بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمدواله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
يقول إمامنا باقر العلوم "صلواتُ الله عليه" حِين سُئِل عن قولِ اللهِ تعالى:
{قُلْ أرأيتُم إنْ أصْبَحَ ماؤُكم غَوراً فمن يأتيكم بِماءٍ مَعين} قال "عليهِ السلام":
نَزَلتْ في الإمامِ القائم "صلواتُ الله عليه"،
ثُمّ قال: {إنْ أصْبَحَ ماؤُكم غَوراً} أي إنْ أصبحَ إمامُكم غائباً عَنكم لا تَدرون أين هو،
فمنْ يأتيكم بإمامٍ ظاهرٍ يأتيكم بأخبارِ السماواتِ والأرض، وحلالِ الله وحرامه؟! القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الملك - الآية 30. ثُمَّ قال "عليه السلام": واللهِ ما جاءَ تأويلُ هذهِ الآية ولابُدَّ أن يجيء تأويلُها)
[كمال الدين وتمام النعمة]
سيّدي يا بقيّة الله الأعظم:
نشهَدُ أنَّكَ الطَهورُ الأعظم، أنتَ طَهورُ صلاتنا وطَهورُ صيامنا.. كما نُخاطبُك في زيارتك الشريفة:
(أشهَدُ أنَّ بولايتكَ تُقبَلُ الأعمال وتُزكّى الأفعال.. )
عميت عينٌ لا تراكَ عليها رقيباً
وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبّك نصيباً..
(يا نعيمي وجنّتي، ويا دنياي وآخرتي).
الباحث القرآني
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ (30) ثم قال: ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا) أي: ذاهبا في الأرض إلى أسفل ، فلا ينال بالفئوس الحداد ، ولا السواعد الشداد ، والغائر: عكس النابع; ولهذا قال: ( فمن يأتيكم بماء معين) أي: نابع سائح جار على وجه الأرض ، لا يقدر على ذلك إلا الله ، عز وجل ، فمن فضله وكرمه أن أنبع لكم المياه وأجراها في سائر أقطار الأرض ، بحسب ما يحتاج العباد إليه من القلة والكثرة ، فلله الحمد والمنة. [ آخر تفسير سورة " تبارك " ولله الحمد].
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الملك - الآية 30
[ ص: 520] القول في تأويل قوله تعالى: ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ( 30))
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( قل) يا محمد لهؤلاء المشركين: ( أرأيتم) أيها القوم العادلون بالله ( إن أصبح ماؤكم غورا) يقول: غائرا لا تناله الدلاء ( فمن يأتيكم بماء معين) يقول: فمن يجيئكم بماء معين ، يعني بالمعين: الذي تراه العيون ظاهرا
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: ( فمن يأتيكم بماء معين) يقول: بماء عذب. حدثنا ابن عبد الأعلى بن واصل ، قال: ثني عبيد بن قاسم البزاز ، قال: ثنا شريك ، عن سالم ، عن سعيد بن جبير في قوله: ( إن أصبح ماؤكم غورا) لا تناله الدلاء ( فمن يأتيكم بماء معين) قال: الظاهر. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا): أي ذاهبا ( فمن يأتيكم بماء معين) قال: الماء المعين: الجاري. حدثت عن الحسين ، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد ، قال: سمعت الضحاك يقول ، في قوله: ( ماؤكم غورا) ذاهبا ( فمن يأتيكم بماء معين) جار.
وجملة: (إنّ لك لأجرا) لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم. 4- الواو واو العطف اللام للتوكيد في موضع لام القسم عوضا من المزحلقة (على خلق) متعلّق بخبر إنّ. وجملة: (إنّك لعلى خلق) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. البلاغة: فن المناسبة اللفظية: في قوله تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) وما بعدها، إلى قوله: (غَيْرَ مَمْنُونٍ). وهذا الفن هو عبارة عن الإتيان بلفظات متّزنات. الاستعارة في الحروف: في قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ). على في حقيقتها تفيد الاستعلاء، وهو غير مقصود في الآية، إذ الرسول عليه السلام لا يستعلي فوق الخلق العظيم ويمتطيه، كما يمتطي الرجل صهوة الجواد مثلا، وإنما هو على المجاز والاستعارة، أراد به تمكن الرسول عليه السلام من الخلق العظيم والسجايا الشريفة. الفوائد: - حسن الخلق: روى جابر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: إن اللّه بعثني لتمام مكارم الأخلاق وتمام محاسن الأفعال، عن النواس بن سمعان قال: سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن البر والإثم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس. عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم.