السؤال: يقول أيضاً: يقول ﷺ: خمس من الفطرة: الاستحداد، والختان، وقص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر ، ما صحة هذا الحديث، ونرجو شرحه لنا؟
الجواب: هذا الحديث صحيح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين، عن أبي هريرة ، أن النبي عليه السلام قال: خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وقلم الظفر، ونتف الآباط ، هذه من سنن الفطرة، وهي سنن متأكدة، ينبغي لكل مسلم ولكل مسلمة أن يتعاهد ذلك. الختان سنة في حق الجميع في حق الرجال والنساء، وذهب جمع من أهل العلم إلى وجوبه، ولاسيما في حق الرجال، وهو المعروف من مذهب أحمد رحمه الله أنه واجب الختان، وقال جمع من أهل العلم: إنه سنة مؤكدة في حق الجميع، فينبغي أن يتعاهد، وأن لا يترك، وإذا كان في حال الصغر كان أولى؛ لأنه أسلم للطفل وأقل تعباً وألماً، وأسرع في البرء.
من سنن الفطره
[٤] وسنبين لك فيما يلي تعريف وشرح كل سنة من سنن الحديث الشريف:
قص الشارب: وقد اختلف العلماء في كيفيته فمنهم من قال إزالته كاملًا أو إبقاء جزء منه أم مخالفة طريقة المجوس في حلقه، وقد أجمعوا على عدم تركه لأكثر من أربعين ليلة. [٥]
إعفاء اللحية: وذلك بإطلاقها وتركها تنمو على عكس الشوارب. [٥]
السواك: تنظيف الأسنان والفم بالسواك أمر مستحب وقد ثبت فعله من قِبل الرسول عليه السلام ويستحب استخدامه في مواضع معينة وهي، عند دخول البيت وعند الوضوء والصلاة وعند النوم وعند قراءة القرآن، وقال فيه عليه الصلاة والسلام: [السِّواكُ مطهرةٌ للفمِ مرضاةٌ للرَّبِّ] [٦]. [٧]
استنشاق الماء: وهو شرط أساسي من شروط الوضوء ويعني إدخال الماء في الأنف وإخراجه منه، ففي الحديث الصحيح عن الرسول عليه الصلاة والسلام فيما رواه لقيط بن صبرة رضي الله عنه: [قلتُ يا رسولَ اللهِ أخبرنِي عن الوضوءِ قال أسبغِ الوضوءَ ، وخلّلْ بينَ الأصابعِ ، وبالغْ في الاستنشاقِ ، إلا أن تكونَ صائمًا] [٨]. قص الأظفار: حكم قص الأظافر واجب، إذ لا يجوز تطويل الاظافر لأكثر من أربعين يومًا للحفاظ على النظافة وعدم السماح للبكتيريا والفطريات بالتسبب بالأمراض للجسم، ويُستحب قصها يوم الجمعة.
وأقصى مدة ذلك أربعون يوما كما ورد في الحديث. رابعها وخامسها: تقليم الأظافر وإحفاء الشارب لما رواه الجماعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خمس من الفطرة: الاستحداد والختان وقص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظافر. سادسها: إعفاء اللحية فقد روى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خالفوا المشركين وفروا اللحى واحفوا الشارب. سابعها: إكرام الشعر إذا وفر بأن يغسل ويدهن ويمشط لما رواه أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان له شعر فليكرمه. ثامنها: ترك الشيب وإبقاؤه فلا ينتف سواء كان في اللحية أو في الرأس لما رواه أحمد والترمذي والنسائي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تنتف الشيب فإنه نور المسلم ، ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كتب الله له بها حسنة ورفعه بها درجة وحط عنه بها خطيئة. تاسعها: تغيير الشيب بالحنة والحمرة والصفرة ونحوها فقد روى الجماعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم، ورووا أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء والكتم (نوع من الربيع يخضب به كالحناء). عاشرها: التطيب فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ويحث عليه، روى مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من عرض عليه طيب فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة ، و قال صلى الله عليه وسلم: حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة.
وقوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}... (آل عمران: 54). وقوله: {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}... (النمل: 50). والآيات التي تدل على هذه القاعدة ـ أن الجزاء من جنس العمل ـ كثيرة. الجزاء من جنس العمل - YouTube. ومن الأدلة عليها من سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى ما سبق قوله صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك... " الحديث. وقوله: "اعمل ما شئت فإنك مجزي به". وقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه". أمثلة من واقع الحياة: 1ـ الخليل إبراهيم عليه السلام: من الأمثلة العملية التي تدل على تحقق هذه القاعد ما كان مع الخليل إبراهيم عليه السلام، ذلك الرجل الذي قام بدين الله عز وجل خير قيام فقدم بدنه للنيران وطعامه للضيفان وولده للقربان، فإنه لما صبر على البلاء في ذات الله عز وجل وألقاه قومه في النار كان جزاؤه من جنس عمله: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}.. (الانبياء: 69). ولما سلم قلبه من الشرك والغل والأحقاد كان جزاؤه من جنس عمله: {سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ}... (الصافات: 109).
تعبير عن الجزاء من جنس العمل
إن الله عز وجل قد أودع هذا الكون سننا ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ، يُنسج على منوالها نظام هذه الحياة ، فالعاقل اللبيب من يساير سنن الله ولا يصادمها ، ومن هذه القواعد والسنن العظيمة أن الجزاء من جنس العمل. فجزاء العامل من جنس عمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر: (جَزَاءً وِفَاقاً) (النبأ:26). ولو وضعنا هذه القاعدة نصب أعيننا لزجرتنا عن كثير من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو نعيم: " كما لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينزل الله الفجار منازل الأبرار ، فاسلكوا أي طريق شئتم ، فأي طريق سلكتم وردتم على أهله". تعبير عن الجزاء من جنس العمل. إن العلم بهذه القاعدة هو في المقام الأول دافع للأعمال الصالحة ، ناه عن الظلم ، زاجر للظالمين ومواس للمظلومين. فلو استحضر الظالم الباغي عاقبة ظلمه وأن الله عز وجل سيسقيه من نفس الكأس عاجلا أو آجلا لكف عن ظلمه وتاب إلى الله وأناب ، ولعل هذا المعنى هو ما أشار إليه سعيد بن جبير رحمه الله حين قال له الحجاج: [اختر لنفسك أي قتلة تريد أن أقتلك ، فقال: بل اختر أنت لنفسك يا حجاج ؛ فوالله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها يوم القيامة]. ولو أن هذا الذي يهدم بنيان الله ويهدر الدم الحرام بغير حق تدبر الحكمة القائلة: بشر القاتل بالقتل لأحجم عن فعلة عاقبتها الهلكة ، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.
هل الجزاء من جنس العمل
والجزاء من جنس العمل. أيها الإخوة في الله: من أرضى والديه وبرّهما، رَضِي عنه الربُّ وبرّه الابن، ومن أسخطهما، سَخِط عليه الربُّ وعقّه الابن، ومن حفظ اللهَ وراعى حقوقَه، حفظه اللهُ من الشبهات والشهوات المحرمة، وحفظه الله في صحته وعقله وماله وولده. والجزاء من جنس العمل. ومن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدّاها الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله، ومن ظلم قيد شبر من الأرض طُوِّقَهُ من سبع أرضين يوم القيامة، ومن فرَّق بين والدة وولدها ظلماً وعدواناً فرَّق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة، ومن جمع بين متحابَيْن أو أصلح بين اثنين جمع الله بينه وبين أحبته وأصلح له شأنه. والجزاء من جنس العمل. ومن كانت هِمتُه الآخرة جمع الله له شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا راغمة، ومن كان همّه الدنيا فرّق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له. هل الجزاء من جنس العمل. وهكذا عباد الله، في جميع الأمور، الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تُدان، فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره. فنسأل الله أن يَمُنَّ علينا وعليكم بالعلوم النافعة، والأعمال الصالحة، وأن يهدينا إليه صراطاً مستقيما.
الجزاء من جنس العمل للشقاوي
فإن صبر وعف عن الحرام هنا في الدنيا ، بارك الله له في الحلال ومتعه به إذا حان وقته ، ثم جازاه في الآخرة بما لا يخطر له ببال ، وإن رتع في الحرام هنا في الدنيا ، عوقب بتعسير طرق الحلال ، أو الزهد فيه وعدم الهناءة به وقلة البركة فيه ، ثم حرم في الآخرة مما هو أجل وأعظم ، والله المستعان. 7
1
992
المزيد من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر
الأكثر استماعا لهذا الشهر
عدد مرات الاستماع
3038269177
عدد مرات الحفظ
728599770
3ـ النمرود بن كنعان وعلى الجانب الآخر نرى تحقق نفس القاعدة في أعداء الله الكافرين والمنافقين، فهذا النمرود بن كنعان الذي قال: أنا أحيي وأميت، وظل مئات السنين يقول للناس: أنا ربكم الأعلى ويتكبر عليهم، سلط الله عليه بعوضة دخلت في أنفه ـ والأنف رمز العزة والشموخ ـ ثم تسللت إلى دماغه فسببت له وجعا كان لا يشعر براحة إلا إذا ضربه من حوله بالنعال والمطارق على رأسه {جَزَاءً وِفَاقاً}. 4ـ عقبة بن أبي معيط أما عقبة بن أبي معيط ذلك الكافر الذي اشتد إيذاؤه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد وضع عقبة سلا الجزور على رأس النبي وهو ساجد، وهو الذي وضع رجله على رأس النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد حتى ظن النبي أن عينيه ستندران، فقد مكن الله منه في بدر ووقع أسيرا فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، فقال: علام أقتل من بين مَن هنا؟ فقيل له على عداوتك لله ورسوله.