وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم. والمقصود هنا بالجماعة التحذير من فرقة المسلمين. ويجب ألا تدعي أي مجموعة من المسلمين أنها المقصودة بالجماعة، فالحكم هو الله وليس أحدا من البشر. انظر قول الله: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ (الأنعام: 159). فليحذر كل مسلم أن يفرق بين المسلمين أو يدعي أنه على الحق وغيره على الضلال من المسلمين. فعلى كل من يدعو أن يتبع منهج: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثً ا ﴾ (النساء: 87)، ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ (النساء: 122)
كما يجب ألا يجرح الدعاة إلى الله بعضهم بعضا، فليسيروا على منهج الله في دعوتهم الصحيحة ويتركوا الأمر لله كما أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ﴾ (الأنعام: 159) فقد و قع البعض فيما انتقد فيه غيره فازدادت فرقة المسلمين. وعد الله - ومن أصدق من الله قيلا - - منتدى الرقية الشرعية. إن احترام وتقدير دور الدعاة والعلماء مطلوب، ولكن لا يصل ذلك إلى المغالاة فنخرج عن منهج: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ (النساء: 87)، ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ (النساء: 122).
وعد الله - ومن أصدق من الله قيلا - - منتدى الرقية الشرعية
وقوله: {حقًا} مصدر مؤكّد لِمضمون {سندخلهم جنات} ، إذ كان هذا في معنى الوعد، أي هذا الوعد أحقّقه حقًّا، أي لا يتخلّف. ولمّا كان مضمونُ الجملة التي قبله خاليًا عن معنى الإحقاق كان هذا المصدر ممّا يسميّه النحاة مصدرًا مؤكّدًا لغيره. وعد الله - ومن أصدق من الله قيلا -. وجملة {ومن أصدق من الله} تذييل للوعد وتحقيق له: أي هذا من وعد الله، ووعود الله وعود صدق، إذ لا أصدقُ من الله قيلا. فالواو اعتراضية لأنّ التذييل من أصناف الاعتراض وهو اعتراض في آخر الكلام، وانتصب {قيلا} على تمييز نسبة من {أصدق من الله}. والاستفهام إنكاري. والقيل: القول، وهو اسم مصدر بوزن فِعْل يجيء في الشرّ والخير. قال الألوسي: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ الله قِيلًا} تذييل للكلام السابق مؤكد له، فالواو اعتراضية والقيل مصدر قال ومثله القال.
وعد الله - ومن أصدق من الله قيلا -
كل ذلك يطلق على الجنة. وهنا يقول الحق سبحانه وتعالى: {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} ويطمئننا سبحانه على احتفاظها بنضرتها وخضرتها، وأول شيء يمنع الخضرة هو أن يقل الماء فتذبل الخضرة. ونجد القرآن مرة يقول: {جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} وهذا يعني أن منبع المياه بعيد. ومرة أخرى يقول: {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} ويعني أن منبع المياه لن يحجزه أحد؛ لأن الأنهار تجري وتنبع من تحتها. ويعد الحق المؤمنين أصحاب العمل الصالح بالخلود في الجنة، والخلود هو المكث طويلًا، فإذا قال الحق: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} أي أن المكث في الجنة ينتقل من المكث طويلًا إلى المكث الدائم. وهذا وعد مَن؟ {وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النساء - الآية 122. وحين يعدك من لا يخرجه شيء عن إنفاذ وعده، فهذا هو وعد الحق سبحانه. أما وعد المساوي لك في البشرية فقد لا يتحقق، لعله ساعة إنفاذ الوعد يغير رأيه، أو لا يجد الوُجد واليسار والسَّعة والغنى فلا يستطيع أن يوفي بما وعد به، أو قد يتغير قلبه من ناحيتك، لكن الله سبحانه وتعالى لا تتناوله الأغيار، ولا يعجزه شيء، وليس معه إله آخر يقول له لا.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النساء - الآية 122
والدور المطلوب من الدعاة كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح البخاري: "بلغوا عني ولو آية"
دقق النظر في قول: "آية" أي آيات القرآن الكريم وليس قول بشر مهما كان علمه أو درجة تقواه. هذه خصيصة الخطاب الإسلامي. ومن هنا يجب الالتزام بهذه الخصيصة في الخطاب الإسلامي. لقد أصاب الأمة الإسلامية شرخ كبير في صميم جسدها نتيجة خروج خطاب البعض أو المجموعات في الدعوة الإسلامية عن منهج: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ (النساء: 87)، ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ (النساء: 122) إل ى قول الدعاة من البشر، ثم توالى من اتخذ من أقوال هؤلاء ركيزة لدعوتهم فانحرفت بوصلة الدعوة إلى التركيز على قول البشر وكأنه الأصل في الدعوة وارتبط العامة من المسلين بقولهم. وقد أصاب هذا القلوب بالشرك الأصغر، وتجاوزه إلى الشرك الأكبر أحيانا. وقد انتقل هذا الداء من الذين بدأوه إلى غيرهم دون أن يدروا. إن ما أصاب الخطاب في الدعوة الإسلامية من قول البشر، وأتباع التابعين لهم قد سبب شرخًا مؤلمًا بين المسلمين، وأن هذا الشرخ يزداد يومًا بعد يوم. ومن هنا جاء تحذير الله للبشرية بقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ (الأنعام: 159)
كما جاء تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي.
الخطاب الإسلامي
﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ (النساء: 87)، ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ (النساء: 122)
﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ (القمر: 22)
إن هذه الآيات توضح لنا خصيصة الخطاب الإسلامي التى يتفرد بها عن كل خطاب البشر، إنه خطاب رب الناس للناس، فهو أصدق خطاب، وأيسر خطاب. ومن ثم لا ينبغي باستبداله بأي خطاب آخر للبشر في الدعوة الإسلامية مهما بلغت بلاغتهم وأساليبهم في الدعوة للإسلام. فالصدق المطلق في قول الله، لا في قول البشر وتأويلاتهم، التي قد يصيبها الخطأ، أوهوى النفس. فلم تشهد الدنيا منذ أن أنشأها الخالق - جل في علاه - خطابًا أرقى ولا أسمى من الخطاب الإسلامي ؛ لأنه خطاب الخالق للمخلوق، وخطاب المعبود للعابد، خطابًا تجلت فيه كل معاني الكمال والجلال والدقة والتأثير. إنَّ الله يسر حفظ القرآن الكريم لمن أراد حفظه ويسر تلاوته لمن ابتغى تلاوته ويسر فهمه لمن أرد فهمه والتأمل فيه فقد قال في كتابه الكريم: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ (القمر: 22)
فالقرآن:
حفظه وفهمه وتدبره، يسير، ولكن على من يسره الله عليه، ممن أقبل على حفظه، وأحب تلاوته، ورغب في العلم.
وإن بعض الذين ينعتون أنفسهم بالقرآنيين وما هم بقرآنيين ليقرون بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبليغ القرآن الكريم عن ربه ،ولكنهم يرتابون في صدق حديثه صلى الله عليه وسلم ،علما بأن الله تعالى في القرآن الكريم الذي لا يمكنهم الارتياب في صدقه كما يشهدون على أنفسهم بذلك نزهه في قوله عز من قائل: (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)) ، وهذا ينقض تشكيك هؤلاء في صدق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن طرق تشكيكهم في حديثه صلى الله عليه وسلم التشكيك في نقل هذا الحديث، علما بأنه قد نقل عنه القرآن الكريم الذي لا يستطيعون التشكيك فيه. ولو كذب عنه من نقلوا عنه حديثه لكذبوا أيضا عنه في نقل القرآن الكريم. وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يثير حوله الشكوك من يسمون أنفسهم قرآنيين هو وحي من الله عز وجل مصداقا لقوله تعالى: (( وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم)) ،وتبيان ما نزّل للناس هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: » ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه » وهو ما يعني أن حديثه صلى الله عليه وسلم هو من عند الله عز وجل. وقد يقول قائل ممن يسمون أنفسهم قرآنيين إنه قد وقع الوضع والكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتخذون ذلك ذريعة لرفض معظم الحديث أو التشكيك في صحته ، وهي ذريعة واهية مردودة عليهم لأن أئمة الحديث قد وضعوا من الضوابط الصارمة ما سد كل طريق على الوضّاع والكذّابين.
قائمة المحتويات
ما هي الثورة الصناعية المنتدى السعودي الأول للثورة الصناعية الرابعة ما تأثير النظم الخبيرة في تحولات الثورة الصناعية تكنولوجيا الثورة الصناعية
الثورة الصناعية الرابعة (4IR) هي ضمن سلسلة مراحل التطور الصناعي التي يخوض بها الإنسان على مر العصور. وبدأ هذا التطور منذ القرن الثامن عشر. ويعتبر التطور الذي وصل إليه الإنسان الآن عبارة اندماج التطورات في الذكاء الصناعي (AI) وإنترنت الأشياء (IoT) والروبوتات ، والهندسة الوراثية ، والحوسبة الكمومية
وسوف نتعرف في هذا المقال على مفهوم الثورة الصناعية الرابعة عالميًا وفي المملكة العربية السعودية
ما هي الثورة الصناعية الرابعة
تهدف الثورة الصناعية الرابعة إلى تغيير المجتمع نحو التطور الصناعي والتكنولوجي وجعل الحياة أكثر سهولة
تم إعداد الثورة الصناعية الرابعة بشكلٍ لم يسبق له مثيل، ولهدف تغيير المجتمع نحو التطور الصناعي والتكنولوجي وتسهيل سُبل الحياة. وترتكز الثورة الصناعية على الأسس التي قامت عليها الثورات الصناعية الثلاث الأولى. في حين أن ظهور المحرك البخاري في القرن الثمن عشر إلى الثورة الصناعية الأولى، مما سهل الإنتاج وكان بداية تطور المصانع.
الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات
الثورة الصناعية الرابعة Fourth Industrial Revolution (اختصاراً 4IR)، هي العصر الصناعي الرئيسي الرابع منذ الثورة الصناعية الأولى في القرن الثامن عشر. يتميز بدمج التقنيات التي تطمس الخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية والبيولوجية. [1] ويتميز هذا البرنامج باختراق التكنولوجيا الناشئة في عدد من المجالات، بما في ذلك الروبوتات ، و الذكاء الاصطناعي ، وسلسلة الكتل ، وتكنولوجيا النانو ، و الحوسبة الكمومية ، و التكنولوجيا الحيوية ، وإنترنت الأشياء ، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمركبات المستقلة. وقد ربطها كلاوس شواب مع "العصر الثاني للآلة" [2] من حيث آثار الرقمنة و الذكاء الاصطناعي (AI) على الاقتصاد، لكنه أضاف دوراً أوسع للتقدم في التقنيات البيولوجية. [3] إنه يعرقل كل الصناعات تقريبًا في كل بلد. وتبشر اتساع وعمق هذه التغييرات بتحويل أنظمة الإنتاج والإدارة والحكم بأكملها. رأى شواب كجزء من هذه الثورة "اختراقات تكنولوجية ناشئة" في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، و إنترنت الأشياء ، والمركبات ذاتية الحكم، و الطباعة ثلاثية الأبعاد ، و الحوسبة الكمومية ، و تكنولوجيا النانو. [4] من المتوقع أن تشهد الموجة الرابعة من الثورة الصناعية التنفيذ المكثف للعديد من التقنيات الناشئة ذات الإمكانات العالية للتأثيرات المدمرة.
< الإنترنت الصناعية: شبكات الآلات والسلع، والتواصل المتعدد الاتجاهات بين الشبكات والأشياء (إنترنت الأشياء). < الواقع المزاد والموسع Augmented Reality: الواقع الموسع للصيانة و الإمداد والتموين وكل أنواع سيرورات العمل المعيارية (standard operating procedure SOP) وذلك لتنظيم العمليات والإجراءات، وكذلك في عرض المعلومات والتعليمات ، مثلاً على الألواح الزجاجية. < تكنولوجيا الروبوتيك المتقدمة: السيارات الذاتية القيادة، والروبوتات المترابطة للصناعة، والحساسات المعيارية المتكاملة والمترابطة المتحكم فيها من الإنترنت. < تكنولوجيات أمن الفضاء السيبراني Cybersecurity: تشغيل شبكات المنظومات المنفتحة، والتشبيك الآمن بين آلات التصنيع والإنتاج والمنتجات والمنظومات التصنيعية. < نمذجة وتمثيل المنظومات والنظم Simulation: تمثيل ونمذجة الشبكات، ونمذجة المنظومات انطلاقاً من المعلومات والبيانات المستقاة من عناصر المنظومة ومركباتها وذلك بهدف أمثلة عملها. < المكاملة الأفقية والعمودية للإجراءات والعمليات في المؤسسات والشركات الصناعية: مكاملة البيانات لعمليات الشركة استناداً إلى معايير نقل البيانات ، مثل الأتمتة الكاملة لسلسلة القيمة (من المورد وعلى خطوط الإنتاج وإلى منصات أو مواقع البيع).