فها هي على طاولتها فيضٌ من الإحساس وسحر الانطباع الذي نحب أن يراه الآخرون فينا، هي الصادقة في البُنّيّ الدّاكن والراقصة في موج بياض غيمة هوائها الساخن. وهي المخادعة والمخدوعة بين الصور والتصوّر من انحسار فقاعاتها أو على الأسود البارد المتلبّد في قعر فنجانها. تختزل هذه العربية الأصيلة «موكا - أرابيكا» المحمّصة على جمر اليمن السعيد أضدادها وثنائياتها، فينعم فيها الحزن، ويحزن فيها الفرح. ولا غيرها يجعل النساء نمرات ومعشوقات في الوقت ذاته.. أو فراشات هائمات.. أو شرسات ودودات.. أليفات وغاضبات، خلف بخارها المتمايل وحدها يختبئ العاشقين من معشر الرجال مخادعين في نواياهم وصادقين في لهفتهم. مارادونا.. قطعة سكر - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ. من دفئها يفوح لونها ويسري مذاقها في الحلق مثل قطعة سكر سابحة في الماء، أثرها عُمقاً وبهجة وحياة. قهوة المساء خائن من يقاومها أو يؤجل رشفها وعناقها، فهي جسر المودة بين عاشقين متخاصمين وألفة الوصل بين حبيبين بعد فراق، تأتي القهوة واثقة من جمالها وتأثيرها كباقة ورد جوري، أنيقة وفريدة كريشة طاووس ضلت باقتها في قوس قزح، ومشتهاة كعسل بري على هاوية جبل، ومغرية كقطعة شوكولاته سويسرية، أو كأس نبيذ إغريقي معتق، أو سيجار «الكوهيبا» تم لفه بأنامل الكوبيات العذارى.
- مارادونا.. قطعة سكر - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ
- تفسير قوله تعالى: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ...)
- لا تسبوا الرياح| حازم ابراهيم | كل العرب
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 99
- أفأمنوا مكر الله - ملتقى الخطباء
مارادونا.. قطعة سكر - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ
سعادة مخيفة:
نظرت المرأة لقطعة الحلوى داخل الإناء ، وتوقعت نظرات اللوم والعتاب ، ولكن الغريب أنها وجدتها سعيدة بل في قمة السعادة ؟!!.. لم تهتم المرأة بذلك وأخذت تراها وهي تتحول لسائل وسرعان ما سكبت هذا السائل في حوض المطبخ. هجوم السكاكر المرعبة واحتلال المنزل:
وفي المساء ذهبت المرأة لإعداد كوبا من الكاكاو لنفسها ، وقد ارتاح بالها من قطعة السكاكر المزعجة ، ولكن المفاجأة أنها وجدت المزيد من قطع السكاكر بألوان مختلفة تخرج من فتحات حوض المطبخ ، منتشرة في أرجاء المنزل ، بل وتخرج من النوافذ ، للخارج بالمئات ، ومنها ما احتل منزلها! ومنها من خرج لاحتلال منازل الجيران والشوارع. عدوة أم صديقة:
وفي وسط كل ذلك الصخب رأت المرأة صديقتها القديمة ، وتعرفت عليها من وسطهم ، وأخبرتها بنفس طريقة حديثهما المعهودة.. أشكرك فنحن نتكاثر بالتسخين وقد خجلت من أن أطلب منك ذلك ، وحسبت أنك سترفضين حتمًا ، لو طلبت منك لكنك كنت نعم الصديقة. الكارثة:
راحت قطعة السكاكر تغزو المنطقة والمنزل مع الأخريات ، وتتحرك فوق سرير المرأة ، بينما المرأة المذهولة عادت للجريدة فورًا ، حيث قرأت خبر السكاكر يوما ، ووجدت تحدذيرًا شديدًا من العالم ، بعدم تسخين تلك القطعه ، ولكنها لم تهتم بتكملة المقال ، عندما قرأته أول مرة.
وهي القهوة الحالمة كضوء شمعة، خلاصة المحبّة وسحرها، إنْ شربها المتخاصمون في مجالسهم تسامحوا، وبها يستغيث الملهوف ويناجي بغيته من المضيف كرماً وشهامة ونخوة، فهي الوعد القاطع على الحر بين الرّجال، وهي اليمين الصادق الذي يقسم به الأحرار، رشفة الكرامة على مائدة الكرم العربي، هي الفعل القول والقول الفعل عند ابن الصحراء. هي عطر المجالس وغزل الربابة لمسامع النساء في الجوار، وعبق نار الحطب وصفير دلة القهوة التي يتنادى بها القوم، فكريم وشهم من لم تصمت دِلاَلَه عن الصفير، ولا خبت ناره تحت القدور، هي سيدة الضيافة وتاجها. والقهوة هي ترانيم السّامر المنتشي في الطرب والمذاق، عناق العشيرة للعشائر، وبوابة القبيلة للقبائل. وهي واحة ماء الروح العطشى للحياة، هي الوقت والتوقيت... البرق والبريق، هي الصباح والمساء وما تبوح به النفوس من عشق الحياة للحياة. والناس في حضرتها نوعان: حيٌّ يرزق يعيش فيشربها بأُنسٍ وعلى أمل، وآخر على قيد الحياة لم يولد بعد حتى يتذوقها وينبض سرّها في عروقه، هي الطبيعة والحياة تبوح بأسرارها، سراً فسرّا عند أول رشفة من فنجان.
أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ
تفسير بن كثير يخبر تعالى عن قلة إيمان أهل القرى الذين أرسل فيهم الرسل، كقوله تعالى: { فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس} أي ما آمنت قرية بتمامها إلا قوم يونس فإنهم آمنوا، وذلك بعدما عاينوا العذاب، كما قال تعالى: { فآمنوا فمتعناهم إلى حين}.
تفسير قوله تعالى: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ...)
نعم. فتاوى ذات صلة
لا تسبوا الرياح| حازم ابراهيم | كل العرب
إنما هو في حق الفجار والكفار، ومعنى الآية: فلا يعصي ويأمن من مقابلة الله له على مكر السيئات بمكره به إلا القوم الخاسرون، والذي يخافه العارفون بالله من مكره أن يؤخر عنهم عذاب الأفعال، فيحصل منهم نوع اغترار، فيأنسوا بالذنوب، فيجيئهم بالعذاب على غرة وفترة، وأمر آخر: وهو أن يغفلوا عنه وينسوا ذكره فيتخلى عنهم إذا تخلوا عن ذكره وطاعته، فيسرع إليه البلاء والفتنة، فيكون مكره بهم تخليه عنهم، وأمر آخر: وهو أن يعلم من ذنوبهم وعيوبهم ما لا يعلمون من نفوسهم، فيأتيهم المكر من حيث لا يشعرون، وأمر آخر: أن يمتحنهم ويبتليهم بما لا صبر عليه فيفتنون به، وذلك مكر. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 99. عباد الله: في الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن الكبائر، فقال: " الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله " [رواه البزار]. وعن ابن مسعود قال: " أكبر الكبائر؛ الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله " [رواه عبد الرواق]. الكبائر: جمع كبيرة، وهي: كل ذنب عُصي الله به، وترتب عليه حد في الدنيا كالسرقة والزنا، أو وعيد في الآخرة، أو تُوعد عليه بلعنة كالرشوة وأكل الربا، أو غضب، أو نار، أو نفي إيمان، وألحق به من قال فيه صلى الله عليه وسلم: " أنا بريء ممن فعل كذا وكذا ".
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 99
الخطبة الأولى
الحمد لله أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإِسلام دينًا، أحمده وأشكره، أنزل الكتاب نورًا مبينًا، يهدي به الله من أتبع رضوانه سبل السلام، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبده ورسوله، بعثه بالهدى ودين الحق، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجعلنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ارتفعت بهم رايات السنة، وانقمعت بهم البدعة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، واهتدى بهديهم، واستن بسنتهم إلى يوم الدين. أما بعد:
فاتقوا الله - أيها المؤمنون-، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، والزموا سنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وتمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، ضلالة. عباد الله: العبد وهو في هذه الدنيا يجب عليه أن يكون خائفًا من ربه، مجانبًا للذنوب والمعاصي، فالله - سبحانه - شديد العقاب لمن عصاه عزيز ذو انتقام، ومن وسَّع الله عليه بالنعم والخيرات وهو مقيم على المعاصي، آمنٌ من عقاب الله وغضبه فذلك استدراج له، فلا يأمن أن يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر، قال تعالى: ( سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) [القلم: 44 - 45].
أفأمنوا مكر الله - ملتقى الخطباء
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله-: مكر الله هو أنه إذا عصاه وأغضبه، أنعم عليه بأشياء يظن أنها من رضاه عليه. فالأمن من مكر الله من المحرمات المنقصة لتوحيد العبد؛ لأنه يؤدي إلى التساهل في المحرمات، ولذا وصف الله أهله بأنهم أهل الخسارة والهلاك، فقال سبحانه: ( أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)[الأعراف: 99]. ويجب على العبد إذا وقع في ذنب وتاب منه ألا يقنط من رحمة الله، فهو - سبحانه - تواب رحيم، قال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) [الزمر: 53]. تفسير قوله تعالى: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ...). وإذا وقع في كربة فلا يستبعد الفرج، فهو - سبحانه - قدير، مجيب الدعوات، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء: ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 106]. فالقنوط من المحرمات المنقصة لتوحيد العبد؛ لأنه سوء ظن برب العالمين، وجهل برحمة الله وجوده ومغفرته ولذا وصف الله أهله بأنَّهم أهل الضلال الذين أخطئوا طريق الصواب، فقال: ( قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) [الحجر: 56].
وأما الخداع، فهو كالمكر يوصف به حيث يكون مدحًا، لقوله تعالى: {إن المنافقين يخادعون الله وهو يخادعهم} [النساء: 142]، والمكر من الصفات الفعلية، لأنها تتعلق بمشيئة الله سبحانه. * ويستفاد من هذه الآية: 1- الحذر من النعم التي يجلبها الله للعبد لئلا تكون استدراجًا، لأن كل نعمة فلله عليك وظيفة شكرها، وهي القيام بطاعة المنعم، فإذا لم تقم بها مع توافر النعم، فاعلم أن هذا من مكر الله. 2- تحريم الأمن من مكر الله، وذلك لوجهين: الأول: أن الجملة بصيغة الاستفهام الدال على الإنكار والتعجب. الثاني: قوله تعالى: {فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}. وقوله: {ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}. [الحجر: 56]. الموضوع الثاني مما اشتمل عليه هذا الباب القنوط من رحمة الله. واستدل المؤلف له بقوله تعالى: {ومن يقنط من رحمة ربه}. {من}: اسم استفهام، لأن الفعل بعدها مرفوع، ثم إنها لم تكن لها جواب، والقنوط: أشد البأس، لأن الإنسان يقنط ويبعد الرجاء والأمل، بحيث يستبعد حصول مطلوبه أو كشف مكروبة. قوله: {من رحمة ربه}. لا تسبوا الرياح| حازم ابراهيم | كل العرب. هذه رحمة مضافة إلى الفاعل ومفعولها محذوف، والتقدير: (رحمة ربه إياه). قوله: {إلا الظالمون}. إلا أداة حصر، لأن الاستفهام في قوله: {ومن يقنط} مراد به النفي، و: {الضالون} فاعل يقنط.
فالواجب على المسلمين ألا يقنطوا من رحمة الله ولا يأمنوا من مكره وعقوبته، بل يجب على كل مسلم أن يسير إلى الله سبحانه في هذه الدنيا الدار الفانية بين الخوف والرجاء، فيذكر عظمته وشدة عقابه إذا خالف أمره فيخافه ويخشى عقابه، ويذكر رحمته وعفوه ومغفرته وجوده وكرمه فيحسن به الظن ويرجو كرمه وعفوه، والله الموفق سبحانه لا إله غيره ولا رب سواه [1]. مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (4/ 366). فتاوى ذات صلة