المصدر:
- كتب الحديقة السرية - مكتبة نور
كتب الحديقة السرية - مكتبة نور
فالسؤال اليوم لا يبحث عمّا وراء الأكمة أو الماء والسور، بل عمّا وراء الحدث كاحتلال اليابانيين لمنشوريا مثلا أو البريطانيين للهند أو بونابرت لمصر أو ما كان يجري في قصر الحمراء وكيف تجري معاملات التجّار العرب في الشرق الأقصى وطرق اللؤلؤ والحرير والتوابل وملح البارود وغيرها أدباً ووثائق وخططاً ومذكرات وكتب رحلات وسجلات سفن غارقة. كلّ هذه التفاصيل أعتقدها ضرورية قبل الدخول إلى الحديقة السرّية، الرواية الكلاسيكيّة الإنكليزيّة التي كتبت في السنة الأولى بعد العقد الأول من القرن الماضي، الذي كنّا نتباهى بتسميته بالقرن العشرين للروائيّة فرانسيس هودسون برنيت "1849-1924". الصادرة مؤخراً عن دار المنى للطباعة والنشر بستوكهولم، ونقلتها إلى اللغة العربية المترجمة سكينة إبراهيم. الحديقة السرية كلمات. لعلّ سحر هذا العمل الإبداعي ينبع من المفارقة الزمنيّة، من عمليّة كشف السُتر عن مشهد لا يُمكن فهمه والتشبع به إلا عن طريق حاسّة إنسانيّة دقيقة، وصادقة عاشت الحقبة الزمنيّة ذاتها، ونقلت تفاصيل الأحداث في عمل إبداعي أمين ورفيع، بإسلوب ينقل العين القارئة بين دراما الفصول المكتوبة، وتصاعدها بحرص ودراية تمسك بالقاريء إمساك الدليل الخبير بضالته، بحيث لا تترك فرصة لنأمة أو غفلة أو ملل.
السيدة مدلوك: خادمة عمها السيد كرافن.