والإنفاق في سبيل الله هو في الحقيقة حفظ للمال وزيادة له وليس نقصاناً له واتلافاً كما قد يظن البعض لقوله تعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ:39] ولقوله: { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً} [متفق عليه]. والإنفاق في سبيل الله جهاد عظيم قدمه الله على الجهاد النفسي في القرآن ما يقارب 9 مرات وذلك لأهميته العظمى. والمال لا تظهر فائدته إلا بالإنفاق في المصالح النافعة، أما كنزه وجمعه وعدّه فهو قتل له، وحرمان لثمراته من أن تظهر ولخيراته من أن تزهر، ولطاقاته من أن تتحرك وتنتج، والممسكون معطلون ومتلفون، ومحرومون وجمّاعون لغيرهم. ما معنى الحديث ” اللهم أعط كل منفق خلفا، وأعط كل ممسك تلفا ” وأحياناً ادخر بعض المال فهل اعتبر من الممسكين ؟ – موقع الشيخ د. عقيل المقطري. روى البخاري ومسلم عن أبي ذر قال: انتهيت إلى النبي وهو جالس في ظل الكعبة فلما رآني قال: { هم الأخسرون ورب الكعبة} ، فقلت: فداك أبي وأمي من هم؟ قال: { هم الأكثرون أموالاً إلا من قال هكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، وقليل ما هم}. ورأى الأحنف بن قيس في يد رجل درهماً، فقال: ( لمن هذا؟) قال: لي، قال: ( ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو اكتساب شكر)، وتمثل بقول الشاعر: أنت للمال إذا أمسكته *** وإذا أنفقته فالمال لك يقول ابن القيّم رحمه الله في شأن الصدقة: ( إن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع البلاء حتى ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر، فإن الله يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء) أهـ.
189 من حديث: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان،..)
وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أنفَقَ الرجُلُ على أهله نفقةً يَحتسِبُها، فهي له صدقة))؛ متفق عليه. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرءِ إثمًا أن يُضيِّعَ مَن يقُوتُ))؛ حديث صحيح رواه أبو داود وغيره. ورواه مسلم في صحيحه بمعناه قال: ((كفى بالمرء إثمًا أن يَحبِسَ عمَّن يَملِكُ قُوتَه)). وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما مِن يومٍ يُصبِحُ العبادُ فيه إلا ملَكانِ يَنزِلانِ، فيقول أحدُهما: اللهم أَعطِ مُنفِقًا خلَفًا، ويقول الآخر: اللهم أَعطِ ممسكًا تلفًا))؛ متفق عليه. وعنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اليدُ العليا خيرٌ من اليد السفلى، وابدَأْ بمَن تعُول، وخيرُ الصدقة ما كان عن ظهر غِنًى، ومَن يَستعفِفْ يُعِفَّهُ الله، ومَن يَستغنِ يُغنِهِ الله))؛ رواه البخاري. اللهم اعط منفقا خلفا واعط ممسكا تلفا. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذه الأحاديث التي ذكَرَها المؤلِّف رحمه الله تعالى في باب النفقة على الأهل، كلُّها تدل على فضيلة الإنفاق على الأهل، وأنه أفضل من الإنفاق في سبيل الله، وأفضل من الإنفاق في الرِّقاب، وأفضل من الإنفاق على المساكين؛ وذلك لأن الأهل ممن ألزَمَك اللهُ بهم، وأوجَبَ عليك نفَقَتَهم، فالإنفاق عليهم فرضُ عين، والإنفاق على من سواهم فرضُ كفاية، وفرضُ العين أفضلُ من فرض الكفاية.
ما معنى الحديث ” اللهم أعط كل منفق خلفا، وأعط كل ممسك تلفا ” وأحياناً ادخر بعض المال فهل اعتبر من الممسكين ؟ – موقع الشيخ د. عقيل المقطري
فينبغي للمسلم أن ينفق ويتصدق ولا يمسك عن الإنفاق والبذل، وليحرص على أن يكون عمله هذا خالصاً لوجه الله تعالى لا رياءً ولا سمعةً أو طمعاً بمنافع دنيوية من سمعة وثناء، وأن لا يُتبع نفقته بالمن والأذى لمن أعطاه وتصدق عليه. حديث «ما من يوم يصبح العباد فيه..» ، «اليد العليا خير من اليد السفلى..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. لأن الإنسان لا ينفق لأحد إنما ينفق لنفسه هو، فمن يبخل فإنما يبخل على نفسه وإن أنفق فعلى نفسه وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء [محمد:38] ولا يمسسك الإنسان ويبخل خشية الفقر فإن الله تعالى قد تكفل لمن أنفق في سبيله بالخلف. يقول تعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ:39] ويقول: { ما نقصت صدقة من مال. بل تزده. بل تزده} [رواه مسلم].
حديث «ما من يوم يصبح العباد فيه..» ، «اليد العليا خير من اليد السفلى..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
أما بعدُ: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]. أيها الإخوة: بذلُ المنفقين، وإحسانُ المحسنين وسيلة من وسائل الرضوان لرب العالَمين، وعامِل لتحقيق وَعْد الرب الكريم، بالخلف على المنفقين، ومحبته للمحسنين، قال تعالى: ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)[سبأ: 39]، وقال تعالى: ( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[البقرة: 195]. ولقد ذكر الله المتقين في القرآن العظيم بكريم صفاتهم، وجليل أفعالهم، وأوضح عظيم جزائهم، فقال: ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ)[الذاريات: 15-16]. والعري والجوع أخوانِ، بل لقد يستر الفقيرُ جوعَه عن الناس، ولكنه لا يتمكَّن من ستر ثيابه البالية، وإن الشتاء قد مدَّ رواقه، والشتاء يُرهق الكاسِب، ويفتِن الكاسدَ، فالكاسب تتضاعف عليه النفقة في الشتاء، فكيف بالكاسد المعدَم؟! 189 من حديث: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان،..). وكم من المعدَمين في ثياب المتعفِّفين. فهذه أرملة تضم أيتامًا لا عائل لهم، ولا تستطيع الكسب فتنفق عليهم، وهذا شيخ كبير قد وهَن منه العظمُ، ليس لديه مال يستعين به في هرمه، ولا يستطيع حرفةً تدرُّ عليه ما يسد حاجتَه.
إن التفريغ المستمر لكوادر مستشفى تربة العام من قبل الشؤون الصحية بالطائف، إضافة إلى المبنى الذي يكتظ بالمراجعين نهاراً يجعل منّا نسأل الشؤون الصحية بالطائف "ما تفكرون توسعون المستشفى"؟
تتوالى الكوادر الإدارية على المستشفى مديراً تلو الآخر وهذا ليس دليلاً إلا على الموقف البائس الذي عاشوه خلال إدارتهم بين مطالبات المواطنين وعدم استجابة الشؤون الصحية بالطائف لإحتياجات المستشفى وجودة الخدمات المقدمة فيه. وهناك أمر آخر لماذا لا يتمّ تفعيل دور المراكز الصحية الإحدى عشر في المحافظة وزيادة كادرها وتمديد الدوام مساءً لتخفف الضغط عن طوارئ المستشفى المزدحم والعمل فيها كذلك بنظام العمل الممتد! ؟
ثم إن تأخر لقاحات كورونا عن مستشفى تربة وإرتحال مواطني تربة شيبًا وشبانًا إلى أقرب مراكز منطقة الباحة لأخذ اللقاحات يجعلنا نسأل الشؤون الصحية بالطائف رغم المبررات التي تذرعوا بها والتي لا تعفيهم " وضع أهالي تربة الصحي إلى أين؟"! وثالثة الأثافي قطع الكهرباء عن مركز العلبة لمدة بسبب عدم تسديد فاتورة الكهرباء! ؟
ثم إن التبرع الذي قام بها أحد رجالات تربة الاوفياء لمركز الفشل الكلوي يجعلنا نسأل ماهو وضع مركز الفشل الكلوي قبل التبرع ؟ هل تريدونا أن نتحدث عن المرضى وغسيلهم المتكرر في مستشفيات قيا والخرمة.
وفي الحديث الآخر:
حديث أبي هريرة وهو الحديث الأخير في هذا الباب، أن النبي ﷺ قال: اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله ، رواه البخاري
والمشهور من كلام أهل العلم وهو الذي لا ينبغي العدول عنه أن المقصود باليد العليا: اليد المعطية، خير من اليد السفلى وهي اليد السائلة، اليد الآخذة، وذلك أن المعطِي محسن ومتصدق فهو ليس كالآخذ والسائل.
إن إكرام الضيف كانت سنة إبراهيم الخليل (عليه السلام) فقد كان يحب الضيف، يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾ ، والذين جاءوا لا يعرفهم، لأنهم كانوا ملائكة على شكل بشر، ﴿فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً﴾ لا يعرفهم ومع ذلك يكرمهم!.. عبارات عن اكرام الضيف قصة عشق. وفي إحدى المرات رُئي أمير المؤمنين حزيناً، فقيل: له: مِمّ حزنُك؟.. قال: (لسبعٍ أتت لم يضف إلينا ضيف)!.. ولهذا فإن من بركات الذهاب إلى المساجد دعوة المؤمنين، ما المانع أن يأتي الإنسان إلى المسجد ويتصفح وجوه الأخوان، ويدعو إلى منزله من يرتاح إليه؟!.. و ﴿أَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى﴾ ، هو عليه أن يوجه الدعوة، وإن لم يلبِّ الطرف الآخر الدعوة لظرف وغيره، فإنه يكتب في ديوانه: إكرام الضيف؛ وهو مأجور على ذلك!..
عبارات عن اكرام الضيف قصة عشق
وكرام الناس وسادتهم يقضون هذا الحق، فيقبلون على ضيوفهم، ويرفعون من قدرهم، ويُعلون من منزلتهم، والتقربُ تجمُّلُ الحديث، والبسطُ ، والتأنيسُ ، والتلقّي بالبشر من حقوق القِرَى ، ومن تمام الإكرام. وقالوا: "من تمام الضيافة الطلاقة عند أوَّلِ وهْلَةٍ، وإطالةُ الحديث عند المأكلة".
عبارات عن اكرام الضيف للسنه الثانيه متوسط
وكثيرًا ما نرى فقراء يقتلهم البرد والجوع، فلا أغطية تحميهم من برد الشتاء ولا طعامًا يسد جوعتهم، وما أحسن ذلك الرجل الذي يأخذ مما رزقه الله له حتى يهديه إلى فقير يحتاج إليه. المراجع ↑ سورة الإنسان، آية:8 12
↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2312، خلاصة حكم المحدث صحيح.
وقال لها أحضري صبيانك وقطّعي من لحم الفرس واشويه وأطعميهم، ووقد أصاب البلاد قحطٌ في تلك الفترة، فسنّ سكينه وذبح فرسه وأوقد النار، ومن ثم أيقظ أطفاله الذين ناموا وهم يشعرون بالجوعٍ الشديد ودعاهم لتناول الطعام مع والدتهم، أبى إلّا أن يطعم جياع القبيلة، فأيقظهم وقادهم نحو الفرس حتى جاء الصباح وما على الفرس إلا العظم.