وقيل: المعنى إذا شربوا هذا الرحيق ففني ما في الكأس ، انختم ذلك بخاتم المسك. وكان ابن مسعود يقول: يجدون عاقبتها طعم المسك. ونحوه عن سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي قالا: ختامه آخر طعمه. وهو حسن; لأن سبيل الأشربة أن يكون الكدر في آخرها ، فوصف شراب أهل الجنة بأن رائحة آخره رائحة المسك. وعن مسروق عن عبد الله قال: المختوم الممزوج. وقيل: مختوم أي ختمت ومنعت عن أن يمسها ماس إلى أن يفك ختامها الأبرار. وقرأ علي وعلقمة وشقيق والضحاك وطاوس والكسائي ( خاتمه) بفتح الخاء والتاء وألف بينهما. قاله علقمة: أما رأيت المرأة تقول للعطار: اجعل خاتمه مسكا ، تريد آخره. والخاتم والختام متقاربان في المعنى ، إلا أن الخاتم الاسم ، والختام المصدر; قاله الفراء. وفي الصحاح: والختام: الطين الذي يختم به. ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. وكذا قال مجاهد وابن زيد: ختم إناؤه بالمسك بدلا من الطين. حكاه المهدوي. وقال الفرزدق:وبت أفض أغلاق الختاموقال الأعشى:وأبرزها وعليها ختمأي عليها طينة مختومة; مثل نفض بمعنى منفوض ، وقبض بمعنى مقبوض. وذكر ابن المبارك وابن وهب ، واللفظ لابن وهب ، عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى: ختامه مسك: خلطه ، ليس بخاتم يختم ، ألا ترى إلى قول المرأة من نسائكم: إن خلطه من الطيب كذا وكذا.
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون - ووردز
يقال: نافسته أي سابقته سباقاً بلغ بي النفس، والمنافسة في الخير هي المسابقة إلى طاعة الله عز وجل وإلى ما يرضي الله سبحانه وتعالى، والبعد عما يسخط الله.
ا ه. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون - ووردز. وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن ( 185) مختوم: له ختام. وقوله: ( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) يقول تعالى ذكره: وفي هذا النعيم الذي وصف جل ثناؤه أنه أعطى هؤلاء الأبرار في القيامة، فليتنافس المتنافسون. والتنافس: أن يَنفِس الرجل على الرجل بالشيء يكون له، ويتمنى أن يكون له دونه، وهو مأخوذ من الشيء النفيس، وهو الذي تحرص عليه نفوس الناس، وتطلبه وتشتهيه، وكان معناه في ذلك. فليجدّ الناس فيه، وإليه فليستبقوا في طلبه، ولتحرص عليه نفوسهم.
الإنسان يولد ضعيفاً عاجزاً كل العجز عن تدبير أموره بنفسه. يحتاج إلى من يطعمه ويوفّر له الدفء والرعاية بكل أشكالها لسنين كثيرة بعد ولادته. وخلال فترة نموّه، وحتى بلوغه مرحلة من العمر يستطيع عندها الاعتماد كلياً على نفسه ويستقل فيها عن أهله، يستمر أهله على الاهتمام به وتقديم ما هو أكثر أهمية له من الطعام واللباس، ألا وهو النصح والإرشاد. لا بل غالباً ما يستمر الأهل على إرشاد أبنائهم حتى بعد أن يكبروا ويصبحوا هم أنفسهم آباءً وأمهات. طبعاً، نحن نتحدث هنا عن أهل صالحين يحبون أولادهم ولا يرجون لهم إلا الخير، ومعظم الأهل هم بالتأكيد كذلك. ولأنّ هذا الأمر حقيقة لا يختلف فيها إثنان، فإنه لم يكن ليخطر بفكري أن أكتب عنه لو لم أجد نفسي مدفوعاً إلى ذلك دفعاً وأنا أقرأ بعض آياتٍ من القرآن تتحدث عن الهدى. ما معنى إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء.؟. تقول إحدى هذه الآيات، "إنّ الله يضلُّ من يشاء ويهدي من يشاء... " (1) توقفت عند هذه الآية متسائلاً وعاجزاً عن معرفة الحكمة وراءها: هذا الله الذي خلق الناس من نفسٍ واحدة كما تقول آية قرآنية أخرى "هو الذي أنشأكم من نفسٍ واحدةٍ... " (2) ، لماذا يميّز بين خلقه هذا التمييز الغريب فيضلّ بعضهم بينما يهدي البعض الآخر؟ أما ما يحيّر الألباب أكثر من ذلك، فهو حكمه على الذين يضلّهم بأن يبقوا كل حياتهم ضالين لا يجدون من يهديهم لأنه لا يسمح لأحد بأن يهديهم: "ومن يُضلل اللهُ فما له من هادٍ! "
ما معنى إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء.؟
السؤال:
تستفسر عن الآية الكريمة سماحة الشيخ في قوله تعالى: يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ [النحل:93]؟
الجواب:
على ظاهرها، هو الذي يهدي من يشاء الهداية بيده -جل وعلا- يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ليست بيد العبد، العبد ليس بيده إلا دعاء الله، والضراعة إليه، والعمل بطاعته، والجد في الطاعة، والله الموفق، يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، له الحكمة البالغة . ولكن العبد يسأل ربه الهداية، كما قال -جل وعلا- في سورة الفاتحة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6] والله يقول -جل وعلا-: كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم هكذا جاء في الحديث الصحيح القدسي، فالمؤمن، والعبد يسأل ربه الهداية، والتوفيق، والصلاح، ويحرص على أسباب الخير، ويصحب الأخيار.. هكذا، ويسأل ربه الهداية، ربنا هو الذي يهدي من يشاء. تفسير الآية: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ. نعم. المقدم: أحسن الله إليكم. فتاوى ذات صلة
تفسير الآية: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ
إغلاق الإعلان وسيلة دعم للموقع عند الضغط عليه ومحتواه عشوائي لا يمثلنا عربي - نصوص الآيات عثماني: عربى - نصوص الآيات: لقد أنزلنا آيات مبينات ۚ والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم عربى - التفسير الميسر: لقد أنزلنا في القرآن علامات واضحات مرشدات إلى الحق. والله يهدي ويوفق مَن يشاء مِن عباده إلى الطريق المستقيم، وهو الإسلام.
وقال النسفي في تفسيره: ﴿ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ لا تَقْدِرُ أنْ تُدْخِلَ في الإسلامِ كلَّ مَن أَحْبَبتَ أن يَدْخُلَ فِيه – أي في الإسلام - مِن قَومِك وغَيرِهم. فالنبيّ لا يُحبُّ الكافِرِين ، وقد قال الله تعالى في كِتابه الـمُبين: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ سورة ءال عِمران 32، وقال تعالى: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ سورة الروم 45.