وقد تكرر تحريم النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذا الزواج إلى أن حرمه عام الفتح في السنة الثامنة من الهجرة تحريما مؤبدا، بعد أن حرمه في خيبر سنة ست من الهجرة، ثم أحله عام الفتح فمكث الناس خمسة عشرة يوما وهم يستمتعون، ثم حرمه - صلى الله عليه وسلم - إلى يوم القيامة [7]. زواج المتعة - السيد جعفر مرتضى - ج ٢ - الصفحة ١٠. ثم إن الصحابة وافقوا عمر - رضي الله عنه - في أمر التحريم ولم يعترضوا عليه حين نهى عن نكاح المتعة، فلم ينكر عليه هذا القول منكر، لا سيما في شيء قد علموا إباحته من قبل، فلا بد أنهم قد علموا بحظره، وإلا فكيف يقبلون أن يحرم عمر - رضي الله عنه - ما أحله الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وكيف يجتمعون على شيء هو في نظر المدعين ضلالة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله مع الجماعة» [8]. وعليه فلا يعد هذا خطأ بالنسبة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإنما الخطأ والمرض في عقول وقلوب المدعين. ثانيا. زواج المتعة مبني على مجرد الغريزة وحدها وهذا يرفضه التشريع الإسلامي:
إن الناظر لتشريع الزواج في الإسلام يجد الهدف منه أكبر بكثير من مجرد إشباع الغرائز، فالزواج يقوم على السكن والاستقرار والمودة والرحمة، وتكوين الأسرة، ورعاية الأبناء، بالإضافة للعفة، أما زواج المتعة فإنه يخلو من كل ذلك، كما أنه يضر بالمرأة أيما ضرر؛ حيث تعيش على هامش الحياة الزوجية، وتحرم من الأمومة التي خلقت وهي في دمائها تجري، ولا ضرر ولا ضرار في الإسلام.
- زواج المتعة - السيد جعفر مرتضى - ج ٢ - الصفحة ١٠
زواج المتعة - السيد جعفر مرتضى - ج ٢ - الصفحة ١٠
قبيلة قريش: ومقرهم مكة، وهي مركز القيادة الدينية للعرب. بعد غزوة خيبر، والقضاء على العدو الأول، أعلن النبي محمد التحريم الأول لزواج المتعة في العام السادس للهجرة، قبل إباحته مجددًا في توقيت لم تحدده الرواية. ثم أعيد تحريمه بعد فتح مكة والقضاء على العدو الثاني، والسيطرة على مركز القيادة الدينية للعرب، في العام الثامن للهجرة. التحريم النهائي تأكد في حجة الوداع في العام العاشر للهجرة، بحسب بعض المرويات، لكن بعض الصحابة استمروا في ممارسة زواج المتعة بعد وفاة النبي محمد؛ باعتبارها "رخصة خاصة خالصة" من النبي لأصحابه، قبل تحريمها قطعيًا في عهد عمر بن الخطاب، وإقامة الحد على من يمارسه باعتباره زنا. ويتشدد أهل السنة في القول بتحريمها النهائي، وسد كل باب لفعلها ولو على سبيل الرخصة، ويغالون في تأويل النصوص الواردة في إباحتها لدرجة القول بنسخها مرتين. التحليل الشيعي
أما الشيعة فيبالغون في إباحة زواج المتعة بصورة تكاد تؤصلها كأصل من أصول الدين في مذهبهم، تتجاوز مسألة الإباحة أو الفرعية إلى الفضيلة التي يحثون أتباعهم عليها، بدرجة إدراج روايات في كتبهم منقولة عن أئمتهم بأن "من لم يتمتع فليس من الشيعة" أو "من مات ولم يتمتع فذلك نقصان في دينه" وصنفوا المصنفات والأبواب والفصول والفروع فيها وفي فقهها وفضائلها.
لأميركا هدفان الأول أمن إسرائيل وضمان مستقبلها عن طريق ترسيخ معاهدات السلام بين العرب وإسرائيل. والثاني هو مقاومة الإرهاب الذي يستهدفها ويهدد أمنها الداخلي والخارجي. الإسلاميون "المعتدلون" هم الأقدر على ذلك. فأميركا لا يزعجها ان تقتصر "إسلامية" النهضة أو الإخوان على ارتداء زوجة الرئيس للحجاب، طالما أن التزاماته تجاه الحلف الأميركي مستوفاة، والاتفاقيات العسكرية والأمنية والاقتصادية محترمة، وبالتأكيد لن يزعجها ان تقتصر "إسلامية" بعض القوى على إطالة اللحى إذا ما ارتضوا الارتباط بالأطلسي، واتخذوا موقفاً حيادياً من العدو الاسرائيلي كحد ادنى. هذه هي الأوراق التي يستطيع الإخوان تقديمها لأميركا ثمناً للسلطة. وعند رفضها يجف الدعم وينتهي دور الإخوان في نظر أميركا بإظهار فشلهم في تقديم الحلول المطلوبة وينفض الناس من حولهم ويسهل التخلص منهم كما تتخلص من كل أصدقائها عندما تنتهي مهامهم وهو ما يتهددهم اليوم خاصة بعد طرح مشروع تجريم التطبيع في الدستور التونسي وردة الفعل الأميركي وتراجع النهضة وتبريرها الغبي للشعب.