الطبرى: القول في تأويل قوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) يقول تعالى ذكره: ألم نجعل لهذا القائل أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا عينين يبصر بهما حجج الله عليه، ولسانا يعبر به عن نفسه ما أراد، وشفتين، نعمة منا بذلك عليه. ابن عاشور: أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) تعليل للإِنكار والتوبيخ في قوله: { أيحسب أن لن يقدر عليه أحد} [ البلد: 5] أو قوله: { أيحسب أن لم يره أحد} [ البلد: 7] أي هو غافل عن قدرة الله تعالى وعن علمه المحيط بجميع الكائنات الدال عليهما أنه خَلَق مشاعر الإِدراك التي منها العينان ، وخَلَق آلات الإِبانة وهي اللسان والشفتان ، فكيف يكون مفيض العلم على الناس غير قادر وغير عالم بأحوالهم قال تعالى: { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} [ الملك: 14]. ( ألم نجعل له عينين ولسانا و شفتين ) عندما بكى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد - YouTube. والاستفهام يجوز أن يكون تقريرياً وأن يكون إنكارياً. والاقتصار على العينين لأنهما أنفع المشاعر ولأن المعلَّل إنكار ظنه إن لم يره أحد. وذِكْر الشفتين مع اللسان لأن الإِبانة تحصل بهما معاً فلا ينطق اللسان بدون الشّفتين ولا تنطق الشفتان بدون اللسان. ومن دقائق القرآن أنه لم يقتصر على اللسان ولا على الشفتين خلاف عادة كلام العرب أن يقتصروا عليه يقولون: ينطق بلساننٍ فصيح ، ويقولون: لم ينطق ببنت شفة ، أو لم ينبس ببنت شفة ، لأن المقام مقام استدلال فجيء فيه بما له مزيد تصوير لخلق آلة النطق.
- ألم نجعل له عينين - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- ( ألم نجعل له عينين ولسانا و شفتين ) عندما بكى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد - YouTube
- أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ | تفسير ابن كثير | البلد 8
- ثاني اثنين اذ هما في الغار سورة – المنصة
ألم نجعل له عينين - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
(وَما) الواو حرف استئناف وما اسم استفهام مبتدأ (أَدْراكَ) ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة الفعلية خبر ما والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها (مَا الْعَقَبَةُ) مبتدأ وخبره والجملة الاسمية سدت مسد مفعول أدراك الثاني.. إعراب الآية (13): {فَكُّ رَقَبَةٍ (13)}. (فَكُّ) خبر لمبتدأ محذوف (رَقَبَةٍ) مضاف إليه. والجملة مفسرة.. إعراب الآية (14): {أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14)}. (أَوْ) حرف عطف (إِطْعامٌ) معطوف على فك (فِي يَوْمٍ) متعلقان بما قبلهما (ذِي) صفة يوم (مَسْغَبَةٍ) مضاف إليه.. إعراب الآية (15): {يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (15)}. (يَتِيماً) مفعول به لإطعام (ذا مَقْرَبَةٍ) صفة يتيما مضافة إلى مقربة.. إعراب الآية (16): {أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (16)}. معطوفة على الآية السابقة وإعرابها واضح.. ألم نجعل له عينين ولسانا. إعراب الآية (17): {ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)}. (ثُمَّ) حرف عطف (كانَ) ماض ناقص اسمه مستتر (مِنَ الَّذِينَ) متعلقان بمحذوف خبر كان، والجملة معطوفة على ما قبلها (آمَنُوا) ماض وفاعله والجملة صلة (وَتَواصَوْا) معطوف على آمنوا (بِالصَّبْرِ) متعلقان بالفعل (وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) معطوفة على ما قبلها.. إعراب الآية (18): {أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (18)}.
( ألم نجعل له عينين ولسانا و شفتين ) عندما بكى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد - Youtube
وقد روى الحافظ ابن عساكر عن مكحول قال؛ قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (يقول اللّه تعالى: يا ابن آدم قد أنعمت عليك نعماً عظاماً، لا تحصي عددها ولا تطيق شكرها، وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما، وجعلت لهما غطاء، فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك، وإن رأيت ما حرمت عليك، فأطبق عليهما غطاءهما، وجعلت لك لساناً وجعلت له غلافاً، فانطق بما أمرتك، وأحللت لك فإن عرض عليك ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك، وجعلت لك فرجاً وجعلت لك ستراً، فأصب بفرجك ما أحللت لك، فإن عرض عليك ما حرمت عليك فأرخ عليك سترك، يا ابن آدم إنك لا تحمل سخطي ولا تطيق انتقامي) ""أخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي الربيع الدمشقي"". {وهديناه النجدين} الطريقين، قال ابن مسعود: الخير والشر، وعن أبي رجاء قال: سمعت الحسن يقول: {وهديناه النجدين} قال: ذكر لنا أن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: (يا أيها الناس إنهما النجدان، نجد الخير، ونجد الشر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير) ""أخرجه ابن جرير عن الحسن مرسلاً""، وقال ابن عباس {وهديناه النجدين} قال: الثديين، قال ابن جرير: والصواب القول الأول، نظير هذه الآية قوله: {إنا هديناه السبيل إما شاكراً أو كفوراً}.
أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ | تفسير ابن كثير | البلد 8
سورة البلد: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.. إعراب الآية (1): {لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (1)}. (لا أُقْسِمُ) لا زائدة ومضارع فاعله مستتر (بِهذَا) متعلقان بالفعل (الْبَلَدِ) بدل والجملة ابتدائية لا محل لها.. إعراب الآية (2): {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (2)}. (وَأَنْتَ حِلٌّ) الواو اعتراضية ومبتدأ وخبره والجملة معترضة لا محل لها (بِهذَا) متعلقان بما قبلهما (الْبَلَدِ) بدل من اسم الإشارة.. إعراب الآية (3): {وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (3)}. (وَوالِدٍ) معطوف على البلد (وَما) معطوف على البلد أيضا (وَلَدَ) ماض فاعله مستتر والجملة صلة.. إعراب الآية (4): {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (4)}. (لَقَدْ) اللام واقعة في جواب القسم وقد حرف تحقيق (خَلَقْنَا) ماض وفاعله (الْإِنْسانَ) مفعول به (فِي كَبَدٍ) متعلقان بمحذوف حال والجملة جواب القسم لا محل لها.. إعراب الآية (5): {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)}. (أَيَحْسَبُ) الهمزة حرف استفهام توبيخي ومضارع فاعله مستتر والجملة مستأنفة لا محل لها (أَنْ) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف (لَنْ يَقْدِرَ) مضارع منصوب بلن (عَلَيْهِ) متعلقان بالفعل (أَحَدٌ) فاعل والجملة الفعلية خبر أن والمصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي يحسب.. أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ | تفسير ابن كثير | البلد 8. إعراب الآية (6): {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (6)}.
منقول....
«« توقيع ناقل أخبار المنتديات الشقيقة »»
أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ هذا قسم من اللّه تبارك وتعالى بمكة أُم القرى في حال كون الساكن فيها حلالاً، لينّبه على عظمة قدرها في حال إحرام أهلها، قال مجاهد: {لا أُقسم بهذا البلد} لا، رد عليهم. أقسم بهذا البلد، وقال ابن عباس: {لاأقسم بهذا البلد} يعني مكة {وأنت حِلٌّ بهذا البلد} قال: أنت يا محمد يحل لك أن تقاتل به، وقال مجاهد: ما أصبت فيه فهو حلال لك، وقال الحسن البصري: أحلها اللّه له ساعة من نهار، وهذا المعنى قد ورد به الحديث المتفق على صحته: (إن هذا البلد حرمه اللّه يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة اللّه إلى يوم القيامة، لا يعضد شجره ولا يختلى خلاه، وإنما أحلت لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، ألا فليبلغ الشاهد الغائب) ""أخرجه الشيخان وأصحاب السنن"".
وقال الدكتور عبد الكريم زيدان عن المعيَّة في هذه الآية الكريمة: وهذه المعيَّة الربَّانيَّة المستفادة من قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}، أعلى من معيَّته والمحسنين في قوله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ *} [النحل: 128] لأنَّ المعيَّة هنا لذات الرَّسول، وذات صاحبه، غير مقيَّدة بوصفٍ هو عملٌ لهما، كوصف التَّقوى، والإحسان، بل هي خاصَّةٌ برسوله، وصاحبه، مكفولةٌ هذه المعيَّة بالتأييد بالآيات، وخوارق العادات. يظهر أثر التَّربية النبويَّة في جندية أبي بكرٍ الصِّدِّيق ـ رضي الله عنه ـ فعندما أراد أن يهاجر إلى المدينة، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعجل لعلَّ الله يجعل لك صاحباً». ثاني اثنين اذ هما في الغار. بدأ في الإعداد، والتَّخطيط للهجرة ففي رواية للبخاريِّ: «وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السَّمر ـ وهو الخبط ـ أربعة أشهر». لقد كان يدرك بثاقب بصره ـ رضي الله عنه ـ وهو الذي تربَّى ليكون قائداً، أنَّ لحظة الهجرة صعبةٌ قد تأتي فجأةً، ولذلك هيَّأ وسيلة الهجرة، ورتَّب تموينها، وسخَّر أسرته لخدمة النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وتظهر معاني الحبِّ في الله في خوف أبي بكرٍ وهو في الغار من أن يراهما المشركون، ليكون الصِّدِّيق مثلاً لما ينبغي أن يكون عليه جنديُّ الدعوة الصَّادق مع قائده الأمين، حين يحدق به الخطر من خوفٍ، وإشفاقٍ على حياته، فما كان أبو بكرٍ ساعتئذٍ بالذي يخشى على نفسه الموت، ولو كان كذلك لما رافق رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الهجرة الخطيرة وهو يعلم: أنَّ أقلَّ جزائه القتل إن أمسكه المشركون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنَّه كان يخشى على حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وعلى مستقبل الإسلام، إن وقع الرسول صلى الله عليه وسلم في قبضة المشركين.
ثاني اثنين اذ هما في الغار سورة – المنصة
أخبرنا أبو المظفر محمد بن أحمد التميمي ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن عثمان ، أنبأنا خيثمة بن سليمان ، حدثنا أحمد بن عبد الله الدورقي ، حدثنا سعيد بن سليمان ، عن علي بن هاشم عن كثير النواء عن جميع بن عمير قال: أتيت ابن عمر رضي الله عنهما فسمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: " أنت صاحبي في الغار ، وصاحبي على الحوض ". قال الحسين بن الفضل: من قال إن أبا بكر لم يكن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر لإنكاره نص القرآن. ثاني اثنين اذ هما في الغار سورة – المنصة. وفي سائر الصحابة إذا أنكر يكون مبتدعا ، لا يكون كافرا. وقوله عز وجل: ( لا تحزن إن الله معنا) لم يكن حزن أبي بكر جبنا منه ، وإنما كان إشفاقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: إن أقتل فأنا رجل واحد وإن قتلت هلكت الأمة وروي أنه حين انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغار جعل يمشي ساعة بين يديه ، وساعة خلفه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك يا أبا بكر؟ قال: أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك ، فلما انتهيا إلى الغار قال مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ الغار ، فدخل فاستبرأه ثم قال: انزل يا رسول الله ، فنزل فقال عمر: والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر.
دار الفكر. دمشق 1985. ص 84
8
0
4, 574