ولكن الأصل في الإلقاء هو التمهل، والاحتراز عن الإسراع، لما يأتي:
" أ- النطق السريع المتعجل حيث تجب الأناة ينتج منه تشويه المخارج، وخلط الحروف بعضها ببعض، لأن عضلات الفم واللسان لا تأخذ الوقت الكافي للانتقال من لفظ إلى لفظ. ب- والإسراع المفرِط يجعل الخطيب يهمل الوقوف عند المقاطع الحسنة. متطلبات الالقاء الجيد pdf. ج- والخطيب السريع في نطقه لا يعطي السامع الفرصة الكافية لفهم ما يسمع، وتذوق ما فيه من صقل اللفظ، وجودة المعنى، وحسن الخيال، فإذا قرعَت أذنَه عبارةٌ قبل أن يذوق ما في الأول من جمال، يعروه التعب، ويسكن قلبَه السّأَمُ، وينصرف عن الإصغاء. د- والتمهل فوق ذلك يجعل الصوت يسري إلى السامعين جميعا بأيسر مجهود، متناسبًا مع المكان والعدد، بينما الإسراع يجعل الكلمات تحتاج إلى مجهود صوتي أكبر، ليصل الكلام إلى الآذان" [4].
من متطلبات الالقاء الجيد
حوار مفتوح: مع الأهالي لتحقيق التفاعل المطلوب معهم وطرح الأسئلة وفتح باب النقاش والرأي بشأنها. التنقل في المكان: تحديدًا لتغطية المناطق التي يتواجد فيها الجمهور ، وهي منتصف المكان والجانب الأيمن والجانب الأيسر من المكان لتحقيق أكبر قدر من التفاعل مع الجمهور ، ويجب أن يكون الخطيب متحمسًا. ابتسم وتصرف بشكل متوازن أثناء المحادثة ، ويجب أن تتحرى المصداقية في كل كلماتك. عدم إظهار إحساس الواعظ بالتوتر أو القلق والعصبية: السيطرة على إشارات الجسد ، ويجب أن يتحكم في عواطفه حتى لو كان سببها الجمهور ، كما يجب ألا يبث إشارات وحركات يديه حتى يكون التركيز عليه. لا يشتت المتلقي أثناء المحادثة. لا تطرح الأشياء بعيدًا عن الموضوع الرئيسي – ولا تتخلف عن الركب ، وحاول قدر الإمكان أن تكون أكبر تركيز على موضوع المحادثة في المقام الأول. ما هي مهارات الإلقاء الجيد - موسوعة. في النهاية تعلمنا أن تعريف الوقفات هو أحد متطلبات التلاوة الجيدة لتهيئة عقل المستمع لنقطة مهمة وللحفاظ على ترابط الأفكار. كما تعرفنا على متطلبات وعناصر التلاوة الجيدة ، حيث تتطلب التلاوة الجيدة لأي شيء إعدادًا مفصلاً للموضوع مسبقًا.
هذا، وكل مقومات الخطيب التي سبقت الإشارة إليها تؤدي إلى حسن الإلقاء، وتسهم في جودته، فهي في الجملة خادمة له، ويضاف إليها عناصر ومقومات أخرى نشير إليها على النحو التالي:
مقوّمات الإلقاء الحسن:
أ- حيوية الإلقاء:
فالخطيب الجيد يتسم إلقاؤه بالحيوية، وينبض بالحماس، وبإثارة المستمعين، وإيقاظ أذهانهم، وإغلاق المنافذ أمام أي فرصة يتسلل من خلالها الشرود والإعراض إليهم، فهو يجذب اهتمام الجمهور بحيويته وحرارته وحماسته. ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسم إلقاؤه بالحرارة والحيوية، ويفيض حماسة وجاذبية، حيث يرفع صوته ويُجزِل كلامَه، ويَظهَر انفعالُه على ملامح وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم وحركتِه وإشارته، فيبدو في هيئة نشطة، وصورة جذابة، تشد المستمعين إليه، وتربطهم به. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم، ويقول: بعثت أنا والساعة كهاتين، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدْي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، ثم يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينًا أو ضياعًا فإليّ وعليّ [2].