يعصي ابن آدم ربه، فإن كان لديه بقيةٌ من خوف ووجل ظل يتربص بنفسه زمانًا ينتظر حلول العقوبة المعجلة، وربما لا يرى شيئًا، وإنما ستر الله وعافيته، ونعم تتوالي، وفضل ينهمر. فيغره ذلك فيعاود الذنب مرةً تلو أخرى. احصاه الله ونسوه - عالم حواء. ومع طول الأمد ينسى الذنوب القديمة، ويظن أن صفحتها قد طويت، وأنه غير معاقب عليها، فلا يجدد توبة أو إنابة لربه. وياله من مسكين ٍغافل! فهذا الذي نسيه قد أحصاه الله (أحصاه الله ونسوه) وكل شيء عنده سبحانه مسطورٌ ومكتوب (وكل صغيرٍ وكبيرٍ مستطر) وسوف تحدث الصدمة المزلزلة حينما يرى الجميع كتابه لم يترك شاردةً ولا واردة، ولا صغيرةً ولا كبيرة إلا أحصاها. { وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ولا يظلم ربك أحدًا}
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
3
0
1, 468
- احصاه الله ونسوه - عالم حواء
- أحصاه الله ونسوه | نواحي
- قاله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} إلى حديث «من نفس عن مؤمن كربة..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
احصاه الله ونسوه - عالم حواء
أبشري، وبشِّري أهليهم: أنَّ قتلاهم قد ترافقوا في الجنَّة جميعاً – وهم اثنا عشر رجلاً – وقد شُفِّعوا في أهليهم. قالت: رضينا يا رسول الله! ومن يبكي عليهم بعد هذا؟! ثمَّ قالت: ادعُ يا رسولَ الله! لمن خُلِّفوا. فقال رسول الله(ﷺ): " اللّهُمَّ أذهب حُـزن قلوبهم، واجْبُـرْ مصيبتهم، وأحسن الخَلَفَ على من خُلِّفُوا". [مغازي الواقدي (1/315 – 316)].
أحصاه الله ونسوه | نواحي
بسم
الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على أشرف
المرسلين. وبعد:
أقدم للقارئ
الكريم الجزء السادس من سلسلة أين نحن من
هؤلاء؟ تحت عنوان:
" أحصاه
الله ونسوه "
الذي
يتحدث عن آفات اللسان ومزالقه. وقد بدأت
بمداخل عن اللسان وعظم أمره، ثم آفة الغيبة
وأتبعتها النميمة والكذب والاستهزاء. وهي أمراض
خبيثة تسري في جسد الأمة فتحصد الحسنات
وتجلب السيئات وتضيع الأوقات..
بزلة
واحدة تهدم الأسر وتفرق الأحبة وتقطع
الأرحام..
وبكلمة
واحدة ربما يهوى بها صاحبها في النار
سبعين خريف ً ا. وقد ساعد على
تفشي هذه الآفات في المجتمع قلة الوازع
الديني ،
وتيسر أسباب المعيشة وكثرة أوقات الفراغ،
كما أن لسهولة الاتصالات الهاتفية سهم
في ذلك. حفظ الله
ألسنتنا ونزه أسماعنا عن كل ما يعيب. أحصاه الله ونسوه | نواحي. وجعل أعمالنا
خالصة لوجهه الكريم. عبد الملك
بن محمد بن عبد الرحمن القاسم.
كم من حصاد نحصده بألسنتنا كل يوم؟ إن ملاك أمرنا كله أن نكف ألسنتنا عمّا لا فائدة فيه ينبغي علينا أن نحذر من كلماتنا فلربما كلمة لا نلقي لها بالاً، تهوي بنا في جهنم سبعين خريفاً، فالشيء تراه العين, وتسمعه الأذن, ويستقر في القلب, ويتكلم به الفم، فإذا خرجت الكلمة إما أن تكون لك أو عليك، فإما خير أو شر أو حسرة وندامة عليك يوم القيامة. ربما خضنا في حديث رأيناه أمراً بسيطاً، لكنه عند الله تعالى عظيم (وَتَحْسَبُونَه هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) [النور: 15. لذلك علينا أن نعمل بنصيحة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل عندما قال له: ((أمسك عليك هذا)) يقصد لسانه. روى الإمام أحمد والترمذي عن بلال بن الحارث -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله وعليه وسلم-: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله –عز وجل- له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها عليه سخطه إلى يوم القيامة)). لذلك ينبغي علينا ألا نخوض في باطل، وأن نعرض عن كل لغو، وهي صفة امتدح بها الله عباده المؤمنين، قال الله تعالى: (قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون) [المؤمنون:1-3].
وذكر حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله ﷺ قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة [1]. من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته: وهذا هو الشاهد من إيراد هذا الحديث في هذا الباب، من كان في حاجة أخيه أي: يقضي حوائج الناس، ويقوم على شؤونهم، ويتعاهد هؤلاء الناس، فإن عرضت لهم حاجة قام بها، قال: كان الله في حاجته ، لأن الجزاء من جنس العمل، قال: ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ، وقد سبق الكلام على ما تضمنته هذه الألفاظ من المعاني. ثم ذكر حديث أبي هريرة أيضاً عن النبي ﷺ أنه قال: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده.
قاله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} إلى حديث «من نفس عن مؤمن كربة..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
ومما يشهد لقوله صلى الله عليه وسلم (ومن سترَ مُسلِمًا سترهُ اللهُ في الدنيا والآخرة) ما روي عن بعض السلف أنه قال أدركتُ قومًا لم يكن لهم عيوبٌ فذكروا عيوب الناس فذكر الناس لهم عيوبًا وأدركتُ قومًا كانت لهم عيوب فكفّوا عن عيوب الناس فنسينَا عيوبـهم، أو كما قال. وأخرجَ ابن ماجه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيهِ المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيتهِ).
( قوله فيخرج من النار أي لأنه مسلم)
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخ طبة الثانية ( من نفس عن مؤمن كربة)
وقولهُ عليه السلام: ( كُربةً من كُرَبِ يوم القيامة): ذلكَ لأنَّ كرب الدنيا بالنسبةِ إلى كُرب الآخرةِ لا شيءٍ، ففي البخاريّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يعرقُ الناسُ يومَ القيامة حتى يذهبَ عرقُهُم في الأرضِ سبعينَ ذراعًا، ويُلجِمُهم حتى يبلغَ ءاذانَهُم). وفي مسلمٍ عن المقدادِ بن الأسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تُدْنى الشمسُ يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميلِ فيكون الناس على قدرِ أعمالهم في العرَقِ فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيهِ ومنهم من يكون إلى حَقْوَيهِ ومنهم من يلجمهُ العرقُ إلجامًا " اهـ. قال وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فِـيهِ. وأيضا قوله: ( من نفس عن مؤمن كربة) ، فهذا فيه إطلاق، يعني: أي كربة من كرب الدنيا، فيدخل في ذلك الكرب النفسية والكرب العملية، وما يدخل في تنفيسه في الكلمة الطيبة، وما يدخل تنفيسه في المال، وما يدخل تنفيسه في بذل الجاه، فتنفيس الكربة عام إلى آخره. والكرب هنا -أيضا- عامة، فمن نفس عن مؤمن كربة بأن يسر له السبيل إلى التخلص منها، أو خفف عليه من وطأة الكربة والشدة والضيق الذي أصابه، كان جزاؤه عند الله -جل وعلا- من جنس عمله لكن في يوم هو أحوج إلى هذا التنفيس من الدنيا؛ ولهذا كان الثواب في الآخرة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ).