تطواف
كنت ومازلت وسأظل أؤمن بأن "الأمن" هو شريان الحياة لأي مجتمع من المجتمعات، فبه يستقر الإنسان، ويأمن على نفسه، وعرضه، وماله، مما يتيح له فرصة العطاء والإنتاج والتفرغ لدوره الإنساني البناء. فبزوال هاجس الخوف، يشعر الإنسان بالرضا والسعادة، وتتفتق طاقاته الإبداعية التي لم تكن لتظهر لو كان هاجسه الأول توفير الأمن لنفسه ومن يعول. ولنبلونكم بشيئ من الخوف والجوع ونقص. لقد بنيت الحضارات القديمة عندما توفر الأمن لها، وجاء الإسلام مؤكداً على هذه الأهمية الكبرى حينما قرن الأمن بالإيمان، قال سبحانه وتعالى: «الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ»، بل نجد القرآن الكريم يقرن الأمن بالطعام والأموال والأولاد في أكثر من موضع، ويقدمه عليها في مثل قوله تعالى: «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين». والمتأمل في تاريخ المملكة العربية السعودية منذ قيامها عام 1139هـ إلى اليوم، يجد أن الله سبحانه وتعالى قد حقق بهذه الدولة المباركة عامل الأمن، وهو العامل المفقود في أرض الجزيرة العربية منذ العام 40هـ، بعد انتهاء دولة الخلافة الراشدة وقيام الدولة الأموية.
- تفسير: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع)
- جريدة الرياض | «أسلمها لفيصل، يقودها فيصل ويرعاها»
تفسير: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع)
[١٣] عباد الله، إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم. المراجع ↑ مجموعة مؤلفين، خطب المسجد النبوي ، صفحة 7. بتصرّف. ↑ مجموعة مؤلفين، خطب المسجد النبوي ، صفحة 50. بتصرّف. ↑ سورة الأحزاب، آية:70-71
↑ سورة البقرة، آية:155
↑ مجموعة مؤلفين، موسوعة التفسير المأثور ، صفحة 183. بتصرّف. ^ أ ب ت سعيد القحطاني، مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة ، صفحة 266. بتصرّف. ↑ سورة الشورى، آية:30
↑ سعيد القحطاني، مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة ، صفحة 266-267. بتصرّف. ^ أ ب مجموعة مؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية ، صفحة 4355. بتصرّف. ولنبلونكم بشيئ من الخوف والجوع اسلام ويب. ^ أ ب ت سعيد القحطاني، مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة ، صفحة 267. بتصرّف. ↑ سورة النساء، آية:19
↑ سورة البقرة، آية:216
^ أ ب ت مجموعة مؤلفين، خطب المسجد النبوي ، صفحة 7. بتصرّف.
جريدة الرياض | «أسلمها لفيصل، يقودها فيصل ويرعاها»
تفسير القرآن الكريم
[٤] يخبر الله المؤمنين في هذه الآية أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأنه لا بد من أن يمس الإنسان من البلاء كبلوى الموت والفقر وانعدام الأمن ويأمرهم بالصبر، ويسوق لهم بشارة عظيمة إذا ما صبروا على تلك البلوى واحتسبوا. ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع. [٥] ويتأتى -عباد الله- تحصيل الصبر على البلوى بعدة طرق؛ أول هذه الطرق: أن يعرف المسلم جزاء صبره الذي صبره، والثواب الكبير للصابرين الذي وعده الله -عز وجل- به، وكذا فإن من الطرق الأخرى لتحصيل الصبر أن يعلم الصابرون أن بصبرهم يكفر الله سيئاتهم وذنوبهم ويمحوها. [٦] ويتأتى الصبر أيها الأخوة المؤمنون أيضاً من خلال الإيمان بأن هذا قدراً سابق يجري به، وأن البلاء مقدر له في أم الكتاب حتى قبل أن يخلق، وأنها لا بد منه، وبهذا فإن جزعه ونقمته لا تفيده ولا تزيده إلا بلاء فوق بلاء. [٦] والمسلم -أيها الإخوة الموحدون- كذلك مأمور بمعرفة حق الله -تبارك وتعالى- عليه في هذه البلوى، والواجب عليه الصبر بإجماع أهل العلم، أو الصبر والرضا على أحد القولين، وبهذا تتحقق عبوديته لله وحق الله عليه بالصبر الذي هو مأمور بها، وكذلك يتحصل الصبر عن معرفة أنها هذه البلوى قد ترتبت عليه بسبب ذنوبه لقوله -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ).