حكم قطع نية صيام القضاء
إن الجزم بقطع نية صوم القضاء يبطل الصيام، أما التردد في قطع نية الصيام على الراجح من أقوال أهل العلم لا يفسد الصيام، وبذلك فإنه لو نوى الإنسان أن يؤدي صومه ثم تردد في نيته فيمكنه أن يتمه، ولا تبطل نيته بذلك التردد سواء كان صيامه فرضًا أو نفلًا، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "وأما إذا لم يعزم، ولكن تردد فموضع خلاف بين العلماء: فمنهم من قال: إن صومه يبطل، لأن التردد ينافي العزم، ومنهم من قال: إنه لا يبطل، لأن الأصل بقاء النية حتى يعزم على قطعها وإزالتها، وهذا هو الراجح عندي لقوته"، والله في ذلك أعلى وأعلم. وقت نية الصيام
إنَّ النية من أجل الصيام تبدأ من الليل ولو كان في آخر الليل، ولو نوى الصائم صومه في اليوم التالي في آخر الليل فلا بأس بذلك، والنية أمر لا بد منه في صيام الفريضة لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن الأعمال بالنيات ، أمَّا في صيام النافلة فلا يشترط على الصائم ذلك، ولو كان قد صام في أثناء النهار، وأصبح وهو لم ينو الصيام، لكنه لم يأكل أو يتعاطى مفطرًا، ثم أراد أن يصوم نافلة فلا حرج عليه بذلك لما ثبت من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر.
حكم التردد في نية صوم القضاء أو بإجراءات موجزة
تاريخ النشر: الأربعاء 17 محرم 1443 هـ - 25-8-2021 م
التقييم:
رقم الفتوى: 446410
2915
0
السؤال
صمت أياما بهذه النية: "أنا أصوم لأداء ما علي من واجب، ولكن إذا لم يكن هذا الصيام واجبا عليَّ، فأنا أصومه كنافلة". لم أصم أيام رمضان الحاضرة بهذه النية. هل أكون أديت ما عليَّ من واجب أمام الله، بصيام الواجب بهذه النية؟
وللتوضيح، حددت بيني وبين نفسي أن عليَّ صيام عدد من الأيام، حتى أؤدي ما عليَّ من واجب في الصيام، ولكني حددت عدد الأيام بشكل جزافي، لا يراعي العدد المضبوط. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من خلال أسئلتك السابقة، أن لديك وساوس كثيرة، ونسأل الله -تعالى- أن يشفيك ويعافيك منها. حكم التردد في نية صوم القضاء أو بإجراءات موجزة. والذي ننصحك به إجمالا هو أن تعرض عن كل هذه الوساوس، فلا تلتفت إلى شيء منها، بل عليك أن تتجاهلها تجاهلا تاما، فإن هذا هو السبيل لعلاج الوساوس والتخلص منها. وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 3086. ثم إن النية يشترط فيها أن تكون جازمة سالمة من التردد، فإذا صمت قضاء رمضان بنية "أنا أصوم لأداء ما علي من واجب، ولكن إذا لم يكن هذا الصيام واجبا عليَّ، فأنا أصومه كنافلة" فإن صيامك عن القضاء غير مجزئ، بل يكون نفلا.
حكم التردد في نية صوم القضاء على
تاريخ النشر: الأربعاء 3 ربيع الأول 1436 هـ - 24-12-2014 م
التقييم:
رقم الفتوى: 279169
20488
0
177
السؤال
ما حكم صيام القضاء، وأنا ناوية من الليل على ذلك، ولكن بشرط إذا أصبحت ولم أشعر بجوع فسأتم صيامي؟ وإذا شعرت بجوع سأفطر، أي أني علقت نيتي على ذلك. هل صيامي صحيح أم لا؟ علما بأني مريضة سكر. جزاكم الله خيرا.
حكم التردد في نية صوم القضاء الحلقه
اهــ
وقال ابن مفلح في الفروع: أو وَجَدْت طَعَامًا أَكَلْت وَإِلَّا أَتْمَمْت فَكَالْخِلَافِ في الصَّلَاةِ قِيلَ يَبْطُلُ؛ لِأَنَّهُ لم يَجْزِمْ بِالنِّيَّةِ وَلِهَذَا لَا يَصِحُّ ابْتِدَاءُ الصَّوْمِ بِمِثْلِ هذه النِّيَّةِ... اهــ
فاجزمي نية الصيام من غير تردد وتسحري، ثم إن طرأ لك ما يشق معه الصوم جاز لك الفطر. والله تعالى أعلم.
مسألة 978: إذا لم ينو الصوم في شهر رمضان لنسيان الحكم أو الموضوع ، أو للجهل بهما ولم يستعمل مفطرا ثم تذكر أو علم أثناء النهار فالظاهر الاجتزاء بتجديد نيته قبل الزوال ، ويشكل الاجتزاء به بعده فلا يترك الاحتياط بالامساك بقية النهار بقصد القربة المطلقة والقضاء بعد ذلك.
اللهم أدخلنا في واسع رحمتك وعفوك وسترك وكرمك يا أرحم الراحمين. أقول ما تسمعون..
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى. باب الله مفتوح ليس عليه حاجب، والاتصال به مباشر، وكرمُه واسع، ورحماته منتشرة، فما عذرنا وما حجتنا؟! إن الشقي من لم تسعه هذه الرحمات وهذه الهبات... الشقي من ضيَّع وفرط وتمادى وسها عن الله حتى أدركه الشقاء والعذاب والهوان. سعة رحمة الله الرحمن الرحيم. سَعة رحمة الله يعتبرها المؤمن فُرَصًا للإقبال على الله، والتعرض لرحماته وهباته بالأعمال الصالحة، وفعل الخير والتوبة وترك المعاصي. أما أهل الغفلة، فيعصون الله ويتفلتون على شرعه، ويأتون بالصغيرة والكبيرة، ويقولون: الله غفور رحيم. ليس هذا المقصود من سَعة رحمة الله، كيف نبارز الله بالمعصية ولا نخاف ولا نخشى؟
إن رحمات الله وعفوه وسعة مغفرته تُستجلَب بطاعته واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 132]. سعة رحمة الله تُستجلب بالصلاة والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].
سعة رحمة الله الرحمن الرحيم
صحيح البخاري. الله قادر أن يعذب من عصاه عند أول ذنب وعند أول جرم وعند أول معصية, ولو فعل الله ذلك ماترك على ظهر الأرض من دابة لأن كل العباد خطاؤون كل العباد مذنبون, قال سبحانه:} وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا{]سورة فاطر:45[
يمهل ويمهل ويمهل حتى من كفر به وحارب دينه يمهلهم لعلهم يتوبون أو يذَّكَرون. إن الله تعالى أخبرنا أن رحمته تسبق غضبه وأن له مئة رحمة... سعة رحمة الله والذاكرات. لله مائة رحم', قال صلى الله عليه وسلم:) إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ منها رَحْمَةً وَاحِدَةً بيْنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ علَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَومَ القِيَامَةِ. ) صحيح مسلم. وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ في كِتابِهِ فَهو عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ إنَّ رَحْمَتي غَلَبَتْ غَضَبِي)
من رحمته بعباده أنه سهل عليهم العبادة, سهل علينا التكاليف الشرعية, ماجعل علينا في الدين من حرج.
سعة رحمة الله على
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما بزغت الشمس والقمر.
سعة رحمة الله والذاكرات
أيها المسلمون: لقد أمر الله -عز وجل- نبيه محمدا -صلى الله وعليه وسلم- أن يخبر العالم أجمع بأن الله غفور رحيم, فقال تعالى: ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الحجر: 49]، بل نادى ربنا -جل وعلا- كلَّ المجرمين الذين تمادوا في الذنوب والمعاصي وأسرفوا على أنفسهم ناداهم نداءً خاصا بأن لا يقنطوا من رحمته، فخاطبهم الله بـ" يا عبادي" تأليفًا لقلوبهم وتأنيسًا لأرواحهم، فقال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الزمر: 53]. فلما قسا قلبي وضاقت مذاهبي *** جعلت الرجاء مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته *** بعفوك ربي كان عفوك أعظما
أيها المسلمون: إن كثيرا من الناس ما فهموا معنى رحمة الله، فلذلك تمادوا في المعاصي بحجة أن الله سيغفر الذنوب، وما علموا بأن الله -جل وعلا- قد اشترط لنيل رحمته قائلا: ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ)[الأعراف: 156 - 157].
عباد الله: ما أرحم الله! وما أرأفه! وما أصبره وما أحلمه، هو الرحمن الرحيم بالمؤمنين رؤوف رحيم, ما خلقنا ليُعذبنا، وما أوجدنا ليُشقينا، وما كلفنا ليشق علينا. سعة رحمة الله على. أنزل الكتب وأرسل الرسل وذلك من رحمته وشفقته على عباده ألا يعذبهم؛ ( طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى)[طه: 1-3[. أنزل البلاء وأنزل النعماء، ينعم على قوم ليبتليهم بالنعم؛ هل يشكرون أم يكفرون, ويرسل البلاء على أقوام ليبتلي إيمانهم ويختبر صدقهم ويقينهم, لا ليعذبهم ويضيّق عليهم, بل إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه، وأكثر الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل؛ لأنه يأتي مع البلاء والصبر عليه.. يأتي معه الأجور والدرجات والرضى والرحمات. قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: " إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَى، ومَن سخِط فله السَّخطُ "(حسنه الألباني في صحيح الترمذي). الله -جل جلاله- أرحم بنا من أنفسنا، أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا, قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: قَدِمَ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي، إذَا وجَدَتْ صَبِيًّا في السَّبْيِ أخَذَتْهُ، فألْصَقَتْهُ ببَطْنِهَا وأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: " أتُرَوْنَ هذِه طَارِحَةً ولَدَهَا في النَّارِ ؟" قُلْنَا: لَا، وهي تَقْدِرُ علَى أنْ لا تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: " لَلَّهُ أرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه بوَلَدِهَا "(صحيح البخاري).