يعتبر شارع المعز لدين الله الفاطمى أو الشارع الأعظم أو قصبة القاهرة أو قصبة القاهرة الكبرى هو شارع يمثل قلب مدينة القاهرة القديمة. وفى السطور التالية، نعرض لكم تاريخ الشارع وما يضمه من أثار ومعالم:
مع نشأة مدينة القاهرة خلال عهد الدولة الفاطمية فى مصر نشأ شارع المعز فكان تخطيط المدينة يخترقه شارع رئيس يمتد من باب زويلة جنوباً وحتى باب الفتوح شمالاً فى موازاة الخليج، وأطلق عليه الشارع الأعظم وفى مرحلة لاحقة قصبة القاهرة، قسم المدينة قسمين شبه متساويين وكان المركز السياسى والروحى للمدينة.
- كتب عن المعز لدين الله الفاطمي
- معالم شارع المعز لدين الله الفاطمي
- شارع المعز لدين الله الفاطمي
كتب عن المعز لدين الله الفاطمي
أطلق عليه اسم المعز لدين الله فى عام 1937 تكريماً لمنشئ القاهرة، وتمتد تلك التسمية من باب الفتوح إلى باب زويلة، شاملة شوارع باب الفتوح، أمير الجيوش، النحاسين، بين القصرين، الصاغة، الأشرفية، الشوايين، العقادين، المناخلية، والمنجدين، السكرية إلى باب زويلة. وتعود التسمية الحالية إلى الخليفة الفاطمى المعز لدين الله وهو أبو تميم معد بن المنصور إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن المهدى عبد الله الفاطمي، الذى يعود أصله إلى جزيرة صقلية بينما ولد بمدينة المهدية سنة 319هـ وتنسب إليه القاهرة المُعزية. بويع بالخلافة فى المغرب وكان أول خليفة فاطمى يدخل مصر بعد فتحها سنة 358هـ. وكان ترميم شارع المعز لدين الله الفاطمى جزء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائى والتى كانت انطلاقة لمشروع القاهرة التاريخية لحماية آثار القاهرة التاريخية من التعديات والأضرار التى تسبب فيها زلزال 1992، وكانت أعمال الترميم قد قسمت لأربع مراحل شملت ترميم 143 آثرا مسجلا. شملت المرحلة الأولى على مجموعة الغورى ومسجد المؤيد شيخ والسور الشمالى وباب الفتوح، وتضمنت المرحلة الثانية مدرسة وقبة نجم الدين أيوب وسبيل كتاب خسرو باشا ومدرسة الظاهر بيبرس وقصر بشتاك وحمام إينال وجامع السلطان الكامل ومسجد السلطان برقوق ومدرسة وقبة الناصر قلاوون ومسجد على المطهر ومسجد ومدرسة الأشرف بارسباى، وانتهت أعمال ترميم آثار شارع المعز فى عام 2008.
معالم شارع المعز لدين الله الفاطمي
وانتهج المعز سياسة رشيدة، فأصلح ما أفسدته ثورات الخارجين على الدولة، ونجح فى بناء جيش قوى، واصطناع القادة والفاتحين وتوحيد بلاد المغرب تحت رايته وسلطانه ومد نفوذه إلى جنوب إيطاليا. ولم تغفل عينا المعز لدين الله عن مصر، فكان يتابع أخبارها، وينتظر الفرصة السانحة لكى يبسط نفوذه عليها، متذرعًا بالصبر وحسن الإعداد، حتى يتهيأ له النجاح والظفر. استيلاء الفاطميون على مصر
عهد المعز لدين الله إلى قائده "جوهر الصقلي" بقيادة الحملة التى أعدها للاستيلاء على مصر، وضمها للدولة الفاطمية، الذى نجح من قبل فى بسط نفوذ الفاطميين فى الشمال الأفريقى كله، وحينما وصل جيش المعز إلى مصر لم يجد مشقة فى مهمته ودخل عاصمة البلاد فى 17 من شعبان 358هـ/ 6 يوليو 969م دون مقاومة تذكر، وبعد أن أعطى الأمان للمصريين. وقد أسس جوهر مدينة القاهرة 969م، وأقام بها قصرًا كبيرًا لإقامة المعز، وعرف هذا القصر باسم "لقصر الشرقى الكبير"، كما أنشأ الجامع الأزهر، ليكون منبرًا للدعوة الشيعية. وكانت القاهرة وقت إنشائها تحد من الشمال بموقع باب النصر، ومن الجنوب بموقع باب زويلة وما يليه، وتحد شرقًا بموقع باب البرقية وباب المحروق المشرفين على المقطم، وتعرف هذه المنطقة فى أيامنا بالدراسة، وتحد غربًا بباب سعادة وما يليه حتى شاطيء النيل.
شارع المعز لدين الله الفاطمي
وصل المعز إلى القاهرة في
7 من رمضان 362هـ= 11 من يونيو 972م،
وأقام في القصر الذي بناه جوهر، وفي اليوم الثاني خرج لاستقبال مهنئيه
وأصبحت القاهرة منذ ذلك الحين مقرا للخلافة الفاطمية، وانقطعت تبعيتها
للخلافة العباسية السنية. قضى المعز لدين الله القسم الأكبر من خلافته في المغرب، ولم يبق في مصر إلا
نحو
3
سنوات، ولكنها كانت ذات تأثير في حياة دولته، فقد نجح في نقل مركز دولته
إلى القاهرة، وأقام حكومة قوية أحدثت انقلابا في المظاهر الدينية والثقافية
والاجتماعية في مصر، ولا تزال بعض آثاره تطل علينا حتى الآن، وجعل من مصر
قلبا للعالم الإسلامي ومركزا لنشر دعوته الإسماعيلية والتطلع إلى التوسع
وبسط النفوذ. وقد قامت القاهرة بعد ذلك بدورها القيادي حتى بعد سقوط الدولة الفاطمية في
الوقوف أمام المد الصليبي وهجمات المغول، وهو ما يثبت أن العالم الإسلامي
كان بحاجة إلى مركز متوسط للقيام بمثل هذه الأدوار، وهذا ما تنبه إليه
الفاطميون وأثبتته أحداث التاريخ من قديم الزمان؛ حيث كانت الإسكندرية
تشغله في العصر الروماني البيزنطي. ولم تطل الحياة بالمعز في القاهرة ليشهد ثمار ما أنجزته يداه، لكن حسبه أنه
نجح في الانتقال بدولته من المغرب التي كانت تنهكها ثورات البربر
المتتالية، ولم تدع له فرصة لالتقاط أنفاسها حتى تكون مستقرا جديدا للتوسع
والاستمرار، وأنه أول خليفة فاطمي يحكم دولته من القاهرة، عاصمته الجديدة.
وقال عنه المؤرخ تقي الدين المقريزي: "أن المسجد بني في مكان أحد الأديرة التي كانت تسمي بئر العظمة، لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط"، وقد جاءت تسمية المسجد بالأقمر لاستخدام الحجارة البيضاء للمرة الأولى في بناء المساجد، وكانت تشبه في المساء ضوء لون القمر، وتتزين الواجهة بسبعة أشكال لشموس مختلفة الأحجام، كما أن هناك بروز يتخذ هيئة برجين يتوسطهما ممر يؤدي إلى الباب روعي في تصميمهما أن يصغر حجمهما ليتناسق المظهر مع الواجهة. وقد بنيت القبلة الخاصة بالمسجد موازية لخط تنظيم الشارع بدلُا من أن تكون موازية لصحن المسجد، وذلك حتى تصبح القبلة في وضع صحيح، ويتكون المسجد من صحن صغير مربع، يحيط به رواق واحد من ثلاثة جوانب وثلاثة أروقة في الجانب الجنوبي الشرقي، وعقود الأروقة محلاه بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة. وبعد انتهاء الدولة الفاطمية عانى جامع الأقمر الإهمال شأنه شأن العديد من المساجد التي أهملتها الدولة الأيوبية متعمدة، حتى عاد لدائرة الاهتمام مرة أخرى في عهد دولة المماليك، وبالتحديد في عهد السلطان الظافر سيف الدين برقوق عام799هجرية / 1397ميلادية، بواسطة الأمير أبو المعلى بلبغا بن عبدالله السالمي، والذي عرف عنه التصوف وحب آل البيت، فأعاد الحياة لجامع الأقمر، وجدد المئذنة والمنبر وحوض الدواب المجاور له، وأقام بركة مياه معلقة في الصحن، وسجل ما فعله من تجديدات أعلى محراب الجامع ومنبره.