وذكر تمام الحديث. حديث آخر: عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، قال عبد الله بن الإمام أحمد [ في مسند أبيه] حدثني أبو يحيى البزاز محمد بن عبد الرحيم ، حدثنا الحسن بن بشر بن سلم الكوفي ، حدثنا العباس بن الفضل الأنصاري ، عن هشام بن زياد القرشي ، عن أبيه ، عن محجن مولى عثمان ، عن عثمان ، قال: سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول: " أظل الله عينا في ظله ، يوم لا ظل إلا ظله من أنظر معسرا ، أو ترك لغارم ". حديث آخر: عن ابن عباس ، قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن يزيد ، حدثنا نوح بن جعونة السلمي الخراساني ، عن مقاتل بن حيان ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ، وهو يقول بيده هكذا وأومأ عبد الرحمن بيده إلى الأرض: " من أنظر معسرا أو وضع له ، وقاه الله من فيح جهنم ، ألا إن عمل الجنة حزن بربوة ثلاثا ، ألا إن عمل النار سهل بسهوة ، والسعيد من وقي الفتن ، وما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ، ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانا " تفرد به أحمد. طريق أخرى: قال الطبراني: حدثنا أحمد بن محمد البوراني قاضي الحديثة من ديار ربيعة ، حدثنا الحسين بن علي الصدائي ، حدثنا الحكم بن الجارود ، حدثنا ابن أبي المتئد خال ابن عيينة عن أبيه ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أنظر معسرا إلى ميسرته أنظره الله بذنبه إلى توبته ".
- من انظر معسرا فله بكل يوم صدقة
- من أنظر معسرا أو وضع له
- من أنظر معسرا كان له كل يوم صدقة
- أسباب معية الله سبحانه وتعالى لأوليائه من خلال القرآن الكريم - طريق الإسلام
- 🍃💠🍃 من كان مع الله كان الله معه 🍃💠🍃 - منتدى الكفيل
- تفسير: (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله)
- معنى حديث كان الله ولم يكن شيء... - إسلام ويب - مركز الفتوى
- من كان الله جل جلاله معه فقد سعد وفاز
من انظر معسرا فله بكل يوم صدقة
قلنا: وعلي بن يزيد الصُّدَائي ضعيف، ولم يتابعه على روايته من هذا الوجه أحدٌ، إنما رواه الناس عن عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جحادة، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه كما هو مذكور آنفاً. وانظر (22970). وقوله: في الحديث: إن له بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين، وله بكل يوم مثليه صدقة بعد حلوله، قال في الأولى: "مثله"، وفي الثانية: "مثليه"، تفرد أحمد بروايته بهذا اللفظ، فقد رواه ابن أبي شيبة عن عفان، فقال: "فله بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين، فإذا حل، فأنظرَه بعد ذلك، فله بكل يوم مثله صدقةً" أطلق الصدقة في الأولى، وجعلها بمقدار القرض في الثانية، وكذا رواه الناس عن عبد الوارث بن سعيد كما سلف تخريجه). 2016-03-10, 01:55 PM #2
جزاك الله خيرا
2016-03-22, 09:57 PM #3 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رضا الحملاوي
وجزاك مثله 2019-10-09, 07:29 PM #4 رد: من أنظر معسرًا...
بارك الله فيكم. 2019-10-09, 09:55 PM #5 رد: من أنظر معسرًا...
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس
بارك الله فيكم. وفيكم الله بارك
من أنظر معسرا أو وضع له
قال محققو المسند: (إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان ابن بريدة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصَّفَّار، وعبد الوارث: هو ابن سعيد العَنْبري. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزَّيلعي 1/166، ومن طريقه الحاكم 2/29 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ولفظه: "من أنظر معسراً، فله بكل يوم صدقةٌ قبل أن يَحِلَّ الدَّينُ، فإذا حَلَّ الدَّينُ، فأنظره بعد ذلك، فله بكل يوم مِثْلُه صدقةً". وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" 1/166، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" 1/166، و"جامع المسانيد" 1/128، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3810) و (3811) ، والطبراني في الجزء الذي جمع فيه أحاديث محمد بن جحادة كما في "تخريج أحاديث الكشاف" 1/166، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/286، والبيهقي في "السنن" 5/357، وفي "شعب الإيمان" (11261) و (11262) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 14/ورقة 778 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، به. وبعضهم يرويه مختصراً بنحو رواية عفان بن مسلم عند ابن أبي شيبة والحاكم، وقد ذكرناها قريباً. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1855 من طريق أبي الحسن الأكفاني علي ابن يزيد الصُّدَائي، عن مالك بن مغول، عن الأعمش، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه.
من أنظر معسرا كان له كل يوم صدقة
قال: ثم سمعته يقول: " من أنظر معسرا فله بكل يوم مثلاه صدقة ". قلت: سمعتك يا رسول الله تقول: " من أنظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة ". ثم سمعتك تقول: " من أنظر معسرا فله بكل يوم مثلاه صدقة " ؟! قال: " له بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين ، فإذا حل الدين فأنظره ، فله بكل يوم مثلاه صدقة ". حديث آخر: عن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري ، قال [ الإمام] أحمد: حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا أبو جعفر الخطمي ، عن محمد بن كعب القرظي: أن أبا قتادة كان له دين على رجل ، وكان يأتيه يتقاضاه ، فيختبئ منه ، فجاء ذات يوم فخرج صبي فسأله عنه ، فقال: نعم ، هو في البيت يأكل خزيرة فناداه: يا فلان ، اخرج ، فقد أخبرت أنك هاهنا فخرج إليه ، فقال: ما يغيبك عني ؟ فقال: إني معسر ، وليس عندي. قال: آلله إنك معسر ؟ قال: نعم. فبكى أبو قتادة ، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة ". ورواه مسلم في صحيحه. حديث آخر: عن حذيفة بن اليمان ، قال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا الأخنس أحمد بن عمران حدثنا محمد بن فضيل ، حدثنا أبو مالك الأشجعي ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتى الله بعبد من عبيده يوم القيامة ، قال: ماذا عملت لي في الدنيا ؟ فقال: ما عملت لك يا رب مثقال ذرة في الدنيا أرجوك بها ، قالها ثلاث مرات ، قال العبد عند آخرها: يا رب ، إنك أعطيتني فضل مال ، وكنت رجلا أبايع الناس وكان من خلقي الجواز ، فكنت أيسر على الموسر ، وأنظر المعسر.
وفي الحديثِ: الحثُّ على التَّيسيرِ على المُعسَرينَ، وبيانُ جزاءِ ذلك عندَ اللهِ()
قال: فيقول الله ، عز وجل: أنا أحق من ييسر ، ادخل الجنة ". وقد أخرجه البخاري ، ومسلم ، وابن ماجه من طرق عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة. زاد مسلم: وعقبة بن عامر وأبي مسعود البدري عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه. ولفظ البخاري. حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا يحيى بن حمزة ، حدثنا الزهري ، عن عبد الله بن عبد الله أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان تاجر يداين الناس ، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه ، لعل الله يتجاوز عنا ، فتجاوز الله عنه ". حديث آخر: عن سهل بن حنيف ، قال الحاكم في مستدركه: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك ، حدثنا عمرو بن ثابت ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن عبد الله بن سهل بن حنيف ، أن سهلا حدثه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أعان مجاهدا في سبيل الله أو غازيا ، أو غارما في عسرته ، أو مكاتبا في رقبته ، أظله الله يوم لا ظل إلا ظله " ثم قال: صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. حديث آخر: عن عبد الله بن عمر ، قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبيد ، عن يوسف بن صهيب ، عن زيد العمي ، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أراد أن تستجاب دعوته ، وأن تكشف كربته ، فليفرج عن معسر " ، انفرد به أحمد.
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة سماحة الشيخ رسالة وصلت إلى البرنامج من الطائف باعثها أخونا محمد بن زرعة يسأل عن قول النبي ﷺ: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه نرجو أن تتفضلوا ببيان المقصود من قوله ﷺ: وأوتيت مثله معه ؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذا الحديث من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومعنى (ومثله معه) يعني: أن الله أعطاه وحياً آخر وهو السنة التي تفسر القرآن وتبين معناه، كما قال الله : وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44] فهو ﷺ أوحى الله إليه القرآن وأوحى إليه أيضاً السنة، وهي الأحاديث التي ثبتت عنه عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق بالصلاة والزكاة والصيام والحج والمعاملات وغير ذلك، فالسنة وحي ثاني أوحاه الله إليه عليه الصلاة والسلام، وهو يعبر عن ذلك بأحاديثه التي بينها للأمة، وتلاها على الأمة عليه الصلاة والسلام. مثل قوله عليه الصلاة والسلام: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ومثل قوله ﷺ: لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول ومثل قوله ﷺ: الصلوات الخمس، ورمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة، كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر إلى غير هذا.
أسباب معية الله سبحانه وتعالى لأوليائه من خلال القرآن الكريم - طريق الإسلام
وقال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: فإذا آمَن بأنَّ الله معه؛ أي: عالمٌ به ومطَّلع عليه ورقيب على أعماله، فإنَّ ذلك يحمله على مراقبة الله، وعلى خوفه، وعدم الخروج عن طاعته، وعدم ارتكاب شيء من معاصيه... ويحمله هذا على إصلاح الأعمال وعدم إفسادها، وعلى الإكثار من الحسنات والبعد عن السيئات، هذه فائدةُ الإيمان بالمعيَّة. وقال الشيخ صالح فوزان الفوزان: فمَن عَلِمَ ذلك استَوَت علانيتُه وسريرته؛ فهابَهُ في كلِّ مكان. من كان الله جل جلاله معه فقد سعد وفاز. أما مَن ضَعُف إيمانه، وقلَّ يقينُه، فإنَّ مخافةَ الخلق عنده أعظمُ في نفسه مِن مخافة الله جل جلاله، فهو يستخفي بقبائحه من الناس، ويجاهر اللهَ بها، وهو مطَّلع عليه، عالم بما في نفسه؛ قال الله عز وجل: ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ ﴾ [النساء: 108]، فليحذر العبد من هذا؛ فالله مطَّلع عليه، لا تخفى عليه خافية. المعية الثانية: المعيَّة الخاصَّة لأنبيائه وأهل طاعته، وتقتضي النصر والتأييد، والعناية والتوفيق. وهذه المعية مَن نالها فلها آثار؛ منها:
زوال خوف البشر من قلبه، وثباته وقوَّته في الشدائد؛ قال الله عز وجل: ﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ [طه: 45، 46]؛ قال الإمام الشوكانيُّ رحمه الله: فمَن كان الله معه، لم يخش من الأهوال وإن كانت كالجبال.
🍃💠🍃 من كان مع الله كان الله معه 🍃💠🍃 - منتدى الكفيل
قالوا: قد قبلنا يا رسول الله. قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر. قال: كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض. وفي رواية: لم يكن شيء قبله. قال ابن حجر: وفي رواية غير البخاري: ولم يكن شيء معه. وقال أيضاً: تنبيه: وقع في بعض الكتب في هذا الحديث: كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان. وهي زيادة ليست في شيء من كتب الحديث، نبه على ذلك العلامة تقي الدين ابن تيمية ، وهو مسلَّم في قوله:" وهو الآن"... من كان مع الله كان الله معه. إلىآخره. وأما لفظ "ولا شيء معه" فرواية الباب بلفظ ولا شيء غيره بمعناها. انتهى من فتح الباري. ولا شك أن جملة وهو الآن على ما كان عليه لا تصح بحال، فقد خلق الله السموات والأرض وغيرهما، كما هو معلوم،وكيف يسوَّى بين أول الأمر - كما جاء في الحديث، وبين وقت النبي صلى الله عليه وسلم المعبر عنه بلفظ الآن ؟! وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- لم يتكلم على الحديث بتمامه، وإنما أنكر الجملة الأخيرة منه، وهي قوله وهو الآن على ما عليه كان خلافاً لما توهمه عبارة ابن حجر. قال شيخ الإسلام رحمه الله: ومن أعظم الأصول التي يعتمدها هؤلاء الاتحادية الملاحدة المدعون للتحقيق والعرفان ما يؤثرونه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان الله ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه كان وهذه الزيادة وهي قوله: وهو الآن على ما عليه كان كذب مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تفسير: (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله)
الإحسان:
قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]، وقال الله عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]؛ قال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: والله مع المتقين المحسنين بعونه وتوفيقه وتسديده. ومعية الله الخاصة تتفاضل، وكلَّما زادت تلك الأوصاف في العبد ازدادت معيَّة الله جل جلاله له؛ فالناس ليسوا سواء في مقدار إيمانهم، وإتيانهم لجميع شُعَبِه وخِصَاله، وليسوا سواء في اتقائهم لما يحُول بينهم وبين عذاب الله، وليسوا سواءً في إحسانهم في عبادة الله، وفي إحسانهم في معاملة الخَلْق، وليسوا سواءً في صبرهم على طاعة الله، وفي صبرهم عن محارم الله، وفي صبرهم على أقدار الله المؤلمة، فحفظ الله جل جلاله لهم يتفاضل بتفاضل أعمالهم، وكلما زاد إيمانهم وتقواهم وإحسانهم وصبرهم، ازدادت معيَّة الله جلَّ جلاله لهم؛ فالحُكْم - كما قال أهل العلم - إذا عُلِّق على وصف، ازداد بزيادةِ ذلك الوصف، ونقَص بنَقْصِه. أسأل الله بكَرَمِه وجوده ورحمته أن نكون ممن كمَلَت فيهم تلك الصفاتُ فنفوز فوزًا عظيمًا، ونسعد سعادةً دائمةً.
معنى حديث كان الله ولم يكن شيء... - إسلام ويب - مركز الفتوى
فأحاديثه ﷺ وحي ثاني غير وحي القرآن، ومعناها وحي وألفاظها من النبي عليه الصلاة والسلام، وقد يكون بعضها أحاديث قدسية من كلام الرب أوحاها الله إلى نبيه عليه الصلاة والسلام فتسمى أحاديث قدسية، وهي من كلام الله عز وجل وهي وحي ثاني غير وحي القرآن. من كان معه الله. فالقرآن أنزل للإعجاز، وأما الأحاديث القدسية فهي أنزلت لما فيها من العظة والتذكير والأحكام التي تنفع الأمة، فهي وحي ثاني من الله للرسول عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:1-4] فالوحي على هذا أنواع ثلاثة:
القرآن الكريم: وهو الذي جعله الله معجزة عظيمة مستمرة لرسول الله عليه الصلاة والسلام لفظه ومعناه، وبين فيه أحكامه ، وهو كلامه لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42]. والوحي الثاني: أحاديث قدسية من كلام الله عز وجل، أوحاها الله لنبيه ﷺ وليس من القرآن، مثل قوله ﷺ عن الله أنه قال سبحانه: يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي!
من كان الله جل جلاله معه فقد سعد وفاز
أما مَن ضَعُف إيمانه، وقلَّ يقينُه، فإنَّ مخافةَ الخلق عنده أعظمُ في نفسه مِن مخافة الله جل جلاله، فهو يستخفي بقبائحه من الناس، ويجاهر اللهَ بها، وهو مطَّلع عليه، عالم بما في نفسه؛ قال الله عز وجل: ﴿ { يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} ﴾ [ النساء: 108]، فليحذر العبد من هذا؛ فالله مطَّلع عليه، لا تخفى عليه خافية. المعية الثانية: المعيَّة الخاصَّة لأنبيائه وأهل طاعته، وتقتضي النصر والتأييد، والعناية والتوفيق. من كان معه ه. وهذه المعية مَن نالها فلها آثار؛ منها: زوال خوف البشر من قلبه، وثباته وقوَّته في الشدائد؛ قال الله عز وجل: ﴿ { قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} ﴾ [طه: 45، 46]؛ قال الإمام الشوكانيُّ رحمه الله: فمَن كان الله معه، لم يخش من الأهوال وإن كانت كالجبال, وقال العلامة محمد العثيمين رحمه الله: المعيَّة خاصة... هذه المعية توجب لمَن آمَنَ بها كمالَ الثبات والقوَّة, وقال الشيخ صالح عبدالعزيز آل الشيخ: مَن كان الله معه، فالخوف منه بعيد، وكذلك الأذى بعيد عنه بمراحل.
فالخلاصة أنه لكي تكون من أولياء الله، وتظفر بمعية الله الخاصة لك - فعليك بتدبر الآيات الآتية؛ ومن ثَمَّ العمل بمقتضاهن: ﴿ { وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} ﴾ [ الأنفال: 19]. ﴿ { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} ﴾ [ التوبة: 36]. ﴿ { وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} ﴾ [ البقرة: 249]. ﴿ { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} ﴾ [ الأنفال: 46]. ﴿ { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} ﴾ [ النحل: 128]. فلا تحرم نفسك أخي المبارك من الأخذ بهذه الأسباب، وأخذ النفس بالمجاهدة لتحصيلها؛ فالله تعالى يعطي على القليل كثيرًا، ويجازي عباده من حيث لا يحتسبون، ويضاعف لهم الأجر؛ فقد قال الله في محكم التنزيل: ﴿ { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} ﴾ [ فاطر: 30]. سالم محمد أحمد
14
0
8, 224