ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح:
– قد يبتلي الله الداعية بقومه وأصدقائه فيعاني منهم مايعاني، ولكنه إذا عاد الى بيته وجد الراحه و طمأنينة النفس، وهذا الذي كان لقاه خاتم الانبياء ﷺ مع السيدة خديجه رضي الله عنها أما نوح – عليه السلام – فقد ابتلاه الله بقومه و بأهل بيته معاً. قال تعالى: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صٰلِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْـًٔا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدّٰخِلِينَ}
و كانت خيانة امرأة نوح إنها تنقل أخباره و أسراره لأعدائه، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة منه قوم نوح به. كان من الطبيعي أن تكون امرأته من أوائل المؤمنين به و من الذين يشدون من ازره و يساعدونه على المضي في إبلاغ ما أمره الله به، لكنها كفرت و أغوت ابنها وجعلته يسلك طريق الكافرين و يخالف والده. { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذينَ كَفَرُوا امرَأَتَ نوحٍ وَامرَأَتَ لوط }| الشيخ عبدالباسط عبدالصمد - YouTube. بدأت هذه المرأه الشقية رحلة السخرية بزوجها نوح الذي اختاره الله عز وجل رسولاً ونبياً للناس، وهو كذلك من أولي العزم من الرسل، ومع هذا كانت تناقش نوحاً و تحاوره في أمور دينه بأسلوب يغلب عليه الإستهزاء و السخرية أمام قومه.
- من الآية 10 الى الآية 12
- امرأة نوح في القرآن الكريم
- شبكة الألوكة
- { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذينَ كَفَرُوا امرَأَتَ نوحٍ وَامرَأَتَ لوط }| الشيخ عبدالباسط عبدالصمد - YouTube
- قيس بن سعد بن عبادة
- قيس بن سعد
- سعد بن قيس
- مدرسة قيس بن سعد
من الآية 10 الى الآية 12
إعراب الآية 10 من سورة التحريم - إعراب القرآن الكريم - سورة التحريم: عدد الآيات 12 - - الصفحة 561 - الجزء 28. (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا) ماض وفاعله ومفعوله والجملة استئنافية لا محل لها (لِلَّذِينَ) متعلقان بالفعل (كَفَرُوا) ماض وفاعله والجملة صلة (امْرَأَتَ نُوحٍ) بدل مضاف إلى نوح (وَامْرَأَتَ لُوطٍ) معطوف على ما قبله. (كانَتا) كان واسمها (تَحْتَ) ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر كان (عَبْدَيْنِ) مضاف إليه (مِنْ) (عِبادِنا) متعلقان بمحذوف صفة عبدين (صالِحَيْنِ) صفة عبدين والجملة حال. (فَخانَتاهُما) الفاء حرف عطف وماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها. (فَلَمْ يُغْنِيا) مضارع مجزوم بلم والألف فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها (عَنْهُما) متعلقان بالفعل (مِنَ اللَّهِ) حال (شَيْئاً) مفعول به (وَقِيلَ) ماض مبني للمجهول والجملة معطوفة على ما قبلها (ادْخُلَا) أمر وفاعله والجملة مقول القول (النَّارَ) مفعول به (مَعَ) ظرف مكان (الدَّاخِلِينَ) مضاف إليه. امرأة نوح في القرآن الكريم. ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) أعقبت جملة { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين} [ التحريم: 9] الآية المقصود منها تهديدهم بعذاب السيف في الدنيا وإنذارهم بعذاب الآخرة وما قارن ذلك من مقابلة حالهم بحال المؤمنين ، بأن ضرَب مثلين للفريقين بنظيرين في حاليهما لتزداد الموعظة وضوحاً ويزداد التنويه بالمؤمنين استنارة.
امرأة نوح في القرآن الكريم
قال شيخ المفسرين أبو جعفر الطبري في " تفسيره " (23/ 497): "يقول - تعالى ذكرُه -: مَثَّل اللهُ مثلًا للذين كفروا من النَّاس، وسائِرِ الخلقِ امرأةَ نوحٍ، وامرأةَ لوطٍ؛ كانتا تحت عبدين مِن عبادنا، وهما: نوحٌ، ولوطٌ، فخانتاهما. ذُكر أن خيانة امرأةِ نوحٍ زوجَها أنها كانتْ كافرةً، وكانتْ تقول للناس: إنه مجنونٌ، وأن خيانةَ امرأةِ لوطٍ، أن لوطًا كان يُسِرُّ الضيف، وتَدُلُّ عليه". اهـ.
شبكة الألوكة
ضربها الله مثلا باسمها وأثنى عليها ولم يذكر في كلامه تعالى امرأة باسمها غيرها ذكر اسمها في القرآن في بضع وثلاثين موضعا في نيف وعشرين سورة. وقوله: ﴿التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا﴾ ثناء عليها على عفتها، وقد تكرر في القرآن ذكر ذلك ولعل ذلك بإزاء ما افتعله اليهود من البهتان عليها كما قال تعالى: ﴿وقولهم على مريم بهتانا عظيما﴾ النساء: 156، وفي سورة الأنبياء في مثل القصة: ﴿والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها﴾ الأنبياء: 91. وقوله: ﴿وصدقت بكلمات ربها﴾ أي بما تكلم به الله سبحانه من الوحي إلى أنبيائه كما قيل، وقيل: المراد بها وعده تعالى ووعيده وأمره ونهيه، وفيه أنه يستلزم كون ذكر الكتب مستدركا. وقوله: ﴿وكتبه﴾ وهي المشتملة على شرائع الله المنزلة من السماء كالتوراة والإنجيل كما هو مصطلح القرآن ولعل المراد من تصديقها كلمات ربها وكتبه كونها صديقة كما في قوله تعالى: ﴿ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة﴾ المائدة: 75. من الآية 10 الى الآية 12. وقوله: ﴿وكانت من القانتين﴾ أي من القوم المطيعين لله الخاضعين له الدائمين عليه غلب فيه المذكر على المؤنث. ويؤيد هذا المعنى كون القنوت بهذا المعنى واقعا فيما حكى الله من نداء الملائكة لها ﴿يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين﴾ آل عمران: 43، وقيل: يجوز أن يراد بالقانتين رهطها وعشيرتها الذين كانت مريم منهم وكانوا أهل بيت صلاح وطاعة، وهو بعيد لما تقدم.
{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذينَ كَفَرُوا امرَأَتَ نوحٍ وَامرَأَتَ لوط }| الشيخ عبدالباسط عبدالصمد - Youtube
ومناسبة ضرب المثل بامرأة نوح وامرأة لوط دون غيرهما من قرابة الأنبياء نحو أبي إبراهيم وابن نوح عليهما السلام لأن ذكر هاتين المرأتين لم يتقدم. وقد تقدم ذكر أبي إبراهيم وابن نوح ، لتكون في ذكرهما فائدة مستجدة ، وليكون في ذكرهما عقب ما سبق من تمالُؤِ أُمي المؤمنين على زوجهما صلى الله عليه وسلم تعريض لطيف بالتحذير من خاطر الاعتزاز بغناء الصلة الشريفة عنهما في الوفاء بحق ما يجب من الإِخلاص للنبيء صلى الله عليه وسلم ليكون الشَّبه في التمثيل أقوى. فعن مقاتل «يقول الله سبحانه لعائشة وحفصة: لا تكونا بمنزلة امرأة نوح وامرأة لوط في المعصية وكونا بمنزلة امرأة فرعون ومريم». ضرب الله مثلا للذين كفروا امرات نوح. ووضحه في «الكشاف» بأنه من قبيل التعريض. ومنعه الفخر ، وقال ابن عطية: «قال بعض الناس في المثلين عبرة لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم حين تقدم عتابهن. وفي هذا بُعد لأن النص أنه للكفار يبعد هذا» اه. ويدفع استبعاده أن دلالة التعريض لا تنافي اللفظ الصريح ، ومن لطائف التقييد بقوله تعالى: { للذين كفروا} أن المقصد الأصلي هو ضرب المثل للذين كفروا وذلك من الاحتراس من أن تحمل التمثيل على المشابهة من جميع الوجوه والاحتراس بكثرة التشبيهات ومنه تجريد الاستعارة.
وقصة امرأة نوح لم تذكر في القرآن في غير هذه الآية والذي يظهر أنها خانت زوجها بعد الطوفان وأن نوحاً لم يعلم بخونها لأن الله سمى عملها خيانة. وقد ورد في سفر التكوين من التوراة ذكر امرأة نوح مع الذين ركبوا السفينة وذِكر خروجها من السفينة بعد الطوفان ثم طوي ذكرها لما ذكر الله بركته نوحاً وبنيه وميثاقه معهم فلم تذكر معهم زوجه. فلعلها كفرت بعد ذلك أو لعل نوحاً تزوج امرأة أخرى بعد الطوفان لم تذكر في التوراة. ووصف الله فعل امرأة نوح بخيانة زوجها ، فقال المفسرون: هي خيانة في الدين ، أي كانت كافرة مسرة الكفر ، فلعل الكفر حدث مرة أخرى في قوم نوح بعد الطوفان ولم يذكر في القرآن. وأما حديث امرأة لوط فقد ذكر في القرآن مرات. وتقدم في سورة الأعراف ويقال: فلانةُ كانت تحت فلان ، أي كانت زوجاً له. والتحتية هنا مجاز في معنى الصيانة والعصمة ومنه قول أنس بن مالك في الحديث المروي في «الموطأ» وفي «صحيح البخاري» عن أم حرام بنت ملحان: «وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت». ومن بدائع الأجوبة أن أحد الأمراء من الشيعة سأل أحد علماء السنة: من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابه: «الذي كانت ابنتُه تحتَه» فظن أنه فضل علياً إذْ فهم أن الضمير المضاف إليه «ابنَة» ضميرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الضمير المضاف إليه ( تحت) ضمير اسم الموصول ، وإنما أراد السنيّ العكس بأن يكون ضمير «ابنته» ضمير الموصول «تحته» ضمير رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك هو أبو بكر.
وكان قيس بن سعد بن عبادة الانصاري أحد دهاة العرب([25])، وأهل الرأي والمكيدة في الحرب مع النجدة والبسالة([26])، ودهاؤه يضرب به المثل([27])، وقد قال عن نفسه: ((لَوْلاَ الإِسْلاَمُ، لَمَكَرْتُ مَكْراً لاَ تُطِيْقُهُ العَرَبُ))([28])، وقال: ((لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم): الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ فِي النَّارِ لَكُنْتُ مِنْ أَمْكَرِ النَّاسِ))([29]). وقد حار معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص في أمره عندما ولَّاه الإمام علي (عليه السلام) مصر، وكانا يجاهدان بكلِّ ما يمتلكان من مكر وخديعة وحيلة على أن يخرجاه من مصر ويتغلبان عليه، ولكنَّه امتنع عليهما بما يملك من دهاء ومكايدة، فلم يقدرا عليه ولم يستطيعا أخذ مصر مدَّة حكمه لها، وكان أثقل خلق الله عليهما، وقد وصف معاوية رصانة رأي قيس ومكايدته بأنَّها خير من مائة ألف مقاتل([30]).
قيس بن سعد بن عبادة
قال له: ماذا تريد؟ تجلس أو أجلس ؟ فقال له الرومي: بل اجلس أنت، فجلس محمد بن الحنفية وأعطى الرومي يده فاجتهد الرومي بكل ما يقدر عليه من القوة أن يزيله من مكانه أو يحركه ليقيمه فلم يقدر على ذلك، ولا وجد إليه سبيلا، فغُلب الرومي: عند ذلك، وظهر لمن معه من الوفود من بلاد الروم أنه قد غُلب. ثم قام محمد بن الحنفية فقال للرومي: اجلس لي، فجلس وأعطى محمدا يده فما أمهلة أن أقامه سريعا، ورفعه في الهواء ثم ألقاه على الأرض فسر بذلك معاوية سرورا عظيما. ونهض قيس بن سعد فتنحى عن الناس ثم خلع سراويله وأعطاها لذلك الرومي الطويل فلبسها فبلغت إلى ثدييه وأطرافها تخط بالأرض، فاعترف الرومي بالغلبة. وبعث ملكهم ما كان التزمه لمعاوية
روى قيس كثيرًا من أحاديث رسول الله وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين. وعاش قيس في المدينة، حتى توفي في آخر خلافة معاوية. سير أعلام النبلاء للذهبي_قيس بن سعد [1]
البداية والنهاية لابن كثير_قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي [2]
إسلام ويب_المكتبة الإسلامية_قيس بن سعد [3]
شبكة الإمام الرضا الشيعية_المشاهير_قيس بن سعد الأنصاري [4]
مراجع [ عدل]
قيس بن سعد
قيس بن سعد بن عبادة (ت. 680)، هو صحابي جليل، والده الصحابي سعد بن عبادة دليم الأنصاري......................................................................................................................................................................... حياته
وُلد قيس بن سعد عام 60 هـ الموافق 680م ، والده هو الصحابي الجليل سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري ، وأمه بنت عم أبيه، واسمها فكيهة بنت عبيد بن دليم. كان لأسرة قيس، على عادة أثرياء وكرام العرب يومئذ، مناد يقف فوق مرتفع لهم وينادي الضيفان إلى طعامهم نهارا أو يوقد النار لتهدي الغريب الساري ليلا وكان الناس يومئذ يقولون:" من أحبّ الشحم، واللحم، فليأت أطم دليم بن حارثة"... ودليم بن حارثة، هو الجد الثاني لقيس ففي هذا البيت العريق أرضع قيس الجود والسماح. وقيل عن أبوه سعد: " كان الرجل من الأنصار ينطلق إلى داره، بالواحد من المهاجرين، أو بالاثنين، أو بالثلاثة. وكان سعد بن عبادة ينطلق بالثمانين ". وكان قيس بن سعد من أطول الناس ومن أجملهم وكان لا ينبت بوجهه شعر كان الأنصار يعاملونه كزعيم منذ صغره كانوا يقولون:لو استطعنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا لفعلنا.
سعد بن قيس
وقال نصر بن مزاحم: (إن علياً دعا قيس بن سعد يوم صفين فأثنى عليه خيراً وسوّده - عيّنه قائداً - على الأنصار). توفي رحمه الله سنة ستين هجرية.
مدرسة قيس بن سعد
وقال ابن أبي الحديد: (كان قيس من كبار شيعة أمير المؤمنين عليه السلام وقاتل بمحبته وولائه.. وكان مع الحسن عليه السلام). توليته مصر وعزله عنها:
لما ولي الإمام علي الخلافة قال لقيس (سر إلى مصر فقد وليتك، فإذا أنت قدمتها إن شاء الله فأحسِن إلى المحسن، واشتد على المريب، وارفق على العامة والخاصة فالرفق أيمن). استقامت الأمور لقيس مدة من الزمن، حتى سرت شائعة مفادها ان قيسا نقل ولاءه لمعاوية، فبلغت الشائعات علياً فدعا ابنيه حسناً وحسيناً وابنه محمداً وعبد الله بن جعفر فأعلمهم بذلك واستشارهم، فأشار عليه عبدالله قائلاً: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، اعزل قيساً عن مصر). قال الإمام: (والله إني غير مصدّق بهذا على قيس). وفي الأثناء وصل كتاب قيس يطلب فيه موادعة أعدائه والخارجين عليه في مصر، قال عباس العقاد: (وأراد الإمام أن يستيقن من الخصومة بين قيس ومعاوية فأمر قيساً أن يحارب المتخلفين عن البيعة فلم يفعل. فتعاظم شك الإمام وأصحابه وكثر المشيرون عليه بعزل قيس واستقدامه) وهكذا قرر الإمام عزله وعيّن مكانه محمد بن أبي بكر. في معركة صفين:
لما عزم الإمام على المسير إلى صفين دعا من كان معه من المهاجرين والأنصار فاستشارهم فقام فيمن قام قيس بن سعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (يا أمير المؤمنين انكمش بنا إلى عدونا ولا تعرج.
قبل الإسلام
حين كان قيس، قبل الإسلام يعامل الناس بذكائه كانوا لا يحتملون منه ومضة ذهن، ولم يكن في المدينة وما حولها إلا من يحسب لدهائه ألف حساب فلما أسلم، علّمه الإسلام أن يعامل الناس بإخلاصه، لا بدهائه ومن ثمّ نحّى دهاءه جانبا، ولم يعد ينسج به مناوراته القاضية وصار كلما واجه موقعا صعبا، يأخذه الحنين إلى دهائه المقيد، فيقول عبارته المأثورة: " لولا الاسلام، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب". في عهد الرسول
كان قيس حامل راية الأنصار مع رسول الله، وكان من ذوي الرأي من الناس. خدم قيس بن سعد النبي عشر سنين، وفي صحيح البخاري عن أنس، كان قيس بن سعد من النبي بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير. وشهد مع رسول الله المشاهد كلها، وأخذ النبي يوم الفتح الراية من أبيه فدفعها إليه. [1]
في عهد الخلفاء الراشدين
شهد فتح مصر ، واختط بها داراً، ثم ولاه علي بن أبي طالب إمارتها.
فملأ بيتها طعاماً ووَدَكاً وإداماً. وإلى السخاء كان قيس بن سعد يجمع فضائل
أخرى من مكارم الأخلاق ومحاسنها ، نترك للمؤرخين ومدوِّني
السير تقرير ذلك ووصفه. يقول أبو عُمر: كان قيس أحد الفضلاء
الجُلَّة ، وأحد دُهاة العرب وأهل الرأي والمكيدة في الحروب ،
مع النجدة والبسالة والسخاء والكرم. فكان شريف قومه غير مُدافَع ، هو وأبوه
وجده. ويقول المبرَّد: كان قيس بن سعد شجاعاً
جواداً سيداً. ويضيف ابن كثير: كان سيداً مطاعاً ،
ومُمدَّحاً شجاعاً ، وكانت له صُحفة يُدار بها حيث دار –
والصحفة هي الإناء الذي يوضع فيه الطعام وهو يشبه الكوب –. وجمع الخطيب البغدادي لقيس الشجاعة مع
البطولة ، والسخاء مع الكرم ، فيما نسب له الزركلي التفوق ،
فقال فيه: هو أحد الأجواد المشهورين ، وكان شريف قومه ومن بيت
سيادتهم. وأما ذكاؤه وبصيرته ، وحزمه وحنكته ، فقد
كان عليها اتفاق المؤرخين وإطباقهم. وكان من عجائب ذلك أن يقول لأمير المؤمنين
( عليه السلام) مبيناً خلال كلامه ما يدور في نفس معاوية:
يا أمير المؤمنين ، ما على الأرض أحد أحب
إلينا أن يُقم فينا منك ، لأنك نجمنا الذي نهتدي به ، ومفزعنا
الذي نصير إليه ، ولكن والله لو خليتَ معاوية للمكر لَيرومَنَّ
مصر ، ولَيُفسدنَّ اليمن ، وليطمعنَّ في العراق ، ومعه قوم
يمانيُّون قد أُشربوا قتل عثمان ، وقد اكتفوا بالظن عن العلم ،
وبالشك عن اليقين ، وبالهوى عن الخير ، فسِر بأهل الحجاز وأهل
العراق ، ثم ارمِهِ بأمر يضيق فيه خِناقُه ، ويقصر له من نفسه.