لم يكن الرئيس نبيه بري مبالغاً بالقول أمس إن «مستقبل لبنان ومصيره وهويّته وثوابته وسبل الخروج من الأزمة، كلّها مرتبطة بنتائج هذه الدّورة الانتخابية» التي وصفها بأنها «ربما الأخطر في تاريخ لبنان». وقد لا يكون أدلّ على ذلك من التدخل السعودي المباشر، بعد كل الكلام عن عدم اهتمام الرياض بما يجري في لبنان، لإنهاء خلاف بين وليد جنبلاط وسمير جعجع على المقعد الكاثوليكي في الشوف في رهان سعودي قد يكون الأخير على هذا التحالف. فالشوف، وجبل لبنان عموماً، هو المسرح الرئيس للمعركة الانتخابية المقبلة التي يصح أن يُطلق عليها «معركة الجبل». انسحاب سعد الحريري، أو سحبه، جعل من جبل لبنان، بكل دوائره، مسرح المواجهة الرئيسية بين تحالف حزب الله – التيار والحلفاء من جهة، وتحالف جنبلاط – جعجع و«السياديين» الجدد من جهة أخرى، وأشعل السباق بين الفريقين على اجتذاب الناخب السني، في كل الدوائر. بسلاسة، أنهى حزب الله ترتيباته للمعركة الانتخابية في البقاع وبيروت وكسروان – جبيل وبيروت الثانية، وعمل على فك العقد، واحدة تلو أخرى، بين حلفائه. مطعم سعد الدين | المملكة العربية السعودية. فنجحت مساعيه في البقاع الغربي – راشيا في إعادة لم التحالف بين الوزير السابق حسن مراد وحركة أمل والتيار الوطني الحر ونائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي… ليتفرغ إلى ما أحجم عنه في الدورة الماضية من العمل على صياغة تحالف في دائرة الشوف بين حليفيه وئام وهاب وطلال إرسلان، ومساع لا تزال مستمرة إلى اليوم لحل عقد «البستانييَن»، ناجي وفريد، بما يضمن انضمام التيار الوطني الحر إلى هذا التحالف، ويمكّنه من إفقاد زعيم المختارة نصف مقاعده، وضمان غالبية جديدة في المجلس المقبل للحزب وحلفائه.
- سعد الدين الرياضية
سعد الدين الرياضية
بعد عودة الحريري إلى بيروت للمشاركة باحتفال عيد الاستقلال قابل رئيس الجمهورية ميشال عون، وبعد اللقاء أعلن أنه سيتريث في تقديم استقالته بناءً على تمني رئيس الجمهورية عليه، لكنه عاد وقدم استقالته في 2019 استجابة للشعب اللبناني بعد احتجاجات استمرت 13 يومًا وما زالت تداعيتها مستمرة حتى الآن.
واجهت حكومته صعوباتٍ عديدةً خصوصًا بعد اقتراب صدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وإصرار وزراء حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر على طرح موضوع شهود الزور في القضية وطلب إحالتهم للمجلس العدلي. سعد الدين الرياضية. وأدى ذلك كله إلى إعلان وزراء تكتل الإصلاح والتغيير وحركة أمل وحزب الله في 12 يناير 2011 استقالتهم من الحكومة وذلك بعد وصول محاولات تسوية مشكلة المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة مرتكبي جريمة اغتيال رفيق الحريري - رئيس الوزراء الأسبق - إلى طريق مسدود مع رفضه عقد جلسة لمناقشة القضية، لكن الاستقالات المتتالية لوزرائه أدت إلى فقدان الحكومة نصابها الدستوري وبالتالي اعتبارها مستقيلة. الحكومة الثانية بعدَ انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية قامَ الأخيرُ بتكليفِ الحريري رسميًّا لرئاسَةِ الحكومة وذلكَ في 11 نوفمبر من عام 2016، ونال الحريري 110 أصوات من نواب البرلمان البالغ عددهم 126 بعد استقالة أحدِ النواب، وشكّل حكومته الثانية بعد 40 يومًا من التكليف. استقالته في يوم الجمعة 3 نوفمبر 2017، توجه الحريري في زيارة إلى السعودية، ليعلن في اليوم التالي السبت 4 نوفمبر 2017 استقالة حكومته في كلمة مُتلفزة مفاجئة بثتها قناة العربية، وهاجم الحريري في كلمته إيران وحزب الله مباشرة، معتبرًا أن الأجواء في لبنان تشبه الأجواء التي سبقت اغتيال والده.