والرب الذي يُدعَي ويُسأَل ويُرجَى ويُتوكَل عليه لا بد أن يكون قيوماً يقيم العبد في جميع الأوقات والأحوال كما قال:﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾ [الفرقان: 58] ، وقال:﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [البقرة: 255، آل عمران: 2] ، فهذا وغيره من أنواع النظر والاعتبار يوجب أن العبد لا يرجو إلا الله ولا يتوكل إلا عليه.
………………………………………
المصدر
مجموع فتاوى ابن تيمية ، الجزء الثامن ، العقيدة " كتاب القدر "مسألة معنى قول علي لا يرجون عبد إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه، (بتصرف يسير). اقرأ أيضا:
عبوديات غائبة
تجريد التوكل قوة للمجاهد
وهو القاهر فوق عباده
الدرس الثاني : أهمية العقيدة الإسلامية – مقرر التوحيد 1 الفصل الدراسي الأول
زمن القراءة ~ 5 دقيقة كثيرا ما تضغط الأسباب على العقل البشري فيلتفت اليها متوكلا أو لائما، أو منصرفا اليها بما يقدح في التوحيد، أو معرضا عنها زاعما تجريد التوحيد. بحث اهمية العقيدة الاسلامية. وثمة حقيقة وقول جامع في العقيدة الإسلامية، يفتح باب التوحيد ويقيم الحياة على استقامة. مقدمة
سئل الشيخ الإمام العلامة أبو العباس أحمد بن تيمية رضي الله عنه عن قول "عليّ" رضي الله عنه: «لا يرجون عبد إلا ربَّه، ولا يخافن إلا ذنبه»، ما معنى ذلك؟
فأجاب: الحمد لله، لا يرجون عبد إلا ربه.
فإن الراجي يطلب حصول الخير ودفع الشر، ولا يأتي بالحسنات إلا الله، ولا يذهب السيئات إلا الله ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ﴾ [يونس: 107] ، ﴿مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [فاطر: 2] .
بين أهمية العقيدة الإسلامية ؟ لمادة التوحيد 1 مقررات لعام 1443 هـ 1443 | مؤسسة التحاضير الحديثة
وكان الشيخ محمد -رحمه الله- في رسائله يقول لبعض خصومه الذين يكتب إليهم، ويخاصمون في العقيدة، يقول: إني أريد منكم أن تدرسوا العقيدة كما تدرسوا كتاب الأوقاف، يعني كما أنكم تعتنوا بالأوقاف -أوقاف الناس- فأرجو منكم أن تدرسوا العقيدة باب حكم المرتد مثل عنايتكم بكتاب الأوقاف.
فإذا علم المسلم ذلك تحرر من ظلم الحكام الظالمين ورجال الدين المضلين، وأصبح ولاؤه لله تعالى، ولرسوله. سادسًا: الاعتقاد في الله يرفع قوى الإنسان المعنوية، ويربطه بمثل أعلى وهو الله تعالى مصدر الخير والبر والكمال، وبهذا يسمو الإنسان عن الماديات ويرتفع عن الشهوات، ويستكبر على لذائذ الدنيا، ويرى أن الخير والسعادة في النزاهة والشرف، وتحقيق قيم صالحة، ومِن ثَم يتجه المرء اتجاهًا تلقائيًّا لخير نفسه، ولخير أمته، ولخير الناس جميعًا. وهذا هو السر في اقتران العلم الصالح بجميع شعبه وفروعه بالإيمان؛ إذ إنه الأصل الذي تصدر عنه، وتتفرع منه، ويتمثل ذلك في قوله تعالى: [إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ][يونس: 9]. بين أهمية العقيدة الإسلامية ؟ لمادة التوحيد 1 مقررات لعام 1443 هـ 1443 | مؤسسة التحاضير الحديثة. وقوله تعالى: [وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ][التغابن: 11]. وإذا اهتدى القلب فلا يفوته خير لحرصه عليه، ولصلاح الأصل المحرك لجوارح الإنسان. اللَّهُمَّ لَا تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا فَنَعْجَزُ عَنِ التَّدْبِيرِ، وَلَا إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَنَجْزَعُ مِنَ التَّقْصِيرِ، وَتَدَارَكْنَا بِلُطْفِكَ يَا مَنْ لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ.