وقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} بين لهم أن لا حرج في مثل الوسوسة وحديث النفس وخواطرها، ما لم تتحول إلى نية وعزم. أما معنى {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} فقد قال بعض المفسرين: إنها في كتم الشهادة، وأن كاتم الشهادة ومخفيها في نفسه محاسب. وهذا التفسير باعتبار سياق الآيات، فالآية التي قبلها مباشرة تنهى عن كتمان الشهادة: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [البقرة:283].
حديث النفس هل يحاسب عليه توكلت
قرأت عن حديث النفس وقتها، وشعرت باطمئنان والله أنه كان كذلك، لكنني أرجع وأتذكر الموقف وألوم نفسي؛ كيف أنني قلت ذلك عن هذه الإنسانة بالتحديد، وأكلم نفسي بصوت مسموع. وعدت أقرأ عن حديث النفس وفهمت المقصود منه، والآن أفكر في الكلمة قبل أن أقولها للناس، ولم أكن أعرف لما طلعت الكلمة أن هناك ملائكة تسجل كلام الإنسان حتى ولو كان لوحده في مكان منعزل، وعرفت أن قولي لم يكن حديث النفس، وممكن أن أكره نفسي كلما تذكرت الموقف. بعدها تعبت وكانت نفسيتي غير مرتاحة، فخطر ببالي أن أقرأ عن السيئات، ففرحت عندما عرفت أن السيئة لا تسجل إلا بعد ساعات، وأنا وقتها ندمت، وأذكر والله وأعلم أنني استغفرت، لكن متأكدة أنني لم أكن مرتاحة نفسيا لما صار، وتعبت كيف أقول هذا الكلام عن هذه الإنسانة وأنا أحبها، حتى قبل أن أكتب لكم سألت كثيرا عن هذا الشيء، وأنا تعبت جدا.
حديث النفس هل يحاسب عليه الحلقة
السؤال
و بركاته…
استشارتى اسلاميه و ارجو تحملي للاخير. ما هو حديث النفس الذي يُؤاخذ عليه الإنسان والذي لا يُؤاخذ عليه ؟ - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام. حصل لى موقف اثر على حياتي بشكل عام، مع وجود بعض الظروف الشخصية، وتعب نفسي من فتره لفترة، لكن الذي اتعبنى اننى ربما و جهت السباب لقريبه لى احبها و هي كذلك، وهي شخص قريب منى جدا، وقد احسست بدون اي اسباب او كرة او اسباب و اقعى بشيء داخلى يلقى بلفظ بذيء جدا جدا جدا قريب للقذف، لكن للاسف ان الكلمه طلعت، كانت بينى و بين نفسي لكن اللسان تحرك و قلتها، وقتها كنت افكر انه حديث النفس، وكنت اجرب قول الكلمه بينى و بين نفسي، واعنى بالكلمه قريبتي، لكنها طلعت الكلمه علنا، فشعرت باستغراب و ضيق شديد، وكنت الوم نفسي طول الوقت و اقول كيف قلت عنها هذا و هي طيبة، وسكت بعدين و استغفرت، وبقيت فضيق ليوم تقريبا. وقد اخبرتها اننى لا اعرف لماذا قلت لها هذي الكلمة، فانا احبها و بيننا احترام و حب و تقدير، ولا يوجد اي اسباب او خلاف يستدعى ذلك، لكن احسست بشيء يجعلنى اقولها و لم اكن مرتاحه عندما قلتها، وكانى اقول لنفسي ذلك حديث النفس، لانى كنت ربما قرات عن المقال بعدها صار الموقف، فندمت و استغفرت و شعرت بتانيب بالضمير ادي الى تعب نفسي خفيف. قرات عن حديث النفس و قتها، وشعرت باطمئنان و الله انه كان كذلك، لكننى ارجع و اتذكر الموقف و الوم نفسي؛ كيف اننى قلت هذا عن هذي الانسانه بالتحديد، واكلم نفسي بصوت مسموع.
حديث النفس هل يحاسب عليه
فالإنسان قد ينوي الفعل الصالح، ولكن لا يفعله لعجزه عنه، من سفر أو مرض أو غير ذلك, فالله سبحانه وتعالى يثيبه على هذا العمل, كما قال تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [النساء:100]. أي: بنيته؛ لأن الإنسان يحاسب بنيته، قد يكون الإنسان ممن يصوم كل يوم اثنين وخميس، أو يقوم من الليل، ثم يصيبه مرض فيصير غير قادر على قيام الليل ولا على صيام النهار، فيكتب له ما كان يعمله صحيحًا مقيمًا، أو كان يقوم الليل ويواظب عليه، ثم في ليلة كان مجهدا ومتعبا، جاء من عمله مهدودا مكدودا، ثم نام ولم يقم إلا لصلاة الصبح، جاء في الحديث أن الله سبحانه وتعالى يكتب له ما كان ينوي أن يقومه من الليل، وكان نومه صدقة عليه من ربه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي بالليل، فغلبته عينه حتى يصبح، كُتِب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه" (1). فهذا النوم تصدق الله به عليه، فقد أعجزه المرض أو التعب، لكنه أخذ هذا الأجر بنيته، هذا في جانب الخير. حديث النفس هل يحاسب عليه. أما في جانب الشر، فلو هم به ثم تذكر ربه، ووقوفه بين يديه، فانتهى عما هم به، كتبه الله له حسنة، أما إذا نواه وعزم عليه وصمَّم عليه يكتب عليه سيئة حتى ولو لم يفعله، ولذلك جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا التَقَى المُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ فِي النَّارِ"، قالوا: يا رسول الله هذا القَاتِلُ فَمَا بَالُ المَقْتُولِ؟ قَالَ: "إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ" (2)، دخل المعركة وهو يريد أن يقتل أخاه المسلم، كل واحد منهما يريد قتل الآخر، فواحد منهما سبق الآخر فقتله، فالاثنان في النار، القاتل دخل النار بفعله، والمقتول دخل النار بنيته.
حديث النفس هل يحاسب عليه وسلم
فقد يأتيه الشيطان يوسوس له في ربه، أو في الجنة، أو في النار، أو في البعث والنشور فإذا وجد ذلك فليقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وليقل: آمنت بالله ورسله ولينته، هكذا علم النبي ﷺ. حديث النفس هل يحاسب عليه توكلت. أما الشيء الخواطر تعرض، وتزول هذه ما تضر يعفى عنها، كما قال ﷺ: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تكلم لكن إذا استقر وآذاه يقول: آمنت بالله ورسوله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وليعلم أن الله -جل وعلا- سوف يسامحه في هذا الشيء الذي ما هو باختياره، لكن إذا كثر عليه يقول: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وينتهي. المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ. فتاوى ذات صلة
26-08-2010, 01:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الله محييك اخي مهدي ،، وجزيت عنا وعن الاسلام كل خير بارك الله فيك ع المرور
__________________ عـــ الأمنيـــــات ـــزف