أقسم الله في كتابه العزيز بالوقت في مطالع سور عديدة بأجزاء منه مثل الليل، والنهار، والفجر، والضحى، وقال في مطلع هذه السورة: {وَالْعَصْرِ}. أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قال: العصر: ساعة من ساعات النهار. وقال البخاري: قال يحيى (أي: ابن زياد الفراء): العصر: الدهر، أقسم به.
- سورة العصر
- Quran for every one - القرأن الكريم بجميع اللغات
- خطبة عن اليوم الوطني السعودي 91 .. خطبة الجمعة عن اليوم الوطني 1443 - موقع محتويات
سورة العصر
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ أقسم الله على أن الإنسان - كل إنسان - في خسارة ونقصان وضياع وحرمان لأنه يُفضل العاجلة على الآجلة وتغلبه الأهواء والشهوات ويطغى عليه حب الذات والماديات. ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾ ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴾ ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا ﴾ ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾ ﴿ وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾. ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ - كل إنسان - الأبيض والأسود العربي والأعجمي كلهم في خسارة وخسران ثم استثنى الله من استكمل أسباب النجاة وأخذ بأسباب النجاة وأولها الإيمان بالله وبما جاء من عند الله. ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ الإيمان تلكم الكلمة المدوية المجلجلة التي تهز الكون هزاً. سورة العصر. ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ الإيمان أعظم كنز يمتلكه المؤمن في هذه الحياة وأعظم ثروة يكتنزها العبد للقاء الله. الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان. الإيمان يبعث في القلب الثقة بالله والأنس بالله والطمأنينة بذكر الله فالمؤمنون في رياض المحبة يرتعون وفي جنة العبودية يتقربون أحبهم الله فأحبوه ورضي عنهم ورضوا عنه تقربوا منه بالصالحات فتقرب منهم بالمغفرة والرحمات (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه وإن استعاذني لأعيذنه).
Quran For Every One - القرأن الكريم بجميع اللغات
ليس لهذا جلسنا). Quran for every one - القرأن الكريم بجميع اللغات. وقال أحد الصالحين لتلاميذه: (إذا خرجتم من المسجد فتفرّقوا لعلكم تقرؤون القرآن، فإنكم إذا اجتمعتم في الطريق، تكلمتم وضاعت أوقاتكم)
فحفظ الوقت أصل كل خير، وضياعه منشأ كل شر، بل إن ضياع الوقت داء عضال، ومرضٌ قَتَّال، بل هو بحر من ركبه غرق؛ فإنه لا ساحل له، ولا نجاة منه، متناهٍ في القبح والبشاعة، غاية في الخسة والشناعة. {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قال: إلا الذين صدقوا الله ووحّدوه، وأقرُّوا له بالوحدانية والطاعة، وعملوا الصالحات، وأدّوا ما لزمهم من فرائضه، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه، واستثنى الذين آمنوا من الإنسان، لأن الإنسان بمعنى الجمع، لا بمعنى الواحد. والإيمان مقرون بالعمل الصالح في القرآن، قال محمد بن الحسين: (ميّزوا رحمكم الله قول مولاكم الكريم: هل ذُكر الإيمان في موضع واحد من القرآن إلا وقد قرن إليه العمل الصالح؟ وقال تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر: 10] فأخبر تعالى بأن الكلم الطيب حقيقة أن يرفع إلى الله تعالى بالعمل، إن لم يكن عمل بطل الكلام من قائله، وردّ عليه، ولا كلام طيب أجل من التوحيد ولا عمل من أعمال الصالحات أجل من أداء الفرائض)
وكرر سبحانه التواصي ليتضمن الأول الدعاء إلى الله، والثاني الثبات عليه، وخصص التواصي بالحق والصبر، مع اندراجهما في الأعمال الصالحة، لإبراز كمال الاعتناء بهما.
فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته" [2]
وقال الحسن: العصر هو العشي
فالعصر كذلك هو آخر النهار، أقسم الله به، لأن آخر النهار يشبه نهاية العالم وإماتة الأحياء، فعند ذلك إقامة الأسواق ونصب الموازين ووضع المعاملات، وفيه إشارة إلى أن عمُر الدنيا ما بقي إلا بقدر ما بين العصر إلى المغرب، فعلى الإنسان أن يشتغل بتجارة لا خسران فيها، فإن الوقت قد ضاق، وقد لا يمكن تدارك ما فات.
رابعاً: الانتظام التام في المحافظة على الآداب الشرعية والنظم المرعية التي تسعى إلى جمع الكلمة بين الراعي والرعية، سمعاً وطاعة بالمعروف، وأداء للحقوق والواجبات، كل فيما له وعليه. خامساً: تتجلى المواطنة الصادقة في رعاية الحقوق واجتناب الظلم، وبالأخص حق الغير، والسعي الجاد من كل مواطن مسؤول أو غير مسؤول لتأمين الآخرين على أموالهم وأنفسهم، ولا خير في وطنية تقدس الأرض والتراب وتهين الإنسان الذي كرمه الله بالإنسانية وشرفه بالملة المحمدية. خطبة عن اليوم الوطني السعودي 91 .. خطبة الجمعة عن اليوم الوطني 1443 - موقع محتويات. سادساً: تتجلى المواطنة الحقة كذلك في أداء الحقوق، بدءاً من حق الوالدين والأرحام، ومروراً بحقوق ولاة الأمر والعلماء وانتهاء بحقوق الجيران والأصحاب والمارة. وكذلك الاستخدام الأمثل للحقوق والمرافق العامة التي يشترك في منافعها كل مواطن ومواطنة. سابعاً: تعليم أبنائنا الصغار وهم صغار أن هذا الوطن وطنٌ مسلم وأن المجتمع مجتمع مسلم، وأن ولاة الأمر مسلمين يخافون الله تعالى، وغرس هذا المفهوم في نفوسهم منذ الصغر حتى ينشئوا محبين لوطنهم ولمجتمعهم وولاة أمرهم. أسأل الله سبحانه تعالى أن يرزقني وأياكم العلم النافع والعمل الصالح، { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.
خطبة عن اليوم الوطني السعودي 91 .. خطبة الجمعة عن اليوم الوطني 1443 - موقع محتويات
أيها المسلمون، إنَّ الحب الحقيقي للوطن يتجلى في أمور منها: أولاً: الحرص الأكيد والعمل الجاد في نشر العقيدة الصحيحة لتعم أرجاء الوطن؛ كي يتمتع المواطنون بالإيمان الحقيقي بالله تعالى، ويصدقون في حُبه والاعتماد عليه وحده دون غيره، حتى إذا ما حاولت قوة في الأرض الاعتداء على دينهم وعقيدتهم أو استباحة أرضهم وأموالهم إذا بهم ينتفضون انتفاضة الأسد دفاعاً عن الدين والعقيدة، وذباً عن الأعراض والأوطان، معتمدين على الله تعالى دون غيره، موقنين بأن قوته الباهرة كفيلة بهزيمة أي عدو غاشم وعقر كل جواَّظ غليظ وقهر كل صائل أثيم. ثانياً: القضاء المحكم على أسباب الشرّ والرذيلة وعوامل الخلاعة والميوعة التي تغرق المجتمع في أوحال الفساد والخنا، فتنشأ الأجيال الشهوانية العابدة لملذّاتها ومتعها الرخيصة، بحيث يتعذر عليها القيام بأدنى دور ذي بال يحفظ لها كرامتها وشرفها عند تعرّضها للامتهان على يد عدو متربص وصائل حاقد؛ إذ إن تجفيف منابع الفساد والفتنة هو الكفيل بصنع الرجال الحقيقيين، المحبين لربهم ودينهم، المدافعين عن وطنهم المؤمن الموحد بصدق وعزيمة. ثالثاً: التواصل الحقيقي بين الأفراد والجماعات، وإزالة أسباب التفرقة والخلاف بين أفراد المجتمع، وقيام روح النصيحة والتعاون والتكاتف في وجه التيارات القادمة.
وكذلك بذل النفيس والرخيص لأجله و حتى تظل رايته مرفوعة خفاقة، في حب الوطن واجب شرعي وديني و أخلاقي، ولا يتم ذلك إلا بالتعاون بين المسؤولين والمواطنين فيقوم كل منهم بواجبه ومسؤوليته تجاه الوطن. فيقوم المسؤولين بتهيئة الحياة وتيسيرها للمواطنين والرقابة في حين يقوم المواطنون بالعمل والبناء كلًا في تخصصه، فكونوا لوطنكم خير بناه.