تفسير: (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما)
♦ الآية: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: النساء (165). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ رسلاً مبشرين ﴾؛ أَيْ: بالثَّواب على الطَّاعة ﴿ ومنذرين ﴾ بالعقاب على المعصية ﴿ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرسل ﴾ فيقولوا: ما أرسلت إلينا رسولاً يعلّمنا دينك فبعثنا الرُّسل قطعاً لعذرهم.
إرسال الرسل مبشرين ومنذرين
السؤال: ما تفسير قول الله تعالى: { وما كنا
معذبين حتى نبعث رسولاً}؟
الإجابة: الله تعالى أخبر أنه لا يمكن أن يعذب عباده قبل إقامة الحجة عليهم،
فإنه سبحانه وتعالى هو الحكم العدل الذي لا يظلم الناس شيئاً، ولكن
الناس أنفسهم يظلمون، فمن لم تقم عليه الحجة لا يعذب، وعلى هذا فمن
حكمة بعثة الرسل إقامة الحجة على الناس، كما قال الله تعالى: { رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله
حجة بعد الرسل}، فأهل الفترة بين الرسل الذين لم يبلغهم من
الرسالة السابقة ما يكفي لإقامة الحجة يمتحنون يوم القيامة ، فمن آمن
منهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق به نجا، ومن كذبه ولم يؤمن
به عُذِّب. تفسير قوله تعالى: (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما). ولذلك فلا اختلاف ولا تعارض بين بعض النصوص التي ورد فيها أن بعضهم من
أهل النار وبين هذه الآية: { وما كنا
معذبين حتى نبعث رسولاً}، ووجه الجمع من وجهين، الأول أنهم
بلغهم من ملة إبراهيم وإسماعيل ما يكفي لإقامة الحجة عليهم، أو أنهم
علم الله أنهم سيرسبون في الامتحان ولن يجيبوا بالاستقامة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت. محمد الحسن الددو الشنقيطي
أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في
موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.
في فلسفة القرآن الكريم
شكرا لدعمكم
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
تفسير قوله تعالى: (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما)
الجواب الأخ هيثم المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا فهم خاطئ للآية أيّها الأخ العزيز، وذلك: أوّلاً: إنّ الله تعالى يتكلّم عن إرساله الرسل إلى الناس مبشّرين ومنذرين لهم، لئلا يحتجّ الناس على الله يوم القيامة بأنّه تعالى لم يخبرهم ولم ينبّههم، ولم يعلموا ما يريد تعالى منهم، فقطع تعالى عذرهم واعتذارهم. ثانياً: وكذلك فإنّ الله تعالى أتمّ إنذاره للناس بإرساله الرسل إليهم، وجعلهم حجّة بينه وبينهم، وأوجب طاعتهم وتشريعاتهم، فقطع بذلك الطريق على المعاندين بأن يحتجّوا عليه بعدم البيان، وعدم وجود الحجّة الواجب الطاعة، وعدم وجود المنذر. إرسال الرسل مبشرين ومنذرين. ثالثاً: أمّا الأئمّة(عليهم السلام) والأوصياء فهم هداة مهديون، وخلفاء راشدون، تتفرّع حجّيتهم عن أوامر الرسل للناس بطاعتهم، حافظين لحجّتهم، فهم امتداد لتلك الحجّة الرسالية لتستمرّ الحجّية، وإلاّ انقطعت الحجج الإلهية بانقطاع الرسل، كما هو حالنا بعد رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فنحن لم نر ولم يأت لنا رسول، ولم يرسل الله حجّته إلينا، فهل يستطيع أحد بأن يدّعي عدم إقامة الحجّة علينا لعدم إرسال الرسل إلينا؟! أم أن كلّ مسلم عاقل يجب أن يقول: بأنّ الآية لا تنفي وجود حجج الله تعالى على خلقه، ولا تتكلّم عن هذا أصلاً، وإنّما هي تثبت أنّ الله تعالى أقام حججه من الرسل على الناس لينذرهم يوم الحساب والمعاد، حتّى لا يقول قائل ولا يحتجّ مقصّر بأنّه لم يُنذَر، ولم يسمع شيئاً عن الله تعالى ووجوب طاعته.. وهذا شيء، وما جاء به الرسل وما أمروا به وأوصوا بالتزامه وحجّيته شيء آخر.
صباحنا مصري| رسلاً مبشرين ومنذرين| 29-04-2022 - YouTube
*********** ******* مراجع: 1 ـ (سورة فاطر 35: 8) 2 ـ (الإنعام 6: 98) 3 ـ (الرعد 13: 33) 4 ـ النساء 4: 88 5 ـ عن أنس بن مالك رواه البزاز والطبراني في معجمه. 6 ـ سورة البقرة، آل عمران، المائدة، الإنعام وغيرها... Annaqed - The Critic - الله يهدي من يشاء، ويضلّ من يشاء!. 7 ـ عن أبي هريرة: كنتم خير أمة أخرجت للناس، قال: [أي كنتم] خيرَ الناس للناس تأتون بهم بالسلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام! (صحيح البخاري) 8 ـ لوقا 15: 4 ـ 7 9 ـ 1 تيموثاوس 2: 4 =============================== نشرت هذه المقالة في 3 يونيو 2013 ويعاد نشرها اليوم بعد أن قام السيد موريس صليبا مشكوراً بترجمتها إلى الفرنسية. أنقر هنا لقراءة المقالة بالفرنسية
المقالات المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها فقط
Annaqed - The Critic - الله يهدي من يشاء، ويضلّ من يشاء!
قال: وأنزل الله في أبي طالب: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء[كفاية المستزيد] الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة لا تستطيع الرد على المواضيع لا تستطيع إرفاق ملفات لا تستطيع تعديل مشاركاتك قوانين المنتدى
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القصص - الآية 56
القول في تأويل قوله تعالى: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّكَ) يا محمد ( لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) هدايته ( وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) أن يهديه من خلقه, بتوفيقه للإيمان به وبرسوله. ولو قيل: معناه: إنك لا تهدي من أحببته لقرابته منك, ولكن الله يهدي من يشاء, كان مذهبا ( وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) يقول جل ثناؤه: والله أعلم من سبق له في علمه أنه يهتدي للرشاد، ذلك الذي يهديه الله فيسدده ويوفقه. وذكر أن هذه الآية نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل امتناع أبي طالب عمه من إجابته, إذ دعاه إلى الإيمان بالله, إلى ما دعاه إليه من ذلك. -لا إكراه في الدين الاسلام -إن الله يهدي من يشاء film the message - YouTube. * ذكر الرواية بذلك: حدثنا أبو كُرَيب والحسين بن عليّ الصُّدائي, قالا ثنا الوليد بن القاسم, عن يزيد بن كيسان, عن أبي حازم, عن أبي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه عند الموت: " قُلْ لا إِلَهَ إِلا الله أَشْهَد لَكَ بِها يَوْمَ القِيامَةِ" قال: لولا أن تعيرني قريش لأقررت عينك, فأنـزل الله: ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ)... الآية.
-لا إكراه في الدين الاسلام -إن الله يهدي من يشاء Film The Message - Youtube
ما تحتاجه الدعوة إِلَى الله 2 نوفمبر 2016 حديث (مَا نَقَصَ مَالُ عَبدٍ مِن صَدَقَةٍ…. ) 2 نوفمبر 2016
الله تعالى يهدي من يشاء
كان كفارُ مكة طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلّم طلب منه مشركو مكة أن يريَهم انشقاق القمر فأراهم الله تعالى بقدرته شقّ القمر فكان جزءٌ من القمر فوق جبل أبِي قُبَيس وجزءٌ منه دون الجبل فشاهدَ المشركون بأعينهم القمرَ قد انشقّ شاهدوا بأعينهم، فمن كان أسلم قبل ذلك ازداد ايماناً وتصديقاً برسول الله حيث إنه حقّق لهم بقدرة الله بإذن الله ما اقترحوا عليه، انشق القمر ازدادوا إيماناً من كان مؤمناً قبل ذلك ازداد إيماناً. وأما المشركون الذين لم يشأ الله تعالى أن يهتدوا مع أنهم شاهدوا بأعينهم القمر قد انشق، لم يُسلموا بل قالوا سحر قالوا سَحَرَنا محمد بدل أن يقولوا أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمداً رسول الله، بدل أن يقولوا ذلك، قالوا سَحَرَنا محمّد مع أنهم حتى يتأكدوا قالوا فيما بينهم نسأل الكفار أي الذين كانوا خارجَ مكة تلك الساعة نسألهم إن كانوا رأوا كما رأينا أم لا فصاروا يسألون السُّفَّار. بيان معنى قوله تعالى: (ولكن الله يهدي من يشاء). الناس المسافرين القادمين إلى جهة مكة، صاروا يسألونهم هل رأيتم انشقاق القمر؟ قالوا نعم رأينا، مع هذا بما أن الله تعالى ما شاء لهم السعادة ما ءامنوا، وهكذا الناس الآخرون كثير منهم لم يهتدوا بالمعجزات لأن الله تعالى ما شاء لكلِّ من رأى المعجزة أن يهتدي إنما شاء لقسم منهم أن يهتدوا بهذه المعجزة ولم يشأ لآخرين أن يهتدوا مع أنهم رأوا المعجزة كما رءاها الذين اهتدَوا بسببها، هؤلاء رأوا وهؤلاء رأوا لكنّ هؤلاء اهتدوا بسبب هذه المعجزة ءامنوا بالله ورسوله وهؤلاء لم يهتدوا بل ثبتوا على شركهم وكُفرهم.
بيان معنى قوله تعالى: (ولكن الله يهدي من يشاء)
فكلمة يشاء في الآيات تشير إلى ذلك. وهي في نفس الوقت تشير إلى مشيئة الله تعالى لأن الله هو الذي أعطاه المشيئة من قبل. فالله يساعد الإنسان فيما يريد، ثم يحاسبه عليه، وهذا هو العدل المطلق من الله. أخي المسلم إن الله قد أعطاك المشيئة والإرادة في كل شئون حياتك حتى الإيمان بالله فأمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يعلنها صريحة واضحة فقال عز وجل.
شبهة فهم &Quot;يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ&Quot; | موقع مقال
إن هذه الهداية الالهية شملت سلمان الفارسي الذي طوى مسافات شاسعة بين ايران والمدينة وتحمَّل المشاق والمتاعب الكثيرة لأجل لقاء الرسول وقبول دينه، وقد كان من أوائل المسلمين الذين لبّوا دعوة الرسول وبقى على عقيدته وصمد وقاوم ودافع عنها حتى آخر لحظات عمره الشريف. ان الله يهدي من يشاء بغير حساب. ولم تشمل هذه الهداية أمثال أبي لهب وأبي سفيان; لأنهما كانا إلى جنب الرسول وكانا يرانه كل يوم ويسمعان حديثه وآيات الله، ولم يزدهما ذلك إلاَّ عصياناً ولجاجاً ومقاومة لهذا الدين. من الواضح أن شمول أو عدم شمول الهداية لم يكونا اعتباطاً بل كانا عن حكمة، فقد تحمَّل سلمان المشاق والمتاعب الوافرة لأجل هذا الدين، وتحمَّل عبء العبودية والرق مرات عديدة وتحمَّل التعذيب، ولم تثبّط هذه الاُمور عزيمته على لقاء الرسول، فكان جديراً للهداية حقاً، أما العصاة المتعصّبون وعبدة الأهواء والمغرورون، فكان التعصّب والغرور واللجاجة قد ضرب بينهم وبين نور الايمان ستاراً يمنع من نيلهم من هذا النور، فكانوا دون نصيب منه. لا يمكن للأعمى أن يهتدي بنور الشمس مهما كان قوياً، وهذا ليس لنقص في نور الشمس بل لسقم في عينيه. والخفاش إذا كان يعيش في الظلام ويهرب من نور الشمس سعياً وراء الظلمات فلأجل أنه غير جدير ولا مؤهَّل لنور الشمس، بل ذلك هو شأنه.
والنوع الثاني من الهداية المتعلقة بالمكلف: هداية الدلالة والإرشاد،
وهذه ثابتة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بخصوصه،
ولكل داعٍ إلى الله،
ولكل نبيٍ ورسول،
قال جل وعلا: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}. وقال -جل وعلا- في نبيه عليه الصلاة والسلام: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله}
{لتهدي} يعني: لتدل وترشد إلى صراط مستقيم، بأبلغ أنواع الدلالة، وأبلغ أنواع الإرشاد؛ الدلالة والإرشاد المؤيدان بالمعجزات والبراهين، والآيات الدالة على صدق ذلك الهادي، وصدق ذلك المرشد. فإذاً:
الهداية المنتفية: هي هداية التوفيق،
وهذا يعني:
أن النفع وطلب النفع في هذه المطالب المهمة يجب أن يكون من الله جل وعلا؛
وأن محمداً عليه الصلاة والسلام؛ مع عِظَمِ شأنه عند ربه، وعظم مقامه عند ربه، وأنه سيد ولد آدم؛ وأنه أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام، وأشرف الأنبياء والمرسلين،
إلا أنه لا يملك من الأمر شيئاً عليه الصلاة والسلام،
فبطل إذاً: تعلق القلوب في المطالب المهمة؛ في الهداية، وفي المغفرة، وفي الرضوان، وفي البعد - بعد الشرور- وفي جلب الخيرات إلا بالله جل وعلا، فإنه هو الذي تتعلق القلوب به -جل وعلا- خضوعاً، وإنابةً، ورغباً، ورهباً، وإقبالاً عليه، وإعراضاً عما سواه؛ سبحانه وتعالى.