أضف لها مظاهر (الشر) من حيث التحليل النفسي الجنائي، لكن يعيبها أنها تؤدي- بأحاسيس نفسية ولغوية جسدية- وظيفة الرجل الثاني في عصابة الرجلين (عبادي/ كبويدا) فمن الأصلح أن توظف في دور القائد الأعلى (commandant suprême) إن كانت شخصية (عبادي) تمظهرت بتناقضٍ مع واقعية تقمص الشخصية الحقيقية بين الحياة (personnalité criminelle). أما عن الشخصية الثانوية (جسكبة) نجد أنها (متكلّفة) أو تقمصّها للدور مخجل إن لم نقل صلاحيتها للتمثيل هزيلة، (مفاز) فتاة تلقائية وعفوية لا تصلح للمشاهد الأكثر جدية وتراجيديا، إنها صالحة في المشاهد الكوميدية التي تتناول واقعية ساخرة وبلهاء، لذلك تقيمها (فاشل) من جانب و(ناجح) من جانب آخر. لجانب الشخصيات المحورية في المسلسل لا يمكن تجاوز فضاءات المكان وعلاقتها بالشخوص: فالناظر إلى مظهرية (دوكو) ووجودها بين شارع متسخ بـ(القمامة) يلحظ للتوظيف الخاطئ من المخرج لهذه الشخصية، فـ(أب كرت) تتناغم مع المكان بدرجة مطلقة مقارنةً (بدكو) الطفلة (الارستقراطية الناعمة). هذا ما دار بيني وبين صاحب مطاعم الرومانسية - الصفحة 9 - هوامير البورصة السعودية. أيضاً وجود (أريكات) أنيقة في منزل- يبدو أقل تواضعاً- مع المستوى الطبقي المتدني لشخصيات تعيش الإجرام والتشرّد والإدمان لمذاهب العقل؛ هي ما لا تمت للواقع بصلة كذلك.
صاحب مطاعم الرومانسية الدمام
إذن هي فكرة متوسعة من حيث الممارسات الحياتية المختلفة كحياة (المشردين/ اللصوص/ صعاليك الليل/ مدمني المخدرات والكحول والسجائر.. إلخ).
إذا ذهبنا إلى الحبكة الدرامية داخل المسلسل نكتشف أنها تحمل الكثير من التماهي للسيناريوهات الهندية (copie artistique) مع أنها تخلو من الحداثوية الفكرية في بنيتها الشكلية (لا المضمونية) إن كان المخرج باحثاً من خلال مجريات الأحداث عن حداثوية أو تجديد في الاعتيادية الدرامية المحلية. الإضاءة الرديئة كذلك والصوت والصورة- أو فشل الكاميرا في ما تخفيه الكلمات- مع التوظيف الخاطئ للموسيقى في الفواصل (المأسوية) و(الاحتفالية) خصمت من جودة المسلسل. السودان
20/ 4/ 2022م