السؤال: ما حكم الخشوع في الصلاة؟ وهل يبطل الصلاة عدم الخشوع فيها؟
جواب فضيلة الشيخ:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبعه إلى يوم الدين، وبعد..
عدم الخشوع في الصلاة يحتمل عدة معان:
إذا كان عدم الخشوع بمعنى أن يأتي المصلي أثناء صلاته بحركات كثيرة كأنه ليس في الصلاة، فيحك بدنه، وينظر في ساعته، ويعبئها، ويلتفت، ويعدل من عمامته أو عقاله.. وما إلى ذلك، كالذي نراه عند بعض الناس، هذا النوع الكثير من الحركات يبطل الصلاة، لأنه عبث، لا يتصور من مسلم مقبل على ربه بقلبه وفكره، ويحترم الصلاة، ويشعر ويعي بقيمتها. أما إذا كان عدم الخشوع بمعنى أنه يتحرك أحيانا حركات قليلة، أو يسرح فكره أو لا يستحضر قلبه في الصلاة، فهذا وإن لم يبطل الصلاة ولكنه يذهب روح الصلاة، فروح الصلاة في الحقيقة هو الخشوع. وقد قال الله تعالى: " قد أفلح المؤمنون، الذي هم في صلاتهم خاشعون" (المؤمنون:1،2)، والخشوع خشوعان: خشوع قلب، وخشوع جوارح. فخشوع القلب أن يستحضر رقابة الله عز وجل ويستحضر عظمته، ويتدبر معاني القرآن، ويتدبر ما يتلوه من آيات أو ما يسمعه، وما يذكره من أذكار: معنى التكبير، معنى التسبيح، معنى سمع الله لمن حمده… وهكذا… يستحضر معاني هذه الأذكار ويتدبر ما يتلو أو يسمع من آيات، عندئذ يشعر فعلا أن يقف بين يدي الله عز وجل، وأن الصلاة يجب أن تنزه عن اللعب والعبث.
حكم الخشوع في الصلاه مشاري الخراز
[٦]
سؤال الله الخشوع في الصلاة
إنَّ ممَّا لا يجهله المسلم أنَّ الدُّعاء مشروعٌ للمسلم ليطلب من الله -تعالى- العون في سائر أموره الدُّنيويَّة والأخرويَّة، ومن ذلك يستحبُّ للمسلم أن يلهج إلى الله -تعالى- بالدُّعاء الخالص على أن يعينه على الخشوع في الصَّلاة، وعلى تأديتها بشكلٍ صحيحٍ دون نقصٍ فيها، وأن يثبِّت قلبه على ذلك؛ لأنَّ قلب الإنسان يتقلَّب بين لحظةٍ وأُخرى، وهذا ما يجعله يتشتَّت ويلهو عن صلاته، فإذا دعا بذلك لا بدَّ أن يوقن من الإجابة، فإنّ الله قريب من عباده مجيبٌ لهم. [٨]
ترك التحرك والالتفات
إذا أراد المصلِّي أن تكون صلاته خاشعةً وجب عليه أن تسكن جوارحه، وأن يُقلِّل من الحركات التي ليست من أصل الصَّلاة ، كقضم الأظافر وحكِّ الرأس وما شابه؛ لأنَّ السكون الجسديَّ مدعاةٌ للخشوع، [٩] كما أنَّ كثرة الحركة في الصَّلاة قد تبطلها؛ لأنَّ المصلِّي ابتعد عن مقصد الصَّلاة الأساسيِّ وهو التَّذلُّل بين يدي الخالق. تذكّر الموت
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يوصي أصحابه إذا أقبلوا على الصَّلاة أن يُؤدُّوها وكأنَّها الصَّلاة الأخيرة، وهذا سببٌ لجعل المصلِّي يزداد في تدبُّره في صلاته وإقباله على خالقه؛ لأنّ شعور المصلّي بدنوّ الموت واليوم الآخر يبثُّ في نفسه الخوف فيصلِّي صلاته وكأنَّه يودِّع الدُّنيا فيها.
لذلك ينبغي للمسلمِ عندَ الصلاةِ أن لا يعبثَ بشيءٍ من جَسَدِهِ، وأن يستحضرَ أنَّهُ واقفٌ بينَ يَدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأن لا يُديرَ بَصَرَهُ يُمنةً ويُسرةً، وأن يتدبَّرَ القراءةَ والتَّسبيحَ والأذكارَ الواردةَ في الصلاةِ. ونسألُ اللهَ تعالى أن يُكرِمَنا بالخُشوعِ في الصلاةِ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.
لمشروع إسكان واحة الدمام فلل سكنية - YouTube
مشروع سكني الدمام تحتفي بأبناء الأسر
D مشروع واحة الدمام فيلا نموذج - YouTube
مشروع الواجهة السكني في الدمام - شركة الحاكمية للتطوير العقاري - YouTube