فاستجبنا لأمر الله تعالى، وهببنا للذود عن أحكام الإسلام وراية الإسلام وبلاد الإسلام، ورأينا كل ما عدا ذلك من العيش الرغيد رخيصاً دون الإبقاء على دولة الإسلام ورايته. وبذلك رددنا الصليبيين على أعقابهم إذ جاؤونا غازين، وتصدينا للمغول وقلبناهم من كفار إلى مجاهدين في سبيل الله. وأما اليوم، صرنا نرى أن الاستعمار يقربنا من الغرب، وصرنا نرى في الغرب قبلة أنظارنا ومدار تفكيرنا ومحل احترامنا وتقديرنا، حتى صرنا نتمنى أن تأتي قوى الغرب لحمايتنا وحل مشاكلنا، مع علمنا بأن الغرب هو الذي صنع لنا هذه المشاكل ليتمكن من العودة إلى بلادنا حينما يرى فينا بشائر نهضة أو معالم صحوة، ومع سماعنا لقوله تعالى:) ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تُنصرون) [هود:113]. سورة الطارق - خالد سعد النجار - طريق الإسلام. أيها المسلمون، إن الفكر هو الذي يُنهضنا. وإذا استطاع الغرب أن يغلبنا في وقت فإنما كان لانحطاط تفكيرنا وجهلنا، وعدم فهمنا لأفكار الإسلام. فاستطاع الغرب أن يضللنا ويغزونا بفكره ومن ثم بقواته. وإننا، وقد أدركنا أن بعودتنا إلى الإسلام وأفكار الإسلام تكمن عزتنا ويكمن تحررنا من ربقة الاستعمار، إن شاء الله لمهتدون ولمستجيبون:) يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون).
سورة الطارق - خالد سعد النجار - طريق الإسلام
نشر فى:
الجمعة 21 فبراير 2014 - 5:00 ص
| آخر تحديث:
جمال قطب«النظر» ليس عمل العين فقط، بل النظر هو إشغال القلب والفكر مع العين. فإذا قال القرآن ((فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ)) عبس (24) أى يجب على الإنسان العاقل أن يتفكر فى طعامه من أكثر من ناحية. (1)
أول ما يتفكر فيه من شئون الطعام: هل تستطيع أن تستغنى عنه؟
ومادمت لا تستغنى عنه، فهل دربت نفسك أن تتمكن دائما من الحصول على الطعام؟ هل تستطيع أن تزرعه؟ هل تستطيع أن تساعد الزارع؟ هل تستطيع أن تحرس الزرع حتى ينضج؟ هل وهل وهل؟! وإذا لم يزرعه غيرك فمن أين تأكل؟ فكر جيدا حتى لا تتعرض للجوع. وإذا قرر غيرك ــ والحمد لله ــ أن يتولى مسئولية الزرع، فهل تستطيع أن تنقله من مكان زرعه إلى مكان وجودك؟ وإذا حمله غيرك، فهل تستطيع أن تحافظ عليه سليما حتى ساعة استخدامك له؟ وإذا حافظ عليه غيرك، فهل تستطيع أن تقسمه بينك وبين الناس، وأن تعطى كل مخلوق مثلما أخذت لنفسك؟.. هذه بعض الأسئلة التى يجب التفكر بها بشأن زراعة الطعام فقط، أما صناعته وتجهيزه وإعداده فتلك شئون تحتاج إلى تفكير أعمق وأبعد مدى.
إحذر أيها الإنسان العاقل المفكر أن تفسد مصدر حياتك، وإذا فسد فلا تلومن إلا نفسك
(3)
القرآن يعلمنا أن الله قد خلق الماء وخلق منه الحياة، ثم يتولى بنفسه تقسيمه بين البشر قسمة رحمة وعدل ((وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ)) القمر (28). فمن الذى يفسد نصيبه من الماء؟ وإذا لم ترض لغيرك أن يفسد نصيبك من الماء
فكيف تتعامى وتتجاهل فتفسد نصيبك ونصيب غيرك عامدا متعمدا إما بالإهمال وإما بعدم التفكير والعمل؟
فمادمت أيها الإنسان لا تستغنى عن الطعام، ولا تنتج الطعام بغير ماء صالح نظيف، فماذا فعلت لاستخراج الماء الذى تتوقف عليه حياتك؟! ثم ماذا فعلت للمحافظة على صلاحيته؟ ثم ماذا فعلت لتوصيله آمنا لمكان إقامتك؟ ثم كيف تتعامل مع الماء؟
هل بالإسراف والتبذير؟! ألا تخاف أن تحتاج الماء فلا تجده؟! فليتق الإنسان ربه فى نفسه وفى مصدر حياته. (4)
مازلنا ننظر ونتفكر فى طعامنا والماء الذى يسقيه ويسقينا، وأتصورك أيها الإنسان الآن لست بحاجة إلى تكرار نفس الأسئلة بخصوص الحيوان الذى تشتهى أن تأكل لحمه، ذلك الحيوان الذى تذبحه بيدك لتأكله.. هل فكرت من الذى خلقه؟ ومن الذى سخره ليطيعك وتتمكن من تربيته ثم ذبحه؟
أخشى أن يتصور البعض أن الإنسان بعقله وقدراته هو الذى يسخر الحيوان ويذبحه.