وكان أبو عمرو ينظر إلى اتساق رءوس الآي ، فإن كانت متسقة على شيء واحد ، أمال جميعأً. وأما عامة قراء المدينة ، فإنهم لا يميلون شيئاً من ذلك الإمالة الشديدة ، ولا يفتحونه الفتح الشديد ، ولكن بين ذلك. وأفصح ذلك وأحسنه: أن ينظر إلى ابتاء السورة ، فإن كانت رؤوسها بالياء ، أجري جيمعها بالإمالة غير الفاجشة ، وإن كانت رؤوسها بالواو ، فتحت وجرى جميعها بالفتح غير الفاحش ، وإذا انفرد نوع من ذلك في موضع ، أميل ذوات الياء الإمالة المعتدلة ، فتح ذوات الواو الفتح المتوسط ، وإن أميلت هذه وفتحت هذه ، لم يكن لحناً ، غير أن الفصيح من الكلام هو الذي وصفنا صفته. قوله تعالى:" ولا يخاف عقباها" أي فعل الله ذلك بهم غير خائف أن تلحقه تبعة الدمدمة من أحد، قاله ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد. والهاء في (عقباها) ترجع الى الفعلة، كقوله(من اغتسل يوم الجمعة فيها ونعمت) أي بالفعلهة والخصلة. قال السدي والضحاك والكلبي: ترجع إلى العاقر، أي لم يخف الذي عقرها عقبى ما صنع. وقاله الن عباس أيضاً. وفي الكلام تقديم وتأخير، مجازه: إذ انبعث أشقاها ولا يخاف عقباها. وقيل: لا يخاف رسول الله صالح عاقبة إهلاك قومه، ولا يخشى ضرراً يعود عليه من عذابهم ، لأنه قد أنذرهم، ونجاة الله تعالى حين أهلكهم.
الباحث القرآني
تاريخ النشر: السبت 27 جمادى الأولى 1424 هـ - 26-7-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 35300
33036
0
436
السؤال
أحد المصاحف كتب فيه (فلا يخاف عقباها) بدلا من: (ولا يخاف) في سورة الشمس وقد علمت أن هذه إحدى القراءات المتواترة ولكن كيف يجوز كتابتها في المصحف بهذا الشكل وهي تخالف الرسم العثماني؟. وجزاكم الله خيراً. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كلمة فَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا بسورة الشمس كتبها الصحابة رضوان الله عليهم في المصاحف التي وزعت على الأمصار بأمر من الخليفة الثالث أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه بالفاء في مصحف المدينة، ومصحف الشام، ولهذا قرأها نافع المدني، وابن عامر الشامي بالفاء. أما باقي المصاحف فإنها كتبت فيها بالواو وَلا يَخَافُ ولهذا قرأها الباقون بالواو اتباعًا لخط المصحف. قال الداني في المقنع في رسم القرآن: في مصاحف أهل المدينة والشام (فلا يخاف) بالفاء، وفي سائر المصاحف (ولا يخاف) بالواو. وهي آخر ما تحدث عنه الخراز في نظمه لرسم المصاحف فقال:
(ولا يخاف) عوض الواو بفا ==== للمدني والشامي والآن وَفى
وبهذا تعلم أن القراءة تابعة لما رُسم في المصحف، وربما كان الرسم يحتمل جميع أوجه القراءات وهو الأكثر في اختلاف القراءات.
وقال الحارث في حديثه: الله لا يخاف عقباها. حدثني محمد بن سنان ، قال: ثنا يعقوب ، قال: ثنا رزين بن إبراهم ، عن أبي سليمان ، قال: سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول في قوله " ولا يخاف عقباها " قال: لا يخاف الله التبعة. وقال آخرون: بل معنى ذ لك: ولم يخف الذي قعرها عقباها: أي عقبى فعلته التي فعل. حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا جابر بن نوح ، قال ثنا أبو روق ، قال: ثنا الضحاك " ولا يخاف عقباها " قال: لم يخف الذي عقرها عقباها. حدثنا ابن حميد ، قال:ثنا مهران ، عن سفيان ، عن السدي " ولا يخاف عقباها " قال: الذي لا يخاف الذي صنع عقبى ما صنع. واختلف القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء الحجاز والشام ( فلا يخاف عقباها) بالفاء ، وكذلك ذلك في مصاحفهم. وقرأته عامة قراء العراق في المصرين بالواو " ولا يخاف عقباها " وكذلك هو في مصاحفهم. والصواب من القول في ذلك: انهما قراءتان معرفتان ، غير مختلفتي المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. واختلف القراء في إمالة ما كان من ذوات الواو في هذه السورة وغيرها ، كقوله والقمر إذا تلاها * والنهار إذا جلاها ونحو ذلك ، فكان بفتح ذلك كله عامة قراء الكوفة وسميلون ما كان من ذوات الياء غير عاصم و الكسائي ، فإن عاصماً يفتح جميع ذلك ، ما كان منه من ذوات الوو وذوات الياء ، لا يضجع منه شيئاً وكان الكسائي يكسر ذلك كله.
1- مفهوم البهتان
البهتان هوأن تفتري على إنسان بأمر ما هو لم يصنعه ولم يفعله، وربما لم يخطر في باله، ممّا يجعل المفترى عليه مبهوتاً متحيّراً لدى سماعة ما نُسب إليه كذباً. والبهتان هو الشائعات الآن. الفرق بين: الغيبة والبهتان والشتم والإفك. قال اللَّهِ تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾
الاحزاب: 58
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بقول أو فعل من غير ذنب عملوه، فقد ارتكبوا أفحش الكذب والزور، وأتوا ذنبًا ظاهر القبح يستحقون به العذاب في الآخرة. 2- كلمة البهتان
في
القرآن الكريم
وردت كلمة البهتان وصيغها في القرآن الكريم (6) مرات. والصيغ التي وردت هي:
– الإسم
ورد 6 مرات
الأحزاب: 58
ومن معاني البهتان التي وردت في القرآن الكريم ما يلي..
– الإيذاء بلا ذنب
ينسب الإنسانُ ما ارتكب من خطيئة أو إثم إلى شخصٍ آخر
﴿ ومَن يَكسِبْ خَطيئةً أو إثماً ثُمّ يَرْمِ بهِ بَريئاً فَقَد احتَملَ بُهتاناً وإثماً مُبيناً)
النساء: 112
– التشهير
القول على شخص ما لم يفعله
﴿ والذينَ يُؤذونَ المؤمنين والمؤمناتِ بغيرِ ما اكتَسَبوا فقدِ احتَمَلوا بُهتاناً وإثماً مُبيناً)
– الخوض في الأعراض
﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ.
مفهوم البهتان في القرآن الكريم | مع الله
معنى الافتراء لغةً: الافتراء مصدر افترى يفتري افتراءً: إذا كذب، وفرى كذبًا فريًا: اختلقه. والفرى: جمع فرية وهي الكذبة [4335] انظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (3/443)، ((لسان العرب)) لابن منظور (15/154). معنى الافتراء اصطلاحًا: قال العسكري: (الافتراء:.. الكذب في حقِّ الغير بما لا يرتضيه) [4336] ((الفروق اللغوية)) (1/ 449). وقال الكفوي: (الافتراء: هو العظيم من الكذب، يقال لمن عمل عملًا فبالغ فيه: إنه ليفري الفرى. ومعنى افترى: افتعل واختلق ما لا يصحُّ أن يكون؛ وما لا يصحُّ أن يكون أعمُّ مما لا يجوز أن يقال، وما لا يجوز أن يفعل) [4337] ((الكليات)) (1/ 449). البهتان - الاستفتاءات - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله). وقال السيوطي: (الافتراء: اختراع قضية لا أصل لها) [4338] ((معجم مقاليد العلوم)) (1/207). معنى البهتان لغةً: البهتان: الكذب المفترى، من بهت الرجل يبهته بهْتًا، وبهَتًا، وبهتانًا، فهو بهَّات أي: قال عليه ما لم يفعله، فهو مبهوت. والبهيتة: الباطِلُ الذي يُتَحَيَّر من بُطلانه، والكذبُ كالبُهت، وبهتُّ الرجل أبهته بهتًا: إذا قابلته بالكذب، وبهت فلان فلانًا: إذا كذب عليه [4339] ((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي، ((لسان العرب)) لابن منظور (2/12- 13)، ((المعجم الوسيط)) (1/73).
البهتان في القرآن الكريم
( وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ)
الشورى: 14
4- استمراء الكذب والغيبة والنَّمِيمَة
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾
النور: 19
إن الذين يحبون شيوع الفاحشة في المسلمين من قَذْف بالزنى أو أي قول سيِّئ لهم عذاب أليم في الدنيا ، من البلايا الدنيوية، ولهم في الآخرة عذاب النار إن لم يتوبوا. – كثرة الكلام بلا فائدة
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾
لقمان: 6
ومن الناس مَن يشتري لَهْو الحديث – وهو كل ما يُلهي عن طاعة الله ويصد عن مرضاته- ليضلَّ الناس عن طريق الهدى إلى طريق الهوى، ويتخذ آيات الله سخرية، أولئك لهم عذاب يهينهم ويخزيهم.
البهتان - الاستفتاءات - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)
وقد ورد البهتان بمعاني متعددة في القرآن الكريم ،ومنها:
الكذب. ومنه قوله تعالى في سورة النّور:
{ سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ} ( النور- 16)
والثّاني: الزّنا. ومنه قوله تعالى
{ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ}(الممتحنة- 12)
والثّالث: الحرام. ومنه قوله تعالى:{ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً} (النّساء- 20).
الفرق بين: الغيبة والبهتان والشتم والإفك
يقول الجوهريّ: وبهت الرّجل- بالكسر- إذا دهش وتحيّر، وبهت- بالضّمّ- مثله، وأفصح منهما بهت، كما قال: جلّ ثناؤه {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} (البقرة/ ٢٥٨) لأنّه يقال: رجل مبهوت، ولا يقال:
باهت، ولا بهيت. والبهيتة: الباطل الّذي يتحيّر من بطلانه. والبهتان: من بهت الرّجل يبهته بهتاً، وبهتاً، وبهتاناً، فهو بهّات: أي قال عليه ما لم يفعله، فهو مبهوت. وبهته بهتاً: أخذه بغتة، وفي التّنزيل العزيز:
{بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ} (الأنبياء/ ٤٠). والبهتان: افتراء. وفي التّنزيل العزيز: {وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ} (الممتحنة/ ١٢). وباهته: استقبله بأمر يقذفه به، وهو منه بريء لا يعلمه فيبهت منه، والاسم البهتان. وبهتّ الرّجل أبهته بهتاً إذا قابلته بالكذب، وقوله عزّ وجلّ: {أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً} (النساء/ ٢٠) أي مباهتين آثمين. قال أبو إسحاق:
البهتان: الباطل الّذي يتحيّر من بطلانه، وهو من البهت وهو التّحيّر، والألف والنّون زائدتان، وبهتاناً موضع المصدر، وهو حال، والمعنى: أتأخذونه مباهتين وآثمين؟. وبهت فلان فلاناً إذا كذب عليه، وبهت وبهت إذا تحيّر، وقوله عزّ وجلّ: {وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ} (الممتحنة/ ١٢) أي لا يأتين بولد عن معارضة من غير أزواجهنّ، فينسبنه للزّوج، فإنّ ذلك بهتان وفرية، يقال: كانت المرأة تلتقطه فتتبنّاه.
الغِيبة هي الداء العضال، والسُّمُّ الذي في الألسن أحلى من الزُّلال. • قال بعض الحكماء: "الغِيبة فاكهة الكفار، وضيافة الفُسَّاق، ومراتع النساء، وطعام كلاب النار". فالغِيبة مرض خطير، وداء فتَّاك، ومعولٌ هدَّام، وبذرة تنبت الشرور بين أبناء المجتمع الواحد؛ فهي تفرِّق بين الأحباب، وتنشر بينهم العداوة والبغضاء، وتعمل على تفكيك المجتمع وإثارة الفتن. • والغِيبة خطرها عظيم، وجُرمها كبير، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بينها وبين قتل النفس وغصب المال في الجرم والتحريم. فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلُّ المسلم على المسلم حرام؛ دمه، وماله، وعِرضه [1])). ومع هذا تساهل في الغِيبة كثيرٌ من المسلمين، وقلَّ أن يَسْلَمَ منها مجلس، ويندر أن ينفك منها مجتمع، إلا ما رحم ربي. فهذه صرخة تحذير وإنذار، من هذا الداء العضال الذي ملأ الديار. • معنى الغِيبة:
ليس هناك تعريف للغيبة أفضل من تعريف الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم؛ فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أتدرون ما الغِيبة؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((ذِكْرُك أخاك بما يكره))، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبتَه، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتَّه [2])).