ـ 1994م: حرب الإنفصال بين شمال وجنوب اليمن! في العشرين السنة ما بين 1974 وحتى 1994م حاولت السعودية جاهدةً إجهاض أي عملية للوحدة اليمنية خوفاً على حدودها وقوة اليمن. وفي أكثر من مرة أحبطت الوحدة والتي من أعمالها إغتيال ثلاثة رؤساء يمنيين إثنين في الشمال (الحمدي 1977م والغشمي 1978م) و إعدام واحد في الجنوب (سالم ربيع1978م)! تلتها بعد ذلك إستمرار نشوب حرب الجبهة في المناطق الوسطى! أيضاً كانت هناك مباحثات بشأن الوحدة من 1979م وكلها فشلت، فقد أثرت السعودية على قرارات شمال اليمن حينها بشأن الوحدة في كل جلسات المفاوضات، وكان عبد الله بن حسين الأحمر من أبرز المعارضين للوحدة. وعقب الوحدة اليمنية عام 1990م، توترت العلاقات بين السعودية واليمن، لأن معاهدة الطائف التي وقعت عام1934م نصت على ضم عسير وجيزان ونجران للسعودية حتى العام 1992م. اتهمت حكومة علي عبد الله صالح 'جهات أجنبية' عام 1992 و1993م بتدبير إغتيالات لمئات من السياسيين اليمنيين. ردا على ذلك قامت السعودية ببناء قاعدة عسكرية في عسير. هل عسير كانت تحت حكم اليمن عاجل. وبدأت مشروعا بثلاثة بلايين دولار لتسوير الحدود. وضخ الإستثمارات في جيزان. ثم حاولوا عزل الحكومة اليمنية.. كان اليمن قد وقع إتفاقا حدوديا مع سلطنة عمان، فقامت السعودية بإثارة خلافها القديم مع السلطنة ضغطاً على مسقط لإلغاء الإتفاقية مع صنعاء.!
- هل عسير كانت تحت حكم اليمن يافع
هل عسير كانت تحت حكم اليمن يافع
ويعتبر آل سعود إتفاقية الطائف نصراً لهم، نظراً للضغط الذي تسببوه للإمام، وبالمقابل احتفظ الإمام باعتراف السعودية بأن مناطق (جيزان ـ نجران ـ عسير) أراضي يمنية في حكم المؤجرة لآل سعود.! نلاحظ في الشرح القادم مخطط آل سعود لإضعاف اليمن وتفكيكه وخلق الصراعات المستمرة على مدى التاريخ من 1934م وحتى الآن.! فكل 20 سنة تقوم السعودية بأعمال تؤجل إعادة الأراضي اليمنية لليمن وكما سيتضح جلياً في الآتي: ـ 1954م: موعد التجديد الأول لإتفاقية الطائف 'بعد مرور 20 سنة'..! لم يتم التجديد في هذا التاريخ.. حيث نشبت الصراعات والحركات الثورية ضد حكم الإمام إبتداءً بثورة 1948م والتي أسفرت عن مقتل الإمام يحيى وحتى ثورة 1955م ووصولاً لثورة 1962م! خلال نزاع السعودية مع ثورة 26 سبتمبر في الشمال.. ناشطون يطلقون حركة "عسير" لاستعادة الأراضي اليمنية (عسير ونجران و جيزان) من الاحتلال السعودي | يمن برس. و دعمها بالمال والسلاح للجانب الملكي طوال سبع سنوات (1962 ـ 1969).. أخذت السعودية تتوسع في الربع الخالي وهي منطقة غير مرسّمة ولم تلحظها معاهدة الطائف وملاحقها وبهذا لم يتم التجديد الأول لإتفاقية الطائف..! ـ 1974م: من وقت الثورة التصحيحية وحتى إستقالة الرئيس الإرياني! بعد ثورة 1962م والحرب المستمرة والصراعات الإقليمية مصر والسعودية وغيرها وكذا الجبهات الداخلية دعت الضرورة حينها لعمل ثورة تصحيحية أدت إلى تسليم السلطة للرئيس عبدالرحمن الإرياني في العام 1967م!
وكذلك لأن الجانب اليمني أعتبر أن معاهدة الطائف 1934، ملغاة منذ أيلول/ سبتمبر1992 وهو يعارض تجديدها.! قبل عام 1990م حين بات موضوع الوحدة وشيكاً، سعت السعودية لمحاولة توقيع إتفاقية الحدود مع جمهورية اليمن الديمقراطية، ولكن لم يتوصلوا لإتفاق وكذا الحال في الشمال مع الجمهورية العربية اليمنية. ووصولاً إلى عام 1994م قامت حرب الإنفصال، وقدمت السعودية الدعم للإنفصاليين من مال وسلاح وحتى صواريخ سكود التي أصبحت فيما بعد غنيمة لليمن خلال حرب صيف 1994م، والتي إنتهت بإستمرار الوحدة، وهذا ما أثار حفيظة السعودية حيث خسرت كثيراً بذلك.! ـ إتفاقية جــدة 10/3/1421هـ الموافق 12/6/2000م! ظلت العقدة السعودية على حالها وهي المتمثلة في الوصول إلى مياه المحيط الهندي عن طريق إختراق حدود اليمن إلى بحر العرب وعدم المساس بمعاهدة الطائف للعام 1934 بأي شكل، لأنها أحد إنجازات عهد الملك عبد العزيز في توحيد شبه الجزيرة العربية. هل عسير كانت تحت حكم اليمن - إسألنا. يقابل ذلك العقدة اليمنية التي عبّر عنها الرئيس علي عبد الله صالح عندما قال: 'يستحيل علي القبول باتفاق حدود مجحف مع السعودية، أسجل فيه على نفسي وعلى أولادي من بعدي بأني بإسم اليمن تخليت عن أرض يمنية لدولة أقوى وأغنى منه، كسبتها بحرب غزو غير متكافئة'.!