فلما اشتد ساعده رماني مثل للتنكر من المعروف، قاله أحد شعراء العرب حزنًا على ما فعله ناكر المعروف، كان قد رباه وعلمه من أمور الدنيا ما يستطيع أن يشتد به صلبه، فلما صار الفتى شابًا قويًا استقوى على معلمه ومربيه مما أحزنه وأحس أنه ضيع الوقت في معاملة هذا الناكر للمعروف فهجاه الشاعر بهذه الأبيات.
- أعلمه الرماية كلَّ يومٍ ..... ولمَّا اسْتَدَّ ساعده رماني
- اعلمه الرماية كل يوم – ليلاس نيوز
أعلمه الرماية كلَّ يومٍ ..... ولمَّا اسْتَدَّ ساعده رماني
يورد ابن دريد القصة في كتابه (الاشتقاق)، ص 497 وهناك قرأت شكل الاسم مختلفًا (سَلِيمة) بفتح السين، (وليس كما روى صاحب اللسان بلفظ= سُلَيمة)، وذُكر في الاشتقاق أن مالكًا قتل أباه، وأضاف بعد البيت: "ويُروى اشتدَّ". أخلص إلى القول أن الغالب في الروايات هو (استدَّ) بالسين، وأن الشاعر هو معن بن أوس، وأختم بما قاله الثعالبي في (لباب الأدباء) في مادة (معن بن أوس):"ومن أمثاله السائرة…
أعلمه الرواية كل يوم *** فلما قال قافية هجاني وهذا من الحسن على ما لا خفاء به. " ولاحظنا هنا كذلك أن صدر البيت اختلف، فبدلاً من "وكم علمته نظم القوافي" ذكر الثعالبي: "أعلمه الرواية كل يوم". أعلمه الرماية كلَّ يومٍ ..... ولمَّا اسْتَدَّ ساعده رماني. إضافة في هذا السياق:في الأمثال ورد: سمّن كلبك يأكلك، جزاء سِـنِـمَّـار، يلاقي الذي لاقاه مجير أم عامر…وفي الدارجة: خيرًا تعمل شرًا تلقى. بدل المعروف لطّ كفوف …إلخ
أ. د فاروق مواسي
اعلمه الرماية كل يوم – ليلاس نيوز
قصة قصيدة "أعلمه الرماية كل يوم" قصة قصيدة "أعلمه الرماية كل يوم": أمَّا عن قصة قصيدة "أعَلِّمُه الرمايَة كُلَّ يَومٍ " يروى أن مالك بن فهم الأزدي ذهب مع قبيلة من اليمن إلى عُمان ، فكان أول من وصل من عشيرته بعد السيل العرم. اعلمه الرمايه كل يوم ولما اشتد ساعده رماني. وعند وصولهم إلى عُمان شنَّت حرب بينه وبين الفرس ، فكان عدد من كان مع مالك ستة ألآف شخص والفرس بلغ عددهم عشر ألآف مقاتل، وفي هذه الحرب لم يكتب لمالك النصر، وبعد فترة من الزمن عاد مالك ومعه جيشًا كبيرًا يبلغ عدده عشر آلاف فارس، وكان عدد الفرس آنذاك أربيعين ألف فارس، على الرغم من عددهم الكبير فقد تمكن مالك من طرد الفرس منها وأصبح حاكمًا عليها. ومرت الأيام، وكان مالك بن فهم الأزدي قد جعل على أولاده الحراسة بالمناوبة على قصره، ومعهم مجموعة من قومه الأزد، وكان أقرب أولاد مالك إليه هو ابنه الصغير "سليمة"، وكان إخوته يحسدونه على مكانته عند أبيهم، وجعلوا يطلبون له الزلة من أبيه وقومه. فكان مالك يميز ابنه "سليمة" عن جميع أولاده حيث كان يعلمه الرماية وركوب الخيل إلى أن تعلم وكبر وأصبح فارسًا يعتمد عليه فكان يستلم المناوبة والحراسة. عندما كبر وبلغ حسده إخوته على المكانة الكبيرة التي حظي بها عند أبيهم، فذهب واحدًا منهم إلى أبيهم، وقال له: يا أبانا!
07-02-2015 الجحود مصدره "جَحِدَ" وهو يشير إلى نكران المعروف مع العلم بذلك, وهو سلوك وتصرف أقل ما يقال عنه أنه مقيت, ولا يخرج سوى من شخص لا يستحق المساعدة والتأييد المادي أو المعنوي, فكيف بأحدهم أن يستمر يساعد شخصاً متقلباً وهو يعرف في قرار نفسه أنه لا يستحق كل ما يُمنح ويُقدَّم له من دعم. ولأن الذاكرة الإنسانية بعامة, تحتوي على أمثلة عدة حول الجحود والنكران فلقد امتلأت الثقافات الإنسانية بما يُعبر عن السخط المستحق تجاه هذا السلوك السيئ. ما يلي بعض المقولات والأمثال والعبر حول جحد ونكران الجميل والمعروف, لعل البعض يتعظ قبل فوات الأوان:
* لا يشكر ولا ينفع معاه الطيب (مثل كويتي). * لو ألقمته عسلاً عض إصبعي (الميداني). * نكران الجميل أشد وقعاً من سيف القدر (شكسبير). * جبناه فَزَع بقي وَجَع (مثل سوداني). * أطعِم الذئب في الشتاء يلتهمك في الصيف (مثل سويدي). * جزاء المعروف عشر كفوف (مثل أردني). * قاعد بالسفينة وكاسر عين الملاح (مثل عراقي). اعلمه الرماية كل يوم. * إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ
وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللئيمَ تَمَردَا (المتنبي). * فَيَاعَجَباً لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً
ألقَّمُهُ بأطْراَفِ الْبَنَانِ
أعلِّمهُ الرِّماَيَةَ كُلَّ يوَمٍ
فَلَمَّا اشتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني
وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ الْقَوَافي
فَلَمَّا قَال قَافِيَةً هَجَاني
أعلِّمهُ الْفُتُوَّةَ كُلَّ وَقْتٍ
فَلَمَّا طَرَّ شارِبُهُ جَفَاني (يُنسب لمالكِ بنِ فهمٍ الأزديِّ).