ودليل خصوصية لنا خطاب الله جل وعلا بقوله تبارك وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9]. وترك البيع والشراء والسعي إلى ذكر الله دليل على ما في هذا اليوم من الخير للمسلمين. ذلك اليوم الذي ما طلعت الشمس على أفضل منه- فعسى أن نذكر الله فيذكرنا، وندعوه فيستجيب لنا ونتوب إليه فيتوب علينا. فاسعوا الى ذكر ه. أيها الإخوة المؤمنون: إنه بتأمل هذه الآية الكريمة يتضح لكل مسلم أن حضور الجمعة فرض عين على كل مكلف، والسنة الشريفة تؤكد ذلك على كل مسلم ذكر حر مكلف مستوطن، وتوضح أن السعي إلى ذكر الله وترك البيع والشراء وكل ما يصد عن ذكر الله - بعد أذان الخطبة واجب على كل من تجب عليه الجمعة، وأن من صد عن ذكر الله من يوم الجمعة وتأخر إلى أن تقام الصلاة عمدا بدون عذر فهو آثم. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة: 11].
قصة آية.. &Quot;فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ..&Quot;
فاسعوا إلى ذكر الله - YouTube
المسألة السابعة قوله { فاسعوا إلى ذكر الله}: اختلف العلماء في معناه على ثلاثة أقوال: الأول: أن المراد به النية; قاله الحسن. الثاني أنه العمل; كقوله تعالى: { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن} وقوله تعالى: { إن سعيكم لشتى}. وهو قول الجمهور. الثالث: أن المراد به السعي على الأقدام. ويحتمل ظاهره رابعا: وهو الجري والاشتداد ، وهو الذي أنكره الصحابة الأعلمون ، والفقهاء الأقدمون ، وقرأها عمر: " فامضوا إلى ذكر الله " فرارا عن ظن الجري والاشتداد الذي يدل عليه الظاهر. وقرأ ابن مسعود ذلك. وقال: لو قرأت فاسعوا لسعيت حتى سقط ردائي. قصة آية.. "فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ..". وقرأ ابن شهاب: فامضوا إلى ذكر الله سالكا تلك السبل ، وهو كله تفسير منهم ، لا قراءة [ ص: 213] قرآن منزل ، وجائز قراءة القرآن بالتفسير في معرض التفسير. فأما من قال: المراد بذلك النية; فهو أول السعي ومقصوده الأكبر فلا خلاف فيه. وأما من قال: إنه السعي على الأقدام فهو أفضل ، ولكنه ليس بشرط. في الصحيح أن أبا عيسى بن جبير واسمه عبد الرحمن ، وكان من كبار الصحابة يمشي إلى الجمعة راجلا. وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار.