما أنشط الناس على التزود لأسفارهم بماديات الحياة، بينما آخر ما يفكرون به التزود للحياة الآخرة، والتي هي دار القرار. وللإمام الرازي في هذا المقام كلام طيب، حيث يقول: "إن الإنسان له سفران: سفر في الدنيا وسفر من الدنيا، فالسفر في الدنيا لا بد له من زاد، وهو الطعام والشراب والمركب والمال، والسفر من الدنيا لا بد فيه أيضاً من زاد، وهو معرفة الله، ومحبته والإعراض عما سواه، وهذا الزاد خير من الزاد الأول... فكأنه تعالى قال: لما ثبت أن خير الزاد التقوى، فاشتغلوا بتقواي يا أولي الألباب، يعني: إن كنتم من أرباب الألباب، الذين يعلمون حقائق الأمور، وجب عليكم بحكم عقلكم ولبكم أن تشتغلوا بتحصيل هذا الزاد لما فيه من كثرة المنافع". أخيراً، فإن هذه الآية أصل في الأخذ بالأسباب، وأن ذلك لا ينافي التوكل على الله والاعتماد عليه، بل حقيقة التوكل تقتضي طلب الأسباب، وتقتضي كذلك ترك النتائج لمسبب الأسباب، والرضا بما تسفر عنه تلك الأسباب.
[١٦]
تيسيير الأمور للعبد، بحيث لا يقابل أي مشقّة أو عسر في الأمور، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا). [١٧]
تيسيير العلم النافع الذي يفرّق به العبد التقي بين الحلال والحرام، وبين الحقّ والباطل، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا). [١٨]
نيل محبّة الله -تعالى- ومحبّة ملائكته ، حيث إنّ محبّة الله رزق عظيم يناله العبد، ممّا يؤدّي إلى حبّ المؤمنين للعبد التقي، حيث ورد في الحديث الشريف: (إذا أحبَّ اللهُ العبدَ نادى جبريلَ: إن اللهَ يحبُّ فلانًا فأحبِبْه، فيُحِبُّه جبريلُ، فينادي جبريلُ في أهلِ السماءِ: إن اللهَ يحبُ فلانًا فأحبُّوه، فيُحِبُّه أهلُ السماءِ، ثم يُوضَعُ له القَبولُ في الأرضِ). [١٩]
حفظ الذريّة بتقوى والدهم، حيث ورد في سورة الكهف أنّ الله -تعالى- حفظ رزق غلامين يتيمين لأنّه أبوهما كان صالحاً، فقال: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا). [٢٠]
نصرة الله وتأييده ومعيّته لأهل التقوى، والمعيّة الخاصّة للمتقين تختلف عن معيّة الله -تعالى- وعنايته لعموم البشر والمسلمين. إحاطة المتقين بالبركات من السماء والأرض، قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ).