رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً. رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. بعد أن عرفنا ما هي الدعوات التي كان يدعو بها الأنبياء، ودعوات الرسول صلى الله عليه وسلم، يمكننا نحن أيضا أن ندعو الله بها دائما.
الموضوع القرآني, موضوعات القرآن, التفسير الموضوعي, الإعجاز العددي
فقال:" فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ "أي يا خالق السموات والأرض، ومبدعهما، ومبتدئهما من غير مثال سابق. "أنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " مالك كل أموري، وكل أحوالي، في الأولى والآخرة. الموضوع القرآني, موضوعات القرآن, التفسير الموضوعي, الإعجاز العددي. فسأل اللَّه تعالى الولاية الخاصة التي من مقتضاها: العناية، والرعاية. "تَوَفَّنِي مُسْلِمًا " سأل اللَّه تعالى الثبات على الإسلام حتى يتوفاه عليه، كما قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّه حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" ([5]). وهذا المطلب الجليل كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يسأله ربه تبارك وتعالى: ((يا وليَّ الإسلام وأهله، مسكني بالإسلام حتى ألقاك عليه))([6]). ثم سأل ربه تعالى أن يكمل له هذه النعمة في مرافقة الصالحين من أوليائه في جنات النعيم، فقال تعالى: "وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين " ولا يدلّ هذا الدعاء المبارك على أن يوسف عليه السلام دعا باستعجال الموت، فإن هذا لا يجوز في شريعتنا([7]). كما قال النبي rصلى الله عليه وسلم ((لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي))([8]).
( (22) توفني مسلمًا) ، يقول: اقبضني إليك مسلمًا (23). ( وألحقني بالصالحين) ، يقول: وألحقني بصالح آبائي إبراهيم وإسحاق ومن قبلهم من أنبيائك ورسلك. * * * وقيل: إنه لم يتمن أحدٌ من الأنبياء الموتَ قبل يوسف. * ذكر من قال ذلك: 19940 - حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عمرو, قال: حدثنا أسباط, عن السدي: ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث) ، الآية, كان ابن عباس يقول: (24) أول نبي سأل الله الموت يوسف. 19941 - حدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: حدثني حجاج, عن ابن جريج, قال: قال ابن عباس, قوله: ( رب قد آتيتني من الملك)... ، الآية, قال: اشتاق إلى لقاء ربه, وأحبَّ أن يلحق به وبآبائه, فدعا الله أن يتوفَّاه ويُلْحِقه بهم. ولم يسأل نبيّ قطّ الموتَ غير يوسف, فقال: ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث) ، الآية ، قال ابن جريج: في بعض القرآن من الأنبياء (25): " توفني" (26) 19942 -حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين) ، لما جَمَع شمله, وأقرَّ عينه, وهو يومئذ مغموس في نَبْت الدنيا وملكها وغَضَارتها، (27) فاشتاق إلى الصالحين قبله.