والسبب في اعتبار الصوم عن الكلام بدعة، لأن الأعمال التي يقوم بها المسلم، تنقسم إلى العبادات والمعاملات، أما بالنسبة للعبادات، فمنها ما لا يدخل في نطاق حكم الله ودينه، وهذا العمل يرد على صاحبه، وذلك كما ورد في الآيات، (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ الله)، سورة الشورى أية 21. لذلك فإن من يعمل عمل وهو يبتغي به رضا الله والقرب منه، وفي نفس ذات الوقت هذا العمل لم يشرعه الله، ورسوله فإن عمله باطل. الصوم عن الكلام والصوم بالكلام | القدس العربي. وكثيرة هي البدع والأعمال التي لا علاقة لها بالشرع، ولا بالعبادة الصحيحة، والتي تحبط ويضيع المجهود دون مقابل بل قد تزيد من إثم صاحبها، ولا يجب القياس على عبادة أخرى فمثلاً القيام في الصلاة جزء من العبادة، ولكن لا يجوز أن يتعبد شخص لله بالوقوف لساعات قياسا على القيام في الصلاة، كما أن الصوم عن الطعام بالطريقة التي شرعها الله عبادة، ولا يمكن القياس عليها بالصوم عن الكلام أو الصوم عن الشراب. لذلك على كل إنسان أن يتعبد لله بما شرعه الله، وروى أبو داود عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قال: حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يُتْمَ بَعْدَ احْتِلَامٍ وَلَا صُمَاتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ)، والصمات مقصود بها الصمت كنوع من التقرب له، أو الاعتكاف.
- الصوم عن الكلام والصوم بالكلام | القدس العربي
- حكم الصوم عند الكلام - الإسلام سؤال وجواب
الصوم عن الكلام والصوم بالكلام | القدس العربي
فضل الصوم عن الكلام
فضل الصوم عن الكلام، سؤال يتبادر إلى الذهن، تجاه فكرة الصوم عن الكلام، والبعض ينظر للأمر على اعتباره عبادة ولها فضل ديني، واعتبار الصوم عن الكلام، تقرب لله ليس بأمر صحيح ولا يمكن اعتبار الصوم عن الكلام باعتباره من العبادات التي أخبرنا بها الشارع للتقرب من رب العالمين. حكم الصوم عند الكلام - الإسلام سؤال وجواب. بل إن التقرب لله بالصيام عن الكلام يعد بدعة باطلة، يحاسب عليها العبد وتدخل في نطاق حديث النبي صلى الله عليه وسلم، قوله صلى الله عليه وسلم: ( وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة) أخرجه أبو داود. ولا يتوقف الأمر عند البدعة وأنها لم ترد في شرع الله، بل ورد فيه النهي، روى البخاري، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ ، فَسَأَلَ عَنْهُ ، فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيلَ ، نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلَا يَقْعُدَ ، وَلَا يَسْتَظِلَّ ، وَلَا يَتَكَلَّمَ ، وَيَصُومَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مُرْهُ فَلْيَتَكَلَّمْ ، وَلْيَسْتَظِلَّ ، وَلْيَقْعُدْ ، وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ)، ويتضح من موقف النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص الصيام والنذر أن يترك ما ليس في الشرع من شئ، وأن يتم ما هو من الدين مثل الصيام عن الطعام.
حكم الصوم عند الكلام - الإسلام سؤال وجواب
لذلك انتظرَ ثلاثةَ أيامٍ أو ثلاثةَ ليالٍ بعد مُجامعتِه لامرأتِهِ ولم يُحدِّثْ أحدًا في هذا الأمرِ، بل لم يُحدِّث أحدًا من قومه بما أوحاه الله تعالى إليه بواسطةِ الملآئكةِ إلاَّ رمزًا، لأنَّ قومَهُ لن يُصدِّقوا أنَّ اللهَ عز وجل أرادَ أن يهبَ لهُ غلامًا زكِيًّا من امرأتِهِ العاقر إلاَّ بعدَ مرور 3 ليالٍ يُثْبَتُ بعدهُم حملُها، وخاصَّةً أنّ هذا الغلامَ سوف يكون نبِيًّا لهم ومُصدِّقًا بعيسى أي بكتابِ الإنجيل عندما يبعثُهُ اللهَ. ويظهر أنَّ مرورَ 3 ليالٍ سوِيًّا هي الوسيلةُ العلميةُ الوحيدة الّتي كان يستخدمَها قومُ زكريّا في زمنِهِم في ذلك الوقتِ للتأكدِ من حملِ المرأة، وذلكَ من خلالِ بوادرُ أعراضٍ للحملِ (Symtoms). لذلكَ وبعدَ مرور 3 أيامٍ خرجَ على قومِهِ لِكَيْ يُبشِّرهَم بِيِحيي عليه السلام نبيًا لهُم ومُصدِّقًا بِكلمةٍ من الله (أي مُصدِّقًا بالإنجيلِ)، ولذلكَ قالَ تعالى في آية 11 من سورة مريم: "أنَّ زكريّا خرجَ على قومِهِ من المحرابِ فأوحَى إليهِم أن سبِّجوا بكرةً وعشيًا". والسلام عليكم
18
Mar 22, 2016
وذلك في الآية: { فقولي إِنِّي نَذَرْتُ للرحمن صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ اليوم إِنسِيّاً} فإن في هذه الآية التصريح بنذرها الإمساك عن كلام كل إنسي ، مع أنه تعالى قال: { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} [ مريم: 29] أي أشارت لهم إليه أن كلموه يخبركم بحقيقة الأمره فهذه إشارة مفهمة ، وقد فهمها قومها فأجابوها جواباً مطابقاً لفهمهم ما أشارب به: { قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي المهد صَبِيّاً} وهذه الإشارة المفهمة لو كانت كالنطق لأفسدت نذر مريم ألا تكلم إنسياً. فالآية صريحة في أن الكلام باللفظ يخل بنذرها ، وأن الإشارة ليست كذلك ، فقد جاء الفرق صريحاً في القرآن بين اللفظ والإشارة ، وكذلك قوله تعالى { قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ الناس ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً} فإن الله جعل له آية على ما بُشر به وهي منعه من الكلام ، مع أنه لم يمنع من الإشارة بدليل قوله: { إلا رمزاً} وقوله: { فأوحى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ}. فدل ذلك على أن الإشارة ليست كالكلام ، لأن استثناءه تعالى قوله { إلا رمزاً} من قوله { أَلاَّ تُكَلِّمَ الناس} يفهم منه أن الرمز الذي هو الإشارة نوع من جنس الكلام استثنى منه ، لأن الأصل في الاستثناء الاتصال.