القرآن الكريم - طه 20: 132 Taha 20: 132
وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها - مجتمع رجيم
والآيات المقررة لهذا المعنى ليست قليلة،
فلا يلتبس الأمر عليك؛
فالمحظور إنما الانشغال بأسباب الرزق عن عبادة الله سبحانه،
وخاصة الصلاة،
إذ هي أكثر العبادات تكررًا في حياة المسلم،
فإذا قام الإنسان بالأسباب المتاحة فقد حصل المطلوب،
أما إن انشغل بالأسباب،
وشُغل بتحصيل الرزق،
وترك أو قصَّر فيما كُلِّفه من واجبات فقد وقع فيما هو محظور وممنوع. وإذ تقرر هذا،
كان معنى الآية: إذا أقمت الصلاة - في نفسك وأهلك
- وعملت بأسباب الرزق الميسرة دون تكلف،
أتاك الرزق من حيث لا تحتسب،
كما قال تعالى:
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ}...
(الطلاق:2-3). وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها. وعلى هذا، فلا عذر اليوم لمن قصَّر في إقام الصلاة في نفسه وأهله،
بدعوى طلب الرزق،
وتعدد مطالب الحياة،
بحيث تجد أحدهم يلهث صباح مساء لتأمين مطالب الحياة،
غافلاً أو متغافلا عن شؤون أبنائه،
ثم تكون النتيجة لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى، ولات ساعة مندم. وينفع في هذا المقام،
أن نذكر بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يقول الله تعالى:
(يا ابن آدم تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسدُّ فقرك،
وإن لم تفعل،
ملأت صدرك شغلاً، ولم أسدَّ فقرك)
رواه الترمذي و ابن ماجه وغيرهما.
لا نسألك رزقًا نحن نرزقك - موقع مقالات إسلام ويب
عن الموسوعة
نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته خطاب القرآن خطاب صدق وعدل،
وإخباره إخبار حق وفصل،
إذ هو الجد ليس بالهزل
{لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}... (فصلت:42)
{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا}... وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها - مجتمع رجيم. ( النساء:82). وحديثنا - في مقالنا هذا
- يدور حول آية مفتاحية من آيات الكتاب الكريم،
وهي قوله جلَّ وعلا:
والآية وإن جاءت خطابًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
إلا إنها خطاب لأمته من بعده؛
تأمر الأهل خاصة،
وولاة الأمور عامة،
بأمر مَنْ كان تحت ولايتهم وعهدهم بالصلاة،
إقامة لها ومحافظة عليها. والشريعة طافحة بالأدلة الحاثة على الصلاة إقامة وحفظًا،
إذ هي عمود الدين ودعامته،
فبإقامتها إقامة الدين،
وبالإعراض عنها فلا قائمة له. غير أن الأمر المهم في الآية توجيه الخطاب
إلى أولياء الأمور بتعهد أبنائهم
ومن كان تحت رعايتهم،
بإقامة الصلاة والمحافظة عليها،
تهيئة لهم إليها،
وتعويدًا عليها،
وفي الحديث الصحيح:
(مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر)
رواه أبو داود.
المسألة ليست سهلة كما ننطق بالآيات أو نكتبها أو نفسرها.. لماذا ليست سهلة؟ لأنها تتعلق بالنفس البشرية والإيمان.. هذا الإيمان الذي لو لم يتغلغل في تلك النفس، فلن ينفع معها أي وعظ أو تذكير، فيما العكس صحيح لا ريب.. لكن لماذا المسألة صعبة مرة أخرى؟ الإجابة بكل اختصار تكمن في أن النفس البشرية التي تتخاصم مع الإيمان ولا تدع المجال له ليدخل فيها ويستوطن، تجدها غاية في التعقيد وغاية في القسوة، وخاصة حين تأتي المسألة وفيها غيبيات أو مستقبليات. الإيمان حين يتمكن من النفس، فلا شيء يمكنه أن يوقف تلك النفس من تصور المستقبل وتمني خيراته، التي هي في عقيدتنا متمثلة في رضا الله ومن ثم دخول الجنة. لذلك يقال إن الغني الشكور أفضل عند الله من الفقير الصبور، لأن الغني حين يعتقد بخير المستقبل القادم والموجود عند الله ويتمناه، وأهمية العمل وإعداد العدة له، على الرغم مما هو عليه من ملهيات وآخذات النفس عن الآخرة، هو بكل تأكيد أقوى من ذاك الفقير الذي لا يجد أي سلوى أو خيار لحاله سوى الصبر وتمني آخرة طيبة أو ختام طيب. من هنا نجد أن الإيمان مهم في حياة أي منا، إذ بدونه لا يمكن تفسير أمور تقع أمامنا أو الاقتناع بها لأن المحسوسات غالبًا تكون قوية وذات تأثير كبير بالغ، اكثر من الغيبيات غير المحسوسة أو المادية مثل الباقيات الصالحات، التي بدون الإيمان الراسخ بالقلب، فلا يمكن أن تكون مقنعة..
المسألة بحاجة الى شيء من التأمل والتفكر، وأوقات الليل الأخيرة، هي من أجمل وأفضل تلكم الأوقات لمثل هذه التأملات وكل ما يمكن أن يحفز ويدعم الإيمان بالقلب، فهل نفعل؟
الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا - افضل كيف
ثم استدل القرطبي رحمة الله بحديث عائشه فالمرأة التي دخلت عليها و هي مسكينه و معها ابنتان لها، فاعطتها عائشه تمره كانت عندها، فقسمتها بين ابنتيها و لم تاكل منها شيئا، ثم اخبرت النبى صلى الله عليه و سلم، فامتدح ذلك الفعل و اخبر ان من عال هؤلاء البنات و ابتلى بشيء منهن فصبر فان الجنه ثوابه. وقال الالوسى رحمة الله فحديث به ان الباقيات الصالحات هن بعض الاذكار، قال: و هن الباقيات هذي الاذكار المفيد للحصر بعد التنصيص على ما لا عموم فيه، وايا ما كان فالباقيات صفه لمقدر كالعبارات او الاعمال، اي: الاعمال الباقيات الصالحات، او العبارات الباقيات الصالحات، فما هي الباقيات الصالحات الباقيات صفة، والموصوف محذوف تقديره: العبارات او الاعمال، وكذا تدخل اعمال فقراء المؤمنين الذين يدعون ربهم بالغداه و العشى يريدون و جهة دخولا اوليا، فان لهم من جميع نوع من نوعيات الخيرات الحظ الاوفر.
نادية عمارة :&Quot;الباقيات الصالحات&Quot; كلها بشارات
فضل الباقيات الصالحات:
ذكرت الأحاديث النبوية فضل الباقيات الصالحات العظيم في الدنيا والأخرة
منجيات يوم القيامة:
من فضل ذكر الباقيات الصالحات الفوز بالجنة والنجاه من النار للعبد يوم القيامة. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذُوا جُنَّتَكُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ حَضَرَ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ جُنَّتُكُمْ مِنَ النَّارِ قَوْلُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ (عند الحاكم: مُنْجِيَاتٍ وَمُقَدَّمَاتٍ)، وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ أخرج النسائي والحاكم وصححه. أحب الكلام إلي الله سبحانه وتعالي:
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَال: { أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْت}. [رَوَاهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه (14/98) (2137).
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الكهف - الآية 46
ذكر الله تعالى الباقيات الصالحات في كتابه الكريم ، و بين سبحانه و تعالى أن هذه الباقيات الصالحات خير عند الله من المال و البنون ، و أنها الأبقي ثواباً و الأكثر أجراً ، وأنها خير من الدنيا و زينتها. الباقيات الصالحات ما هي الباقيات الصالحات ؟ ورد ذكر الباقيات الصالحات في القرآن الكريم في موضعين من الكتاب: يقول الله تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [46- سورة الكهف]. و يقول تعالى {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا} [76 سورة مريم]. قالت طائفة من أهل العلم أن المراد بالباقيات الصالحات الصلوات الخمس ،و قالت طائفة أنها كل عمل صالح يقربك الى الله ، و كل طاعة هي من الباقيات الصالحات. أما جمهور العلماء فعلى ان الباقيات الصالحات هن الكلمات الخمس ("سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"). فضل الباقيات الصالحات عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوا جُنتكم» قلنا يا رسول الله من عدو قال: (لا… جُنتكم من النار قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنها يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات وهن الباقيات الصالحات).
والمعنى: اجْعَلْ غَنِيمَتَكَ خَمْسًا؛ قبل أنْ تَحُلَّ بك خمسٌ. فاغتنمْ وقتَ شبابِك، فاصرفه في طاعة الله؛ قبل أنْ يَحُلَّ بِكَ الكِبَرُ والهَرَم، فلا تقدر حينئِذٍ إلاَّ على اليسير من العمل. واغتنم العملَ الصَّالحَ في حال الصِّحة؛ قبل حصول الموانع من الأسقام والأمراض. وهكذا.. فهذه الخمسةُ لا تُعرف قيمتُها إلاَّ بعد زوالِها. عباد الله.. بين أيدينا أيامٌ مُعَظَّمَةٌ؛ هي أيام عشر ذي الحجة؛ يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ» صحيح - رواه البزار. ويقول عليه الصلاة والسلام: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ، وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ؛ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ» صحيح - رواه أحمد والبيهقي. وذِكْرُ اللهِ من أيْسَرِ العبادات، وأجَلِّها، وأفضَلِها عند المَلِكِ العَلاَّم، والذِّكر هو روح الأعمال الصالحة، فإذا خلا العملُ عن الذِّكر؛ كان كالجسد الذي لا رُوحَ فيه. وقد حَثَّ اللهُ تعالى عبادَه المؤمنين على كثرة ذِكْرِه، فقال سبحانه: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 10]؛ وقال تعالى: ﴿ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35].