[٣] [٤]
صحة حديث حذيفة عن الفتن
هذا الحديث "الرواية الأولى منه" هو حديثٌ صحيحٌ متفق عليه عند البخاري ومسلم. [٥]
معاني المفردات الغريبة في حديث حذيفة
ومعاني المفردات التي وردت في الحديث ما يأتي: [٦]
الشر: المقصود به هنا هو الفتن. الدخن: هنا هو الدخان، والمقصود به هو الكدر. أقذاء: هو القذى المتجمّع حول العين، أو ربما كان القصد الأوساخ ونحوها، والمقصود هو أنّ ذلك الاجتماع لا يكون على خير ولكن على فساد، وقوله "هدنة على دخن" يعني صلح على بقايا الضغائن ونحوها؛ إذ الدخن هو بقايا لنار كانت مشتعلة، والله أعلم. [٧]
شرح حديث حذيفة عن الفتن
يرشد الحديث المسلمين إلى ما يجب عليهم فعله في حال وقوع الفتن، وهو لزوم أهل الحق أو اعتزال الفتنة وأهلها، وهذا ما بينه الحديث الشريف؛ إذ كان حذيفة -رضي الله عنه- يسأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الفتن ليتقي شرّها، فسأله عن الشر الذي سيأتي بعد بعثة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الذي أخرج الناس من ظلام الجاهلية إلى نور الإسلام، فأجابه بأنّه سيأتي شرٌ ومن بعده خير، إلا أن هذا الخير فيه كدر فلا يستمر بدون فتنة. حديث حذيفة عن الفتن - سطور. [٨] وهذا الكدر هو وجود أقوام صالحين أصابهم ضلال، فيعرف المؤمن منهم الخير فيشكرهم عليه ويعلم منهم الشر فينكره عليهم، فكان هديهم بغير هدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فتكون بعض أعمالهم موافقةً للسنة وبعضها مخالف لسنة النبي -عليه الصلاة والسلام- فيشكل أمرهم على الناس.
شرح وترجمة حديث: حذيفة بن اليمان، قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشأم في فتح أرمينية، وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة - موسوعة الأحاديث النبوية
حديث حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم
22880 حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن الأشعث عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم اليربوعي قال كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان فقال أيكم يحفظ صلاة الخوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حذيفة أمنا فقمنا صفا خلفه وصفا موازي العدو فصلى بالذين يلونه ركعة ثم ذهبوا إلى مصاف أولئك وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ثم سلم عليهم
حديث حذيفة عن الفتن - سطور
جاء في حديث حذيفة الموجود في الجزء الثاني من التجريد الصريح لأحاديث البخاري في الصفحة 56 حديثا رائعا، في وصف أغرب من الخيال عن تعاقب الخير والشر؟ وهو حديث ذهبي في قمة الصحة، وهذا الحديث هو واحد من مئة حديث أحاول جمعها وشرحها وطبعها في كتاب مستقل بعنوان (الأحاديث الحيوية)، سوف أحاول في كل مرة أن آتي بحديث جميل في موضوع لطيف، نبتعد فيه عن اللاهوت وننزل إلى الناسوت في نوع من المطابقة بين الحديث وعلم الاجتماع وعلم النفس والتاريخ وعلم البيولوجيا والصحة والطب. ومن هذه الأحاديث أذكر الكثير مثل حديث عائشة رضي الله عنها عن 11 امرأة اجتمعن وحلفت كل واحدة منهن أن تروي عن زوجها. ومن هذه الأحاديث تلك المقابلة العجيبة بين أبي سفيان وهرقل حاكم بلاد الشام من البيزنطة، وكيف سأله عشرة أسئلة محنكة يتعرف بها على طبيعة الدين الجديد وشخصية النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهو حديث في غاية الروعة من عشر فقرات تظهر حنكة الرجل وكيف يقيم الوضع الجديد من خلال أسئلة محددة؟
أو في حديث السفينة والمسؤولية وأنه يجب منع من يريد خرق السفينة، فالثقب فيها سينهي الجميع وينطبق هذا على سفينة المجتمع. شرح وترجمة حديث: حذيفة بن اليمان، قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشأم في فتح أرمينية، وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة - موسوعة الأحاديث النبوية. وحديث النوم وسلطانه وأنه يجب تسبيح الله وذكره قبل طلوع الشمس وبركة الاستيقاظ المبكر؟ وحديث الفسيلة والأمل الذي هو الإيمان ألا ييأس الإنسان قط، فمن كانت في يده غرسة ونفخ في الصور فعليه أن يغرسها مع كل معرفته بنهاية العالم تعليما لنا أن نعمل صالحا إيجابيا دوما؟ أو حديث سباعي الجنة عن سبعة أصناف يدخلون الجنة، وهم أصناف يجب الوقوف أمامهم كنماذج للقدوة مع التحليل لماذا نالوا هذه المرتبة؟ أو حديث صخرة الخلاص فيمن أغلق عليهم الكهف وكانت الأدعية وفعل الصالح في ثلاثة أشكال سببا في استجابة الصخرة وزحزحتها عنهم وخروجهم بالسلامة.
حديث حذيفة بن اليمان عن الخير والشر - جريدة الوطن السعودية
قَالَ: وَذَكَرَ شَيْئًا نَحْوًا مِنْ هَذَا قَالَ: " فَلَمْ يَأْمُرْ بِهِ وَلَمْ يَنْهَ أَحَدًا " (١) ٢٣٣١٦ - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ صُلَيْعٍ حَتَّى أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ هَذَا الْحَيَّ مِنْ مُضَرَ لَا تَدَعُ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ عَبْدًا صَالِحًا إِلَّا افْتَتَنَتْهُ (٢) وَأَهْلَكَتْهُ، حَتَّى يُدْرِكَهَا اللهُ بِجُنُودٍ مِنْ عِنْدِهِ (٣) فَيُذِلَّهَا حَتَّى لَا تَمْنَعَ ذَنَبَ تَلْعَةٍ " (٤) (١) إسناداه صحيحان. وأخرجه البزار في "مسنده" (٢٨١٣) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شعبة، عن حصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وسلف مكرراً (١٧٩٣٠) سنداً ومتناً، فانظره. قوله: "احترشها" أي: صادها. (٢) في (م) و (ظ ٢) و (ق): أفتنته، والمثبت من (ظ ٥). حديث حذيفة بن اليمان عن الخير والشر - جريدة الوطن السعودية. (٣) المثبت من (ظ ٥) ومن "مسند الطيالسي"، وفي (م) و (ظ ٢) و (ق): عِباده. (٤) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود -وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم.
قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم! قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك".
هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وهو في "مسند" الطيالسي (٤٢٠). وأخرجه البزار في "مسنده" (٢٧٩٧) من طريق معاذ بن هشام، والحاكم ٤/٤٦٩-٤٧٠ من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا =
ترى من الناس من ينعم بالحلال ويضع بينه وبين الحرام حداً فاصلاً لا يتجاوزه
وترى من الناس من لا يرتع إلا فيما يضر ولا تجد نفسه الخبيثة هنائتها إلا في الحرام. بالرغم من وفرة الحلال وكثرته وحلاوته وأفضليته. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 172. رحمة من الله وكرم ومنة ودوام نعم أحل لنا كل طيب وطلب منا فقط عبادته وشكره ثم حرم علينا كل ضار خبيث وبينه لنا أوضح بيان هنا يتمايز أهل الطيبات عن أهل الخبائث ترى من الناس من ينعم بالحلال ويضع بينه وبين الحرام حداً فاصلاً لا يتجاوزه وترى من الناس من لا يرتع إلا فيما يضر ولا تجد نفسه الخبيثة هنائتها إلا في الحرام. بالرغم من وفرة الحلال وكثرته وحلاوته وأفضليته. ومثل هذا مثل من يزهد في زوجه الحلال الطيبة ويتعداها إلى الزنا بامرأة أقبح منها ولا يشعر باكتمال لذته إلا في لحظات الزنا والعياذ بالله وما هذا إلا دليل على خبث النفس وسوء الطوية. قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ. إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة:172-173].
سلسلة ( يا أيها الذين آمنوا ) – كلوا من طيبات ما رزقناكم | موقع البطاقة الدعوي
إلَّا أنَّ طَعامَه وشَرابَه ومَلابِسَه مِن كَسْبٍ حَرامٍ، وغُذِيَ بالحرامِ، وذِكرُ قولِه: «وغُذِيَ بالحرامِ» بعْدَ قولِه: «ومَطعَمُه حَرامٌ» إمَّا لأنَّه لا يَلزَمُ مِن كونِ المَطْعَمِ حَرامًا التَّغذيةُ به، وإمَّا تَنبيهًا به على استواءِ حالَتَيه، أي: كونُه مُنفَقًا في حالِ كِبَرِه، ومُنفَقًا عليه في حالِ صِغَرِه، في وُصولِ الحرامِ إلى باطنِه؛ فأشار بقولِه: «ومَطعَمُه حَرامٌ» إلى حالِ كِبَرِه، وبقوله: «وغُذِي بالحرامِ» إلى حالِ صِغَرِه. فكان المالُ الحرامُ سببًا في عدَمِ إجابةِ دُعائه، كما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «فأَنَّى»، أي: فكيف، أو: فمِن أين؟! «يُستَجابُ لذلك» الرَّجُلِ، أو: لِأَجْلِ ما ذُكِرَ مِن حالِه؟! تفسير: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم...). والاستِفهامُ للاستِبعادِ. وفي الحديثِ: الحثُّ على الإنفاقِ مِن الحلالِ، والنَّهيُ عن الإنفاقِ مِن غيْرِه. وفيه: أنَّ المشروبَ والمأكولَ والملبوسَ ونحْوَ ذلك يَنْبغي أنْ يكونَ حَلالًا خالصًا لا شُبهةَ فيه. وفيه: إغلاقُ بابِ الكسْبِ الحرامِ وسَدُّ الذَّرائعِ إلى الحرامِ؛ بإعلانِ أنَّه يكونُ سَببًا لعدَمِ قَبولِ الدُّعاءِ.
تفسير: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم...)
والطعام الطيب في الشرع: ما كان متناوَلًا؛ من حيث ما يجوز، وبقدر ما يجوز، ومن المكان الذي يجوز، والطيب من الإنسان: مَن تَعَرَّى مِن نَجاسة الجهل والفسق، وقبائح الأعمال، وتحلَّى بالعلم والإيمان ومحاسن الأعمال، وإياهم قصد سبحانه بقوله: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ﴾ [النحل: 32]. ﴿ وصَعِيدًا طيبًا ﴾؛ أي: ترابًا لا نجاسة به، وسُمِّي الاستنجاء استطابة؛ لما فيه من التَّطَيُّب والتَّطَهُّر، وقيل: الأطْيَبان: الأكل، والنِّكاح، وطعام مطيبة للنفس، إذا طابت به النفس [1].
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 172
{ وَالدَّمَ} أي: المسفوح كما قيد في الآية الأخرى. { وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} أي: ذبح لغير الله، كالذي يذبح للأصنام والأوثان من الأحجار، والقبور ونحوها، وهذا المذكور غير حاصر للمحرمات، جيء به لبيان أجناس الخبائث المدلول عليها بمفهوم قوله: { طَيِّبَاتِ} فعموم المحرمات، تستفاد من الآية السابقة، من قوله: { حَلالا طَيِّبًا} كما تقدم. وإنما حرم علينا هذه الخبائث ونحوها، لطفا بنا، وتنزيها عن المضر، ومع هذا { فَمَنِ اضْطُرَّ} أي: ألجئ إلى المحرم، بجوع وعدم، أو إكراه، { غَيْرَ بَاغٍ} أي: غير طالب للمحرم، مع قدرته على الحلال، أو مع عدم جوعه، { وَلا عَادٍ} أي: متجاوز الحد في تناول ما أبيح له، اضطرارًا، فمن اضطر وهو غير قادر على الحلال، وأكل بقدر الضرورة فلا يزيد عليها، { فَلا إِثْمَ} [أي: جناح] عليه، وإذا ارتفع الجناح الإثم رجع الأمر إلى ما كان عليه، والإنسان بهذه الحالة، مأمور بالأكل، بل منهي أن يلقي بيده إلى التهلكة، وأن يقتل نفسه. فيجب، إذًا عليه الأكل، ويأثم إن ترك الأكل حتى مات، فيكون قاتلاً لنفسه. وهذه الإباحة والتوسعة، من رحمته تعالى بعباده، فلهذا ختمها بهذين الاسمين الكريمين المناسبين غاية المناسبة فقال: { إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.