إنما لكل سنة من هذه السنن وجهها الذي تمضى عليه ، ولا تقاس بغيرها ؛ فبعضها يشرع حلقه بالموسى، كالعانة، وبعضها ينتف ولا يحلق على ما وردت به السنة ، كالإبط، وبعضها يؤخذ منه ، كالشارب ، وبعضها يترك على حاله ، كاللحية ، على ما سبق نقله عن أهل العلم ، وبعضها لا مدخل له في باب الأخذ ، أو الترك ، كسائر السنن المذكورة. ثم أين صاحب هذا الفهم المعكوس من حال النبي صلى الله عليه وسلم، وعمله في لحيته. الدرر السنية. وقد روى مسلم (2344) عَنْ جَابِرَ بْن سَمُرَةَ قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ". ثالثا:
جاءت النصوص الشرعية آمرة بمخالفة المجوس وأهل الكتاب الذين كانوا يأخذون من اللحى ويعفون الشوارب، فجاء شرعنا الموافق للفطرة والنظافة على مخالفتهم. فروى الإمام مسلم (260) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَرْخُوا اللِّحَى، خَالِفُوا الْمَجُوسَ. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" قوله ( خَالِفُوا المُشْرِكِينَ)؛ في حديث أبي هريرة عند مسلم: ( خَالِفُوا الْمَجُوسَ) ، وهو المراد في حديث ابن عمر ، فإنهم كانوا يقصون لحاهم ، ومنهم من كان يحلقها " انتهى من "فتح الباري" (10 / 349).
- الدرر السنية
- ما هي " البراجم " وفوائد غسلها | المرسال
- اذكر معاني المصطلحات الأتية : انتقاص الماء - جنى التعليمي
- شرح حديث عَشْرٌ من الفِطْرة: قَصُّ الشَارب
الدرر السنية
وفي صحيح البخاري يقول: حدثنا محمد بن الوليد، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سيار، عن الشعبي، عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دخلت ليلاً، فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فعليك بالكيس الكيس). حكم الاستحداد
اتفق جمهور الفقهاء على أن الاستحداد في حد ذاته سُنة، وقيل أنه واجب أو مستحب، وكان الدليل على الاستحباب قول أحمد بن يونس، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الآباط).
ما هي &Quot; البراجم &Quot; وفوائد غسلها | المرسال
وهذا الأمر يُذكي النفس، ويُطهر القلب وينميه، كما أنه يُذهب عنه الرذيلة، ويجعله يتحلى بالأخلاق الحميدة، وجميع هذه الأمور من أصول الإيمان بالله، أما عن النوع الثاني من الفطرة فهو يتمثل في تطهير الجسم والحرص على النظافة الشخصية، ويتم ذلك عن طريق دفع الأقذار والأوساخ عن الجسم بشتى الطرق، وهذا يساعد على تقوية الجهاز المناعي والحفاظ على الصحة العامة. ما هي " البراجم " وفوائد غسلها | المرسال. ويعتبر كل من الاستنشاق والمضمضة من الأمور المشروعة للطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، وهما من الفروض، ويشملان تطهير الأنف والفم وتنظيفهما بشكل جيد، وذلك لأن هذه المناطق يأتيها الكثير من الأوساخ من الأجواء المحيطة بالإنسان، ويضطر الفرد بذلك إلى إزالة هذه الأوساخ، وتطهير الفم باستخدام السواك. ومن الفطرة أيضًا قص الشارب، وذلك لتنظيفه مما قد يخرج من الأنف ويناله، كما أن شعر الشارب من الوارد أن يتلوث بالأطعمة والمشروبات المختلفة. وهذا الأمر يكون بخلاف شعر اللحية، حيث جعل الله تعالى اللحية وقار للرجل وجمال له، ولهذا يزداد جمال الرجل عند الكبر بشعر لحيته، ومن الأمور الهامة أيضًا القيام بقص الأظافر للتخلص من الجراثيم والبكتيريا التي تختفي خلفها، مع الاهتمام بنتف الإبط والقيام بغسل البراجم أو ظهور الأصابع التي تتجمع فيها أوساخ وأتربة.
اذكر معاني المصطلحات الأتية : انتقاص الماء - جنى التعليمي
غريب الحديث لابن سلام نقص
قَالَ أَبُو عبيد: كَأَنَّهُ ذهب إِلَى طلب الْوَلَد وَالنِّكَاح ونرى أَن أصل الاستحداد وَالله أعلم إِنَّمَا هُوَ الاستفعال من الحديدة يعْنى الاستحلاق بهَا وَذَلِكَ أَن الْقَوْم لم يَكُونُوا يعْرفُونَ النورة. وَأما إحداد الْمَرْأَة على زَوجهَا فَمن غير هَذَا إِنَّمَا هُوَ ترك الزِّينَة والخضاب ونراه مأخوذا من الْمَنْع لِأَنَّهَا قد منعت من ذَلِك وَمِنْه قيل للرجل المحارف: مَحْدُود لِأَنَّهُ مَمْنُوع من الرزق وَلِهَذَا قيل للبواب:
حداد لِأَنَّهُ يمْنَع النَّاس من الدُّخُول قَالَ الْأَعْشَى: [المتقارب]
فَقُمْنَا وَلَمَّا يَصِحْ دِيْكُنَا...
إِلَى جونةٍ عِنْد حدادها
[و -] الجونة خابية يَعْنِي صَاحبهَا الَّذِي يمْنَعهَا ويحفظها وَفِي إحداد الْمَرْأَة لُغَتَانِ: يُقَال: حدت زَوجهَا تحد وتحد حدادا وأحدت تحد إحدادا. وَأما قَوْله: [و -] انتقاص المَاء فَإنَّا نرَاهُ غسل الذّكر بِالْمَاءِ وَذَلِكَ أَنه إِذا غسل الذّكر ارْتَدَّ الْبَوْل وَلم ينزل وَإِن لم يغسل نزل مِنْهُ الشَّيْء حَتَّى يستبرأ. ما معنى انتقاص الماء. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَيْسَ معنى الحَدِيث أَنه سمى الْبَوْل مَاء وَلكنه أَرَادَ انتقاص الْبَوْل بِالْمَاءِ إِذا اغْتسل بِهِ.
شرح حديث عَشْرٌ من الفِطْرة: قَصُّ الشَارب
والثَّانيةُ: «إعْفاءُ اللِّحْيةِ»، أي: إرسالُها وتَوفيرُها، ويكونُ بتَركِ الشَّعرِ النَّابتِ على الذَّقَنِ والخدَّينِ وعدَمِ الأخذِ منه. والثَّالثةُ: «السُّواكُ»، وهو عُودٌ يُقطَعُ من جُذورِ شَجرةِ الأراكِ، ويُستَخدَمُ في تَنظيفِ الفَمِ والأسنانِ، ويُطيِّبُ الفَمَ، ويُزيلُ الرَّوائحَ الكَريهةَ. والرَّابِعةُ: «اسْتِنشاقُ الماءِ»، وهو إدخالُ الماءِ في الأنفِ، ثُمَّ نَثرُه مرَّةً أُخرى؛ ليَخرُجَ ما فيه من أذًى وقَذَرٍ. والخامسةُ: قَصُّ ما طال من أظفارِ اليَدِ والقدَمِ، وتَقليمُها، وعدَمُ تَركِها طَويلةً تَركًا يَتَجاوَزُ به أربَعينَ ليلةً، كما عند مُسلِمٍ من حَديثِ أنَسٍ رَضيَ اللهُ عنه؛ لأنَّها مَظِنَّةُ الأوساخِ والضَّررِ. والسَّادسةُ: «غَسْلُ البَراجِمِ»، أي: مَفاصِلِ الأصابِعِ وعُقَدِها، ويكونُ غَسلُها بتَنظيفِ الأوساخِ التي تَجتمِعُ فيها. والسَّابعةُ: «نَتْفُ الإِبْطِ»، أي: إزالةُ ونَزعُ الشَّعرِ النَّابِتِ تحتَ الإبطِ، والأفضَلُ فيه النَّتفُ لمَن قَويَ عليه، ويَحصُلُ أصلُ السُّنَّةِ بإزالتِه بأيِّ وَسيلةٍ كانت، كالحَلقِ وغَيرِه. والثامنةُ: «حَلْقُ العَانةِ»، وهو إزالةُ الشَّعرِ الَّذي على الفَرجِ والعَورةِ.
وهذا من أصح الأمور التي وردت في حديث عائشة رضي الله عنها عن مسلم، كما أن الناس بشكل عام مأمورون دائمًا بالنظافة، لأن الدين الإسلامي هو دين الطهارة، وفي حالة وجود أي أوساخ في البراجم لابد ان ينظفها المسلم، وقد جاء ذلك في العديد من الأحاديث الأخرى. أما في حالة الأوساخ اليسيرة، والتي لا تمنع وصول الماء، فإن الطهارة تكون صحيحة، ولكن إذا منعت هذه الأوساخ وصول الماء، ففي هذه الحالة لابد من تنظيفها بشكل جيد أولاً، لأن الوضوء لا يصح معها. [1]
مدة غسل البراجم
المعنى العام لغسل البراجم هو تنظيف الأماكن التي تتجمع فيها الأوساخ، والبراجم أصلها هو ظهور الأصابع، وينبغي غسل مفاصلها وعُقدها، وليس هناك مدة محددة يمكن غسل البراجم فيها، حيث ينبغي غسلها لوقت كافي بحيث تختفي جميع الأوساخ منها. ما هو الاستحداد
الاستحداد في اللغة تم أخذه من الحديدة، حيث يُقال استحد، أي قام بحلق عانته، ويقول أبو عبيدة، أن الاستحداد هو استفعال من الحديدة، أي القيام بالاحتلاق باستخدام الحديد، أما عن الاستحداد كمصطلح فالمعني لا يتغير كثيرًا عن المعنى اللغوي، وقد قام الفقهاء بتعريفه على أنه حلق للعانة. ويقول النووي عن الاستحداد أنه إزالة لشعر العانة، وهو يتواجد حول الفرج، وذلك سواء تمت هذه الإزالة بالنتف أو الحلق، وقد اُخذت هذه الكلمة من الحديدة التي يتم الحلق باستخدامها.
فتبيّن بهذا أن الأخذ من اللحية ، بما لا يزيل عنها صفة الوفرة والإرخاء: هو قول مشهور عند أهل العلم، وسلف الأمة؛ لكن حدّ هذا الأخذ: أقوى ما ورد فيه أن يأخذ المسلم ما زاد على القبضة؛ كما هو مروي عن ابن عمر رضي الله عنه وغيره. فذكر البخاري (5892) عن ابْنُ عُمَرَ، أنه كَانَ: " إِذَا حَجَّ أَوِ اعْتَمَرَ قَبَضَ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَمَا فَضَلَ أَخَذَهُ ". فإن كان هذا القائل يقصد هذا القول؛ فهو قول معتبر، لا حرج على من عمل به ، لكن الكلام المنقول لا يساعد عليه ، ولا يشبهه!! والله أعلم.