وفي لفظ: "ولا يَحقِرُه" ؛ يعني لا يحتقره ولا يستصغره، حتى وإن كان أكبرَ منه سنًّا، وإن كان أكثرَ منه مالًا، وإن كان أغزرَ منه علمًا، فلا يحقره. واحتقار الناس من الكِبرِ - والعياذ بالله - قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الكِبرُ بطَرُ الحق، وغَمْطُ الناس))؛ "بطر الحق" يعني ردَّه، و "غمط الناس" يعني احتقارهم وازدراءهم؛ فالمسلم يرى أخاه بعين الإكبار ويحترمه ويعظِّمه، والعامة يقولون: احترِمِ الناس يحترموك، واحتقِرِ الناس يحتقروك؛ يعني من رأى الناس بعين الاحتقار رأوه بعين الاحتقار، ومن رآهم بعين الإكبار والإجلال، رأوه بعين الإكبار والإجلال، وهذا شيء مشاهد. ولهذا تجد الرجل المتواضع الليِّن الهيِّن محترمًا عند الناس كلِّهم، لا أحد يكرهه، ولا أحد يسُبُّه، والإنسان الشامخ بأنفه المستكبر المحتقر لغيره، تجده مكروهًا مذمومًا عند الناس، ولولا حاجة الناس إليه إذا كانوا يحتاجون إليه، ما كلَّمَه أحد؛ لأنهم يحتقرونه. حديث المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله. ثم قال عليه الصلاة والسلام: ((التقوى ها هنا))، أشار إلى صدره ثلاث مرات، يعني أن التقوى في القلب، فإذا اتقى القلب اتقَت الجوارح، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم: ((ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلَحتْ صلَحَ الجسد كلُّه، وإذا فسَدتْ فسَد الجسد كلُّه، ألا وهي القلب))، فإذا كان في قلب الإنسان تقوى لله عزَّ وجلَّ وخوفٌ منه وخشيه له، استقامت أعماله الظاهرة؛ لأن الأعمال الظاهرة تتبع القلب.
- حديث المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله
حديث المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله
أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب من رد عن مسلم غيبة (4/ 271) برقم: (4884)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة، برقم: (6871). أخرجه البخاري، كتاب المظالم والغصب، باب أعن أخاك ظالما أو مظلوما (3/ 128)، رقم (2444)، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب نصر الأخ ظالما أو مظلوما، (4/ 1998)، رقم (2584). أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب قول النبي ﷺ: ربّ مبلَّغ أوعى من سامع، (1/ 24) برقم: (67)، ومسلم، كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والديات، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال، (3/ 1306) برقم: (1679). شرح حديث / المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه - فذكر. أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21).
المسلم أخو المسلم - YouTube