تاريخ النشر: الثلاثاء 23 رمضان 1426 هـ - 25-10-2005 م
التقييم:
رقم الفتوى: 68579
44977
0
371
السؤال
ماهي أكثر صفة من صفات القرآن الكريم ورودا ولماذا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد جاء وصف القرآن الكريم في نصوص الوحي بأنه هدى ونور وشفاء ورحمة وموعظة وبشرى ومبارك وعزيز وكريم وبشير ومجيد ونذير.
- صفات القرآن
- بيان بعض صفات القران الكريم - اقرا
- صفات القرآن في القرآن
- أسماء القرآن, صفات القرآن, أسماء وصفات القرآن
- أشد الناس بلاء الأنبياء
صفات القرآن
المنذر للناس والمبشر لهم، فهو الرحمة والهداية: فكتاب الله العزيز عبارة عن بشري ورحمة لكل الناس، فقد آتى القرآن الكريم بالهداية لكل البشر وإنذارهم بالابتعاد عن الشرك بالله وعبادته جل جلاله فقط الفرد الصمد دون أحدٍ سواه، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام الآية رقم 19 "قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ۚ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ ۚ قُل لَّا أَشْهَدُ ۚ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ". فيما أوضح المولى تبارك وتعالى أن القرآن أُنزل رحمة للأقوام في سورة العنكبوت الآية رقم 51 فقال تعالى: "أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" صدق الله العظيم. صفات القرآن الكريم ومعانيها
القرآن الكريم كتاب التلاوة والتدبر والتذكر: يتم وصف كتاب الله العزيز بهذه الصفات نسبة إلى أمر الله تعالى للعباد أن يتأملوا في خلقه، ولا سيما أنه يُعتبر الدليل لمن يرُيد التحقق والاستدلال لأي شئ، وبعد ذلك له حرية الاختيار في أن يهتدي به ويتبعه أو يبتعد عنه فهو المسئول عن قراره.
بيان بعض صفات القران الكريم - اقرا
وقوله: ﴿ الر كِتَابٌ اُحْكِمَتَ ايَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ هود: 01. أسماء القرآن, صفات القرآن, أسماء وصفات القرآن. كتاب لإنذار الناس وتبشيرهم، وهو الهداية والرحمة
مما وصف الله به كتابه الكريم أنه بشری وهداية ورحمة الناس، في أمر وحث منه سبحانه ليأخذوه بقوة، ويقين على أنه الأولى في الاتباع، لا اتباع سواه مما يناقضه، ومن تلكم الآيات في ذلك، الآتي:
قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ قُل لَّا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴾ الأنعام: 19. وقوله: ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ العنكبوت: 51. كتاب تلاوة وتدبر وتذكر
إن مما أخبر الله به عن كتابه الكريم، من أنه كتاب جاء ليُتدبر، في أمر من الله لعباده لئن يتدبروه ويتأملوا ما يراد منه، وبعد تدبرهم؛ لهم الخيار بعد ذلك في الاتباع له أو الابتعاد عنه، فهو ليس وظيفته سحب الناس سحبا إلى ما يدعو إليه من حق و خير، وإنما هو دليل لمن يريد الاستدلال، فلم يرشدهم سبحانه في كتابه إلى كتاب غيره كما أرشدهم إليه، بل شنع على من يحيدون عنه، ومن تلكم الآيات الواردة في ذلك المعني بإجمال؛ الآتي:
قوله تعالى: ﴿ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴾ النمل: 92.
صفات القرآن في القرآن
أمة القرآن إن كتاباً هذه صفته حري بأن يتعرف عليه الألباء ويتأمله ويتدبره الحكماء والعلماء وأن يستمسك به كل راغب في النجاة وخير ما يعين على ذلك ما ذكره الله - سبحانه - له من الأوصاف والأسماء التي تعرف بمهمته ودوره ورسالته فإليك بارك الله فيك بعض هذه الأوصاف والأسماء. فمن تلك الأوصاف أن هذا الكتاب ( مما ذكره الله - تعالى- في وصف كتابه) روح قال - تعالى -: ( وَكَذَلِكَ أَوحَينَا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنَا مَا كُنتَ تَدرِي مَا الكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ) ( 2) فهو روح يحيي به الله من يشاء من عباده ( الأفراد والأمم والجماعات) فكم ميت لا روح فيه ولا حياة أحياه الله - تعالى -بروح الكتاب قال - تعالى -: ( أَوَمَن كَانَ مَيتاً فَأَحيَينَاهُ وَجَعَلنَا لَهُ نُوراً يَمشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَثَلُهُ فِي الظٌّلُمَاتِ لَيسَ بِخَارِجٍ, مِنهَا) ( 3). أيها المؤمنون إن الحياة بروح هذا الكتاب هي أسعد وأكمل وألذ أصناف الحياة قال - تعالى -: ( مَن عَمِلَ صَالِحاً مِن ذَكَرٍ, أَو أُنثَى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ) ( 4) فالحياة بغير هذه الروح مهما توفرت فيها أسباب المتع والراحة الأرضية المادية إن لم تدب فيها روح القرآن وحياة الفرقان فهي أتعس وأنكد وأضيق حياة قال الله - تعالى -: ( وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيَامَةِ أَعمَى) ( 5).
أسماء القرآن, صفات القرآن, أسماء وصفات القرآن
• أنها ما أمرت بشيء، إلا هو خالص المصلحة، أو راجحها، ولا نهت عن شيء، إلا وهو خالص المفسدة، أو راجحها، وكثيرا ما يجمع بين الأمر بالشيء، مع ذكر حكمته وفائدته، والنهي عن الشيء مع ذكر مضرته. • أنها جمعت بين الترغيب والترهيب، والوعظ البليغ، الذي تعتدل به النفوس الخيرة، وتحتكم فتعمل بالجزم. • أنك تجد آياتها المتكررة كالقصص والأحكام ونحوها، قد اتفقت كلها وتواطأت فليس فيها تناقض ولا اختلاف. وأنى للباطل أن يدخل على هذا الكتاب الحكيم، وهو تنزيل من حكيم حميد، والحكمة ظاهرة في بنائه، وتوجيهه، وطريقة نزوله، وفي علاجه للقلب البشري من أقصر طريق. صفات القران . 2- العزيز:
قال الله تعالى في وصف القرآن: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز﴾[فُصِّلَت:41] أي يصعب مناله ووجود مثله. والعزيز: النفيس، وأصله من العزة، وهي المنعة؛ لأن الشيء النفيس يدافع عنه ويحمى عن النبذ، ومثل ذلك يكون عزيزا، والعزيز أيضا: الذي يغلب ولا يغلب، وكذلك حجج القرآن. ووصف تعالى الكتاب بالعزة؛ لأنه بصحة معانيه ممتنع الطعن فيه، والإزراء عليه، وهو محفوظ من الله تعالى، وجميع أقوال المفسرين بأنه (عزيز) ما يلي:
• منيع من الشيطان لا يجدُ إليه سبيلاً، ولا يستطيع أن يغيره، أو يزيد فيه أو ينقص منه.
كنت كلما أتيت على قوله: "فبأي آلاء ربكما تكذبان" (الرحمن: 13)، قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد" (رواه الترمذي). أ. د. قصي الحسين
وقال تعالى: ( وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما
أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله
من قبل إن كنتم مؤمنين) البقرة/91. وقال تعالى: ( فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات
والزبر والكتاب المنير) آل عمران/184. وقال تعالى: ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون
أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين)
الصف/5. وقال تعالى: ( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن
خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله
لهم عذاب أليم) التوبة/61. وابتلي إبراهيم عليه السلام بمعاداة أبيه وقومه له ، وبالإلقاء
في النار. أشد الناس بلاء هم. قال الله تعالى: ( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ
إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى
إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمْ الأَخْسَرِينَ)
الأنبياء/68-70. وابتلي بالأمر بذبح ابنه إسماعيل
( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي
أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ
افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ *
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ
* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا
لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)
الصافات/102-107.
أشد الناس بلاء الأنبياء
فالجواب:
إن البلاء يشمل الابتلاء بالسراء والضراء،
كما يشمل الابتلاء بالحروب والفتن والاضطرابات،
وتسلّط الأعداء على المسلمين بأي وسيلة كانت،
كما يشمل الابتلاء بتولي المسؤوليات،
ولاسيما العظيمة منها، كما يشمل الابتلاء
بكثرة الفرق والبدع والضلالات، وكثرة الشهوات والفجور، وانتشار
الفساد في الأرض ونحو ذلك، وهذا أولاً. أشد الناس بلاء. ثانياً: إن الصديق-رضي الله عنه وأرضاه-
هو أفضل الأمة وأعلمها وأشدها بلاءً بعد رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
ويكفي من ذلك ما حصل له
مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- في أول البعثة،
ومن ذلك ما حصل لهما في الغار،
ومطاردة المشركين لهما، وهو في ظني أعظم
مما حصل لعمر وعثمان وعلي – رضي الله عنهم- من البلاء،
ومن ذلك أيضاً موقفه العظيم بعد موت النبي –صلى الله عليه وسلم-
فقد صبر واحتسب ثم اتخذ القرار الصحيح كما
في خطبته الشهيرة، كما اتخذه مرة أخرى في حروبه
مع أهل الردة وموقفه العظيم في هذا الشأن
الذي نصر الله به الإسلام والمسلمين. قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:
(إن موت النبي –صلى الله عليه وسلم- من أعظم الأسباب
التي أفتتن بها خلق كثير من الناس، وارتدوا عن الإسلام،
فأقام الله –تعالى- الصديق –رضي الله عنه-
حتى ثبت الله به الإيمان، وأعاد به الأمر إلى ما كان.. )
ا.
وفي الحديثِ: أنَّ البلايا والمصائِبَ كَفَّاراتٌ للذُّنوبِ والخَطايا. وفيه: بَيانُ أنَّ الابتِلاءَ مِن شأنِ الصَّالحين.