ولم يقتصر الدعاء طلبا للشفاء على المريض لنفسه بل علمنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن ندعو للمريض حين نزوره مما يؤدي إلى رفع معنوياته من جانب ، وفي رفع المعنوية مساعدة لجهاز المناعة على مقاومة المرض ، وفي الدعاء نور وطاقة إضافية يستعين بها المريض على مواجهة المرض ، ومن ذلك ما رواه أبو داود والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله سبحانه وتعالى من ذلك المرض". في هذا الدعاء النبوي توجه إلى الله تعالى وسؤاله باسمه العظيم الذي يتضاءل أمام عظمته كل شيء مهما عظم ، وبكونه رب العرش العظيم الذي لا يدرك عقل عظمته. اعوذ بالله وقدرته من شر مااجد واحاذر. وذكر العرش العظيم في هذا الموقف يصغر ما يجده المريض من الم المرض ومن آثاره ،. والدعاء يتضمن طلب الشفاء من الله العظيم رب العرش العظيم ، والله تعالى يجيب من دعاه وألح في الدعاء ، وهذا الدعاء يكرر سبعا كما ورد من قبل في دعاء المريض لنفسه ، وهذا يؤكد ما ذكرته من قبل من وجود خصوصية لهذا العدد ، ومن تتبع العبادات والأشياء المرتبطة بالعدد سبعة وجد من ذلك شيئا كثيرا.
- الدرر السنية
- حكم الخمر مع الدليل الجامع
الدرر السنية
وفي الحديثِ: وَضْعُ اليَدِ على مَوضِعِ الألَمِ مع الدُّعاءِ والرُّقيةِ.
أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا، اللهمَّ عافِني في بدني، اللهمَّ عافِني في سمعي، اللهمَّ عافِني في بصري أعوذُ باللَّهِ السَّميعِ العَليمِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ مِن هَمزِهِ، ونَفخِهِ ونَفثِهِ، أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وإنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَة.
وهذا هو
مقتضى الأثر والنظر.
حكم الخمر مع الدليل الجامع
فالرجس بالآية والحديث بمعنى النجس نجاسةً حسية، فكذلك هي في آية الخمر بمعنى نجس نجاسةً حسية. وأما الذين قالوا بطهارة الخمر طهارةً حسية؛ أي أن الخمر نجسٌ نجاسةً معنوية لا حسية فقالوا: إن الله سبحانه وتعالى قيد في سورة المائدة ذلك الرجس ﴿رجسٌ من عمل الشيطان﴾ فهو رجسٌ معنويٌ وليس رجساً عينياً ذاتياً بدليل أنه قال: ﴿إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام﴾ ومن المعلوم أن الميسر والأنصاب والأزلام ليست نجسةً نجاسةً حسية، فقرنوا هذه الأربعة الخمر والميسر والأنصاب والأزلام في وصفٍ واحد، الأصل أن تتفق فيه، فإذا كانت الثلاثة نجاستها معنوية فكذلك الخمر نجاسته معنوية؛ لأنه من عمل الشيطان. حكم الخمر مع الدليل التوثيقي للطلاب المتفوقين. وقالوا أيضاً: إنه ثبت لما نزل تحريم الخمر أراقها المسلمون في الأسواق، ولو كانت نجسةً ما جازت إراقتها في الأسواق؛ لأن تلويث الأسواق بالنجاسات محرم لا يجوز. وقالوا أيضاً: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما حرمت الخمر لم يأمر بغسل الأواني منها، ولو كانت نجسة لأمر بغسل الأواني منها كما أمر بغسلها حين حرمت الحمر. قالوا: وقد ثبت في صحيح مسلم أن رجلاً أتى براوية من خمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأهداها إليه فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: أما علمت أنها قد حرمت.
والله أعلم.