ما تبقى من جسد المقال صيغ على شاكلة خمسة ردود أسماها وقفات. في الوقفة الأولى، يلمح الكاتب إلى أن الجابري، باعتبارها فيلسوفا، لا يعتد بآرائه كلما تعلق الأمر بالأمور الدينية، التي يبقى علماء الشريعة الملمين بحقائقهم هم وحدهم المؤهلين للحسم فيها. وفي الوقفة الثانية، يبدو الكاتب رافضا ما ذهب إليه الجابري من خلو القرآن الكريم من أي نص يدل على ان المراة فتنة، حيث يقول: "إن لفظ "الفتنة" في اللغة يأتي على عدة معان وأوجه، منها الاختبار والابتلاء والقتل… فإذا نظرنا إلى معنى "فتنة المرأة" في سياق نصوص الشريعة هذه وجدناها تنطبق على الاختبار والامتحان والابتلاء، وهذا المعنى موجود في القرآن الكريم وفي آيات كثيرة، في المرأة وغيرها من أمور الدنيا، حيث سمى الله تعالى المال والولد والدنيا والخير والشر… فتنة، أي: بلاء واختبارا، وليس بالضرورة أن ذلك مصيبة، كما يُفهم من ظاهر كلام صاحبنا". الوقفة الثالثة خصصها عبد السلام الغماري لبيان ما رآه تناقضا في قول الجابري: «… ولا أنها تفتن الرجل، بل الرجل هو الذي يُفتتن بها». هنا تساءل الكاتب: كيف يُفتتن الرجل بها إذالم تكن هي فاتنة له؟!
كناطح صخرة يوماً ليوهنها. ومن الذي فتَنَه وكان فتنة له إذن غيرها؟ ثم يعلق قائلا:"لم نسمع بهذا الفهم من قبل، فكونه افتُتن بالمرأة هذا يعني أن المرأة من طبعها أنها فاتنة للرجل، وهذه مسألة طبيعية وفطرية، وهذا لا يحتاج إلى دليل ولا برهان. "