ثانياً: في السنة النبوية الشريفة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه يقول " الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار". الثمار المأخوذة من العلم بِاسم الله " المتكبر" هناك ثمار مهمة جدًا من العلم باسم الله المتكبر حيث يساعدنا العلم بهذا الاسم العظيم أشياء كثيرة مثل: بعد العلم بمعنى اسم الله المتكبر، على الإنسان أن لا يخضع إلى أحد من البشر، ولا يترك شعور الانهزام يتطرق إليه من أي جهة مهما واجه. لا يعظم العبد أي شيء حقره الله، ولا يحقر أي شيء عظمه الله؛ لأن التكبر لا يليق إلا لله سبحانه وتعالى فهو صفة من الصفات الواجبة في حق الله، وأما في حق العبد فهو من الصفات المذمومة له؛ لأن من صفته التذلل والخشوع والخضوع. تكبر العبد في الأرض سبب من أسباب الطبع على قلبه ودليل ذلك قوله تعالى في سورة غافر " كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ " ، أيضاً تكبر العبد يجعله يتشبه بإبليس. ومن المعلوم أن إبليس لم يخرج من جنة النعيم إلا بسبب استكباره وذلك بدليل قول الله تعالى في سورة البقرة " إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ".
- معنى إسم الله " المتكبر "
- معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (الكبير المتكبر)
معنى إسم الله &Quot; المتكبر &Quot;
[٦] وهو الذي يتكبر على عُتاةِ خلقه إذا قاموا بمنازعته على العظمة، وهو المتكبر بربوبيته فلا شيء مثله، وهو المتعظم عما لا يليق به من صفات الذم والحدث، وأصل الكبرياء هو الامتناع وقلة الانقياد فكل شيء دون جلاله وعظمته صغير حقير وذليل، فهو صاحب السلطان الذي له الكبرياء في السماوات والأرض، العظيم ذو الكبرياء له كمال الوجود وكمال الذات ولا يوصف به أحد. [٧]
دعاء الرسول باسم الله المتكبر
والتاء في المتكبر تعني تاء التفرد والتخصص بالكبر لا التاء التي تعني التكلف والتعاطي، وقد كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يثني على الله -عز وجل- ويسبحه في ركوعه وسجوده ويدعو بهذا الدعاء قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ، ثمَّ قال في سُجودِه مِثلَ ذلك). [٨] [٩]
أثر الإيمان باسم الله المتكبر
طمأنينة المسلم بأن الأمور بيد الله -تعالى- مالك كل شيء، فالله -عز وجل- محيط بكل شيء علماً. [٦]
ابتعاد المسلم عن صفة التكبر لأن الله -سبحانه وتعالى- توعد المتكبرين بالعذاب الشديد يوم القيامة، لأن التكبر هو رفض طاعة الله -عز وجل- قال -تعالى-: (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ) ، [١٠] فالله -عز وجل- هو السيد فلا يجب منازعة الله -سبحانه وتعالى- في صفة من صفاته.
معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (الكبير المتكبر)
معنى "المتكبر" و"الكبير" في اللغة: يقال: كَبُر بالضَّم يكْبُر؛ أي: عَظُمَ فهو كبير. قال ابن سيده: الكبْر: نقيضُ الصِّغر، وكبّر الأمْر: جعله كبيراً، والتكبير: التَّعْظيم، والتَّكبّر والاستكبار: التَّعظُّم، والكِبْر: الرِّفعة في الشَّرف، والكبرياء: المُلْك، كقوله تعالى: (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ) (يونس: 78). والكبرياء أيضاً: العَظَمة والتَّجبر. والتاء التي في"المتكبر" ليست تاء التَّعَاطي والتكلُّف، كما يقال: فلان يتعظَّم وليس بعظيم، ويَتَسخَّى وليس بسَخي، وإنما هي تاء التفَرُّد والتَّخَصُّص. اسم الله "المتكبر" و"الكبير" في القرآن الكريم: سمّى الله سبحانه وتعالى نفسه بـــ"المُتَكبّر" في آيةٍ واحدة من القرآن الكريم؛ في قوله: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) (الحشر: 23). وأما اسمه"الكبير" فقد ورد في ستةِ مواضع من القرآن الكريم؛ منها: قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) (الرعد: 9). وقوله: (وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج: 62)، وقد جاء مقترناً باسمه"العلي" و"المتعال". معنى "المتكبر" و"الكبير" في حق الله تبارك وتعالى: قال قتادة:"المُتَكبّر" أي: تكبَّر عن كلِّ شرٍّ.
تاريخ النشر: الأربعاء 20 ذو الحجة 1424 هـ - 11-2-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 43955
50049
0
578
السؤال
يوجد في أسماء الله الحسنى اسم (الضار)، واسم(المتكبر)، فهل هذه الصفات موجودة في الله عز وجل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ريب أن من أسماء الله الحسنى المتكبر كما قال الله تعالى في سورة الحشر: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر:23]. ومعنى المتكبر أي العظيم ذو الكبرياء، وقيل: المتعالي عن صفات الخلق، وقيل: المتكبر على عتاة خلقه، والكبرياء هنا العظمة والملك، أو هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود، ولا يوصف بها إلا الله تعالى. وجاء في فيض القدير: المتكبر ذو الكبرياء وهو الملك أو الذي يرى غيره حقيراً بالإضافة إليه، فينظر إلى غيره نظر المالك إلى عبده، وهو على الإطلاق لا يتصور إلا لله تعالى وتقدس، فإنه المتفرد بالعظمة والكبرياء بالنسبة لكل شيء من كل وجه، ولذلك لا يطلق على غيره إلا في معرض الذم. انتهى.