فضل عجوة المدينة المنورة - YouTube
فضل عجوة المدينة
2- فيه جانبٌ صحي، وقد أثبتَت الدراسات المختبرية الطبية ما جاء في هذا التوجيه النبوي، والعلمُ يتوافق مع الإيمان في كلِّ أحكام الشرع الحنيف، وهو مليِّن طبيعي ممتاز، يمنع الإمساكَ، ويقوِّي العضلات، ويعالج فقرَ الدم، ويقوي السمعَ والبصر، ويهدئ الأعصاب، والتمر يحتوي على كمية عالية من الألياف الغذائية، والمعادن الضرورية لصحة الجسم؛ مثل: البوتاسيوم والمغنيسيوم [4] ، وتعادل ثلاث حبات تمر حصةَ فاكهة واحدة. 3- فيه جانب اجتماعي: وبيان ذلك أنَّ أهل المدينة المنورة قد أكرموا النبيَّ صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إليهم، ومدينتهم قد اشتهرت بزراعة النخيل، فأراد أن يكافئهم على إكرامهم بأحب ما يملكون؛ فأرشد كلَّ مسلم أن يتناول سبع تمرات من عجوتهم أو تمرهم، وهذا غاية الإكرام لهم، وقلت: أو تمرهم؛ لأنَّه قد جاء في بعض روايات الحديث: ((من أكل سبع تمرات ممَّا بين لابتيها حين يصبح، لم يضره سمٌّ حتى يمسي)) [5] ، كما ذهب إلى ذلك بعض العلماء [6].
فضل عجوة المدينة المنورة
[5] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الأشربة، باب فضل تمر المدينة (2047) (154) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، (لابتيها) اللابتان هما: الحرتان، والمراد: لابتا المدينة، قال ابن الأثير: المدينة ما بين حرتين عظيمتين، قال الأصمعي هي: الأرض التي قد ألبستها حجارة سود، واللابتان هما: الحرتان ؛واقم، والوبرة، أولاهما في شرق المدينة والثانية في غربها. [6] ذهب أكثر أهل العلم إلى اختصاص تمر المدينة، بل اختصاص نوع معيَّن من تمر المدينة، وهو تمر العجوة، وهو ظاهر الحديث، ومن أهل العلم من رأى أن هذه الفضيلة، وهذه الوقاية: تحصل بالتصبح بأي نوع من أنواع التمر، وأن التنصيص على " العجوة " في الحديث، لا يلزم منه اختصاصه بالحكم. قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "ويُرجى أن ينفع اللهُ بذلك التمر كله، لكن نص على المدينة؛ لفضل تمرها والخصوصية فيه، ويرجى أن الله ينفع ببقية التمر إذا تصبح بسبع تمرات، وقد يكون صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك؛ لفضل خاص، ومعلم خاص لتمر المدينة لا يمنع من وجود تلك الفائدة من أنواع التمر الأخرى التي أشار إليها عليه الصلاة والسلام، وأظنه جاء في بعض الروايات: ((مِنْ تَمْر)) من غير قيد"، انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (8/109).
وهذا نوع من أنواع التكريم لأهل المدينة في زيادة أرزاقهم. 5- تميزَت مكة بماء زمزم، قال عليه الصلاة والسلام: ((إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، وَهِيَ طَعَامُ طُعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ)) [9] ، وهي ضيافة الحرم لكلِّ قاصدي البيت العتيق زاده الله شرفًا. وتميزَت المدينة بالنخيل، فالتمر فيه شفاءٌ من السموم والسحر، وإذا كانت زمزم ضيافة الحرم المكي، فالتمر - ولا سيما العجوة - ضيافة الحرم المدني. فضل عجوة المدينة وفضل التمر عموما - YouTube. 6- وفيه ملمحٌ من ملامح النظام الغذائي، فقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم لأمته أن يبدؤوا غذاءَهم عند الفطور في أول النهار بالتمر، كما أرشد الصائمين أن يبدؤوا فطورَهم بعد المغرب بالتمر. فصلَّى الله عليك يا رسول الله، ما أشد وفاءك، وما أرحمك بأمتك! [1] أخرجه البخاري، كتاب الأطعمة، باب العجوة (5445)، ومسلم في صحيحه، كتاب الأشربة، باب فضل تمر المدينة (2047) (155) واللفظ له، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. [2] أخرجه الترمذي في جامعه (2066): وقال "وهذا حديث حسن صحيح غريب، وهو من حديث محمد بن عمرو ولا نعرفه إلا من حديث سعيد بن عامر عن محمد بن عمرو". [3] شرح النووي على مسلم (14/3)
[4] انظر كتاب"نحو حياة صحية سليمة"؛ لمحمد عبد المنعم، وللتوسع ينظر: كتاب الغذاء في القرآن الكريم من منظور علم التغذية الحديث، لمعز الإسلام فارس ص78-82.
2- أحمد ابن رستة, ت 300 هـ, في كتابه الأعلاق النفيسة حيث قال: " إن الله عز وجل وضع الفلك مستديرا كاستدارة الكرة، أجوف دوارًا، والأرض مستديرة أيضا ومصمتة في جوف الفلك ". 3- ونقل ابن حزم إجماع أئمة المسلمين على كروية الأرض في كتابه الفصل في الملل، فيقول: " قالوا إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية والعامة تقول غير ذلك، وجوابنا وبالله تعالى التوفيق ؛ إن أحدًا من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم, لم ينكروا تكوير الأرض, ولا يُحفظ لأحد منهم في دفعة كلمة، بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها قال الله عز وجل: " يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل " (الزمر: 5). من إنجازات المسلمين في علم الجغرافيا - طريق الإسلام. وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض مأخوذ من كور العمامة وهو: إدارتها، وهذا نص يدل على تكوير الأرض ". 4- الشريف الإدريسي, ذكر في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ما نصه:" وإن الأرض مدورة كتدوير الكرة، والماء لاصق بها، وراكد عليها ركودا طبيعيا لا يفارقها، والأرض والماء مستقران في جوف الفلك كالمحة في جوف البيضة، ووضعها وضع متوسط، والنسيم محيط بها [ الغلاف الجوي] من جميع جهاته ا ". وهذه شهادة بعض الغربيين، عما قدمه علماء المسلمين في علم الجغرافيا نذكر منها لا على الحصر:
– يقول ( وول ديورانت) في كتابه قصة الحضارة, تعليقًا على خرائط الشريف الإدريسي: " كانت هذه الخرائط أعظم ما أنتجه علم رسم الخرائط في العصور الوسطى، لم ترسم قبلها خرائط أتم منها أو أدق أو أوسع وأعظم تفصيلا، وكان الإدريسي يجزم كما تجزم الكثرة الغالبة من علماء المسلمين بكروية الأرض، ويرى أن هذه حقيقة مسلم بصحتها ".
تطور علم الجغرافيا عند المسلمين وكروية الأرض - الجزء الثاني |
ثالثًا- الجغرافيا السياسية: تبحث في أقطار الأرض من حيث حدودها السياسية وفي السكان من حيث العدد والحياة الاجتماعية. أما في اللغة العربية فتعتبر كلمة ( جغرافيا) دخيلة وحديثة، فعند العرب والمسلمين كانوا يستعملون صورة الأرض، أو قطع الأرض، أو خريطة العالم والأقاليم، أو تقويم البلدان، أو المسالك والممالك، أو علم الطرق، وغيرها. فالنظريات الجغرافية كانت متقدمة عند اليونانيين؛ لذا نجد أنهم يعللون وجود الأصداف والقوافل البحرية في الأرض اليابسة البعيدة عن البحر, أنها كانت في ما مضى بحرًا ثم تحولت أرضا ؛ وذلك بسبب حرارة الشمس التي قلصت مساحة البحر. ولهم آراء أخرى في هذا الموضوع مما يدلل على تقدمهم في هذا العلم. كان لعلماء المسلمين قبول للنظريات اليونانية خاصة، وللتراث الجغرافي النظري الذي ورثوه من الحضارات السابقة عموما؛ فبنوا عليها وطوروها وازدهرت في عهدهم، وصححوا كثيرا من الأغلاط التي ارتكبها اليونانيون، على سبيل المثال لا الحصر: مبالغة بطليموس في تحديد طول البحر الأبيض المتوسط وامتداد الجزء المعمور من الأرض. تطور علم الجغرافيا عند المسلمين وكروية الأرض - الجزء الثاني |. ولم يتوقفوا عند النقل من السابقين, بل كانت لهم ابداعات وابتكارات علمية فأضافوا أفكارًا ومفاهيم جديدة.
من إنجازات المسلمين في علم الجغرافيا - طريق الإسلام
لقد وقع بطليموس!! وعلى الرغم من براعته المعروفة في العديد من الأخطاء عند تحديد الأطوال والأعراض:
خريطة بطليموس: من ذلك أنه بالغ كثيرًا في تحديد طول البحر المتوسط. وبالغ في تحديد امتداد الجزء المعمور من الأرض المعروف له. وجعل المحيط الهندي والهادي بحيرة!!! وذلك عندما وصل جنوبي آسيا بجنوبي أفريقيا..
وبالغ في تحديد حجم جزيرة "سيلان"..
وأخطأ في وضع بحر قزوين والخليج العربي خطأً فاحشًا...
صحح المسلمون كل هذه الأخطاء وغيرها، ولم يأخذ الغرب هذه التعديلات إلا عنهم.. ومن هنا يتجلى دور المسلمين في إنقاذ الدراسات الجغرافيَّة من التشوُّهات العلمية والمنهجيَّة.. كما رأينا من قبل دورهم في إنقاذها من بطش السلطة الكنسيَّة الغاشم. وقد بدأت تلك المسيرة التصحيحية منذ عهد الخليفة المأمون (ت: 218هـ - 833م)؛ فقد أسدت الخريطة المأمونية -التي أمر علماء عصره بتنفيذها- إلى الحضارة الغربية فضلاً عظيمًا رغم ضعف إمكانات المسلمين من حيث الأجهزةُ الجغرافيةُ في ذلك العصر، وقام المسلمون بإدخال الكثير من التعديلات الهامة على خريطة بطليموس، وحسنوها وأضافوا إليها الكثير من التصحيحات الجوهرية.
[5]
ساهم المسلمون في ظهور كتب الجغرافيا
يعد كتاب جغرافيا بطليموس واحداً من أهم الكتب الأساسية التي اعتمد عليها العلماء المسلمون في وضع أهم قواعد علمهم في الجغرافيا، ولم يكتفوا بذلك بل عملوا على تصحيح المعلومات التي وردت في كتاب بطليموس خاصة الأخطاء الخاصة بالأطوال والعروض. ومن أهم تلك الأخطاء التي وردت بكتاب الجغرافيا لبطليموس أنه بالغ بشدة في تحديد الطول الخاص بالبحر المتوسط وجعل أيضًا كلا من المحيط الهندي والمحيط الهادي بحيرة، بل وقام بوصل جنوب آسيا بـ جنوب إفريقيا ، كما أخطأ في تحديد مكان بحر قزوين والخليج العربي وهو ما يمثل خطأً فادحًا لا يغتفر. وقد صحح العلماء المسلمون كل الأخطاء المذكورة سلفاً، ثم تركوا للعالم كتبهم الجغرافية التي كتبت على يد أبرز العلماء الجغرافيين وأشهر الرحالة المسلمين لفترة طويلة امتدت طوال خمسة قرون. ساهم علماء المسلمين في ظهور علم الخرائط
تعد ظهور الخرائط الإسلامية من أبرز إسهامات العلماء المسلمون وأهم تلك الخرائط خريطة الإدريسي، وتعد تلك الخرائط هي أعظم ما أنتجه علم رسم الخرائط طوال فترة العصور الوسطى، فلم تُرسم قبلها أي خرائط أدق منها وذات تفاصيل أوسع وأكثر شمولاً.