وكان هناك جسر على دجلة، ودير للنصارى. وكانت الأرض التي تحيطها سهلة زراعية تسقيها مياه ترع تتفرع من نهر الرفيل الواسع الذي يأخذ من نهر الفرات ويبعد عن بغداد نحو 30 كيلومترا، ومن نهر الدجيل الذي يأخذ مياهه من دجلة في شماليها. وهذه الأراضي المزروعة كانت واسعة تنتج محاصيل زراعية وافرة، ويقابلها في شرقي دجلة أراض منبسطة أيضاً تروي مزارعها أنهار وترع عدة. [7]
من جهة أخرى، ذُكر عن عيسى بن المنصور أنه قال: "وجدت في خزائن أبي المنصور في الكتب أنه أنفق على مدينة السلام وجامعها وقصر الذهب بها والأسواق والفصلان والخنادق وقبابها وأبوابها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثين درهماً ومبلغها من الفلوس مائة ألف ألف فلس وثلاثة وعشرون ألف فلس وذلك أن الأستاذ من البنائين كان يعمل يومه بقيراط فضة والروزكاي بحبتين إلى ثلاث حبات. القصر العباسي - المعرفة. [10] وكانت مدينة بغداد مدورة ويبلغ طول قطرها نحو 2615 مترا، وأحيطت بخندق وسورين بينهما ساحة واسعة. ورسم في داخلها سكك (شوارع أو أزقة) عديدة على كل منها عدد من الطاقات، وكل هذه السكك مستقيمة تمتد من السور إلى رحبة واسعة في وسط المدينة المدورة.
- بغداد في العصر العباسي 2 ثانوي
بغداد في العصر العباسي 2 ثانوي
البدء في بناء مدينة بغداد [ عدل]
اختيار أبي جعفر المنصور للموقع كان أوائل سنة 145ه/ 762م ، وأول عمل قام به المنصور ان " أمر بخطها بالرماد فدخلها من ابوابها وفصلانها وطاقاتها وهي مخطوطة بالرماد.. "وحينما باشر البناء ووصل الحائط مقدار قامة قطع العمل بسبب ثورة محمد النفس الزكية في اوائل رجب سنة 145ه وقد اشرف على تخطيطها كما ذكر الخطيب البغدادي " الحجاج بن ارطأة وجماعة من اهل الكوفة " وأمر المنصور بالعمل، فأحضر العمال وكانوا مئة ألف عامل، وهيأ لهم السكن في موقع العمل وحفرت الآبار للماء وعملت القناة التي تأخذ من نهر كرخايا، وأمر بحفر أساسات المدينة. بغداد في العصر العباسي الثاني. وقد اهتم اهتماما كبيرا بطريقة بنائها من الناحية العسكرية فجعلها محصنة بحيث يصعب على العدو اقتحامها فقد صممت دائرية الشكل، يحيطها سور عرضه من أسفله 50 ذراعا، ومن أعلاه 20 ذراعا. وجعل فيه أربعة أبواب هي باب خراسان وباب البصرة وباب الكوفة وباب الشام. [6] وكان لها سور داخلي ثان يسمى " السور الأعظم " وهو الخط الرئيسي الدفاعي عن المدينة، لكونه أعلى من السور الخارجي، ولأحتوائه على 113 برجا دفاعيا، ويحوي هذا السور اربعة ابواب ايضا، فكان هذا الطراز ظاهرة معمارية جديدة تدل على الابداع والابتكار، وقد توقف العمل مدة ستة أشهر فكان ذلك سببا لخسائر فادحة في المواد، ثم عاد في صفر سنة 763 م في شهر حزيران فأستكمل بناء المدينة فنزلها، ونقل الخزائن وبيوت الاموال والدواوين اليها من الكوفة وسماها مدينة السلام.
باب كلواذا: نسبة إلى قرية كلواذا (كلواذى) جنوب بغداد، كان قديماً في بغداد والآن لا يعرف محله. باب الشعير: أو درب الشعير غربي بغداد، وهو بالقرب من محلة كبيرة وهو فوق مدينة المنصور. باب الطاق: سمي بذلك لأنه قريباً من طاق أسماء، قريب من محلة بين القصرين بالجانب الشرقي وقربها قصر أسماء بنت المنصور، وهي شرقي بغداد وتقع بين الرصافة ونهر المصلى وهو تصحيف لنهر المعلى ، [2] وكان عنده طاق عظيم يعقد فيه مجلس للشعراء أيام الرشيد. بغداد في العصر العباسي 2 ثانوي. باب المحول: هو عند محلة كبيرة متصلة بالكرخ، ثم صارت محلة كبيرة منفردة، بجنب الكرخ. باب الخاصة: هناك فرق بين أبواب سور بغداد و أبواب دار الخلافة وهذا الباب هو أحد أبواب دار الخلافة، أحدثه الخليفة الطائع لله ، تجاه دار الفيل ، وبنى عليه منظرة تشرف على دار الفيل. وهذه المنطقة تقع حالياً في بغداد عند ساحة الخلاني وما جاورها. باب الحجرة: موضع بدار الخلفاء وهي دار عظيمة، وعنده يخلع على الوزراء، ويحضرون فيه أيام المواسم، وأول من بناه المسترشد. باب المراتب: وهو من أبواب دار الخلافة، وأشهرها ويقع قريباً من باب الخاصة بدار الخلافة. وهذه الأبواب وغيرها مثل: باب البدرية و باب النوبي و باب العامة.